الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : فى الاتجاه الصحيح

الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق

لقاء الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء برؤساء الهيئة الإعلامية وتحرير الصحف والمواقع الإلكترونية خطوة فى الاتجاه الصحيح خاصة فى هذا التوقيت الذى تتشابك فيه التحديات الداخلية والخارجية على مصر.. فى أخطر فترات يعيشها هذا الوطن.. لكنها ورغم قسوتها إلا أنها أظهرت كفاءة وجودة منظومة الدولة المصرية.. وحسن رؤيتها وإدارتها لتحقق نتائج قوية وعظيمة على الصعيدين الداخلى والخارجى.
الحقيقة أننى من الذين طالبوا دائما فى مقالات كثيرة سابقة بأهمية تواصل الحكومة والمسئولين فى الدولة مع الإعلام.. لأهميته الشديدة فى نقل المعلومات والبيانات وبناء الوعى والفهم لدى المواطنين وهو أهم ما يحتاجه الوطن فى هذه المرحلة الفارقة وفى ظل أشرس حملات الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك وتزييف الوعى التى تستهدف عقول المصريين ومحاولات احباطهم رغم أنهم يحققون نجاحات وإنجازات غير مسبوقة ووطنهم يتقدم بثقة وثبات إلى الأمام.
من المهم ان يطلع الإعلامى أو الصحفى على المعلومات والبيانات والأرقام والحقائق خاصة إذا كانت من مستويات عليا فى الدولة.. حتى يجد الأسلحة التى يخوض بها الحرب التى تدار ضد وطنه ويمتلك القاعدة للرد على الأكاذيب والشائعات.. أو إجراء الموضوعات والتحقيقات والتقارير وكتابة المقالات.. لذلك يأتى هذا التفاعل المباشر بين رئيس الوزراء وكبار الصحفيين والإعلاميين على مستوى القيادات.
لم يكن اجتماع الدكتور مدبولى قاصراً فقط على الجانب والأبعاد الاقتصادية وما تشهده مصر من نجاحات قوية فى هذا الإطار ولكن أيضا عرج على التحديات والتهديدات التى تواجه الدولة المصرية فى ظل ما يحدث فى المنطقة.. مطالبا الإعلام بشرح وعرض هذه التحديات للمواطن المصرى لافتاً إلى ثوابت الموقف المصرى تجاه ما يحدث فى قطاع غزة من عدوان إسرائيلى والتأكيد على رفض مصر الكامل لمخطط التهجير ووقوفها إلى جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة.
الحقيقة ان اللقاء الذى جمع بين الدكتور مدبولى والقيادات الإعلامية.. أعتبره نموذجاً لما هو مطلوب ان يحدث ومثلاً للعلاقة بين الحكومة والإعلام.. فالحكومة تملك المعلومات والحقائق والأرقام والبيانات الصحيحة.. والإعلام يملك قنوات التواصل مع المواطنين.. لذلك فإن قضية شرح التحديات وعرض النجاحات وتفسير مهددات الأمن القومى هى ركائز الخطاب الإعلامى فى هذا التوقيت والذى أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى من قبل.. وأيضاً فى التصدى لحملات ممنهجة لإحباط المصريين ويعد هذا اللقاء واحداً من أهم الوسائل ومصدراً مهماً لتزويد الإعلام المصرى بشحنات قوية من الأسلحة المتمثلة فى الحقائق والمعلومات والأرقام والبيانات لقطع دابر الأكاذيب.. فلا يمكن ان تبقى المعلومات والأرقام المتفائلة والايجابية حبيسة صدور وعقول المسئولين أو فى أدراجهم فى الوقت الذى تواجه مصر أخطر الحروب وهى حرب الإحباط والتشكيك فالمواطن المصرى العظيم الذى يصطف فى خندق الوطن صابراً واثقاً فى حاجة شديدة إلى ان يعرف ويلم بهذه الحقائق والمعلومات والأرقام والمؤشرات الايجابية ليتحصن ضد محاولات التشويه والتشكيك والتحريض.
وهنا أوجه التحية للدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية لأنه منفتح على الإعلام ويحرص على لقاءات وأحاديث وحوارات إعلامية إدراكاً بأهمية اللحظة التى تمر على مصر والمنطقة ومن المهم ان يعرف المواطن موقف الدولة المصرية ويطمئن على قدرتها السياسية والدبلوماسية فى مواجهة المخططات.. وهناك ملحمة مصرية سوف نتحدث عنها فى مقال لاحق وهى معركة الدبلوماسية الرئاسية وكيف انتصرت وحشدت الرأى العام الدولى ليتسق مع الموقف المصرى سواء فيما يخص القضية الفلسطينية وما تتعرض له من محاولات للتصفية أو مخططات لتهجير الشعب الفلسطينى.. أيضاً الدكتورة رانيا المشاط والتى تتمتع بحديث سهل ومبسط وعرض واف للتحديات والنجاحات الاقتصادية.. وهنا أطالب بلقاء دورى بين الوزراء ورجال الإعلام حتى لو ربع سنوى ويكون على مستوى القيادات الإعلامية.. واجتماع شهرى للوزير مع محررى الوزارة لأن كل ذلك ينعكس على وعى المواطن وهو أمر ضرورى.
لكن هناك مطلباً عاماً سواء على المستوى الإعلامى أو الشعبى ورغم أننا ندرك أن حجم التحديات التى تواجه الدولة المصرية واشتباكها مع تهديدات وجودية وفى ظل ما يتحقق من نجاحات ومؤشرات ايجابية غير مسبوقة بالأرقام والحقائق والمعلومات والمؤشرات إلا ان هذا النجاح الكبير والعظيم لا يتسق مع ارتفاع الأسعار فى الأسواق التى يكتوى بها المواطن على أرض الواقع.. فالدولار يتراجع والاستثمارات فى صعود والتدفقات الدولارية غير مسبوقة.. والصادرات ترتفع وتزيد والدولة جاهدت وكافحت خلال السنوات الماضية حتى لا يحدث أى نقص أو عجز فى أى سلعة أو حاجة أساسية للمصريين ولدينا مخزون إستراتيجى يزيد على 6 أشهر ورغم وفرة الفواكه والخضراوات والألبان والأسماك والدواجن واللحوم إلا ان الأسعار لم تبارح مكانها.. وفى حالة تناقض مع مؤشرات اقتصادية عظيمة لذلك من المهم ان يشعر المواطن بهذا التحسن الكبير.. ولابد ان تخوض الحكومة وأجهزتها معركة شرسة ضد الجشع والمغالاة فى الأسعار.. هذه المعركة لا تتعارض مع السوق الحر ولا تطلب تسعيرة جبرية ولكن نريد المنطق والعقلانية فى الأسعار.. وهناك اتفاق إعلامى وصحفى من خلال الكتابات والتعليقات وأيضاً الشارع ان هناك رقابة لازمة وواجبة على الأسواق لكنها غائبة وكل تاجر يضرب الرقم أو السعر الذى يريده.. وأطالب الحكومة بالنزول إلى الأسواق والمتاجر.. أسعار كل شىء من الغذاء وحتى الملابس وصولاً إلى السيارات مازال التجار يصرون على نفس الأسعار التى سبقت حالة التعافى وتجاوز الأرقام والوصول إلى هذه الأرقام الايجابية وتراجع الدولار.. الغريب أنهم لمجرد تحسن الأوضاع الاقتصادية وتراجع الدولار لا يقومون بخفض الأسعار وعندما ارتفع الدولار وزادت هذه الأزمة ضاعفوا الأسعار بلا منطق.. نحتاج إلى رقابة صارمة تضرب بيد من حديد لرفع المعاناة عن المواطن وحتى لا يصبح أسيراً للجشع.. وهذه المعركة أراها غاية فى الأهمية بل حتمية فى معركة الوعى والاصطفاف بل النجاح فيها يجعل المواطن أكثر استعداداً للتفاؤل والأمل والثقة فى أحاديث الحكومة.

تحيا مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.