الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب :  وشهد شاهد من بنى صهيون  !!

الكاتب الصحفي عصام عمران
فى نهاية يونيو الماضي كتبت مقالا فى هذا المكان بعنوان ” البطل الذى قال لا ” تحدثت فيه عن المواقف الشجاعة والتاريخية التى اتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه مسئولية قيادة البلاد  ، بل وقبل ذلك حينما وقف في وجه الجماعة الإرهابية رافضا مخططات أهل الشر وأعوانهم فى الداخل والخارج لإسقاط الدولة المصرية وتفتيت مؤسساتها الوطنية وطمس هويتها وانحاز هو وأبطالنا فى الجيش والشرطة إلى الملايين من المصريين الذين ملأوا الشوارع والميادين إبان ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ .
وكذلك الحال كان  موقفه التاريخى من الأزمة الطاحنة التي ألمت بالمنطقة بسبب اشتعال الأوضاع بين الكيان الصهيوني والاشقاء فى فلسطين وتحديدا غزة والضفة الغربية في أعقاب انطلاق عملية طوفان الأقصى التى نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وما تلاها من مجازر ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ما تسبب حتى الآن فى استشهاد نحو  ٦٥ ألف شخص وإصابة وفقد أكثر من مائة وسبعين ألفا آخرين.
ومع تفاقم الأزمة واحتدام المعارك ظلت مصر على موقفها الثابت منذ اللحظة الأولى بضرورة التوصل إلى حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية حتى يتم إنهاء الصراع بشكل قاطع مع رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريا من أرضهم سواء إلى مصر والأردن أو حتى إلى دول أخرى كما جاء على لسان الرئيس الأمريكي ترامب وتابعه  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وكل يوم تؤكد ” مصر السيسي” مجددًا  تمسكها بموقفها التاريخى حيال القضية الفلسطينية ولم تفلح معها سياسة ” العصا والجزرة ” أو ألاعيب الترغيب والترهيب التي لوح بها الغرب ، لاسيما أمريكا وإسرائيل ، ولعل خير دليل على  المواقف الشجاعة لزعيم مصر ما ذكره مؤخرا رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق، يوسي كوهين، والذى اعترف بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان “العقبة الرئيسية” أمام تنفيذ مخطط إسرائيل ، وذلك خلال إصدار كتابه الجديد بعنوان “سيف الحرية”، في  احتفالية حضرها نحو 450 مشاركاً، تناول خلالها بالتفصيل الحرب في قطاع غزة، والعلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية — وعلى رأسها مصر — كما عاد إلى تحليل الأسباب التي أدت إلى الفشل الأمني والعسكري الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، وناقش مستقبل إسرائيل كدولة في ظل التحديات الإقليمية والداخلية.
وبحسب موقع  “hm-news ” الإخباري الإسرائيلي، كشف كوهين أنه طرح منذ عام 2014 — خلال فترة توليه منصب
رئيس مجلس الأمن القومي — فكرة نقل إدارة ملف قطاع غزة بأكمله إلى جهاز الموساد، رغم أن الجهاز لا يتعامل
تقليدياً مع الشؤون الفلسطينية في غزة أو الضفة الغربية، لكن هذا المقترح لم يُكتب له النجاح، بسبب معارضة
داخلية واعتبارات بيروقراطية وأمنية.
وفيما يتعلق بمستقبل سكان قطاع غزة، كشف كوهين عن مقترحات سابقة طُرحت مع الجانب المصري، من بينها
خطة لنقل سكان غزة مؤقتاً إلى سيناء لـ”حمايتهم من الأذى” أثناء العمليات العسكرية الإسرائيلية ،لكنه أكد أن
الرئيس السيسي كان ولايزال “العقبة الرئيسية” أمام تنفيذ هذا المخطط، إذ رفضه رفضاً قاطعاً، على الرغم من أن
كوهين أشار — بحسابات ديموجرافية — إلى أن سكان غزة يشكلون “أقل من 2% من إجمالي سكان مصر”، في
محاولة لتقليل حجم التحدي الديموجرافي الذي تتخوف منه القاهرة.
يوسي كوهين الذى يعد أحد أبرز مهندسي السياسة الأمنية الإسرائيلية في العقدين الماضيين — يُقدّم في كتابه
تشريحاً داخلياً صريحاً لفشل المؤسسة الإسرائيلية، ويُقرّ ضمناً بأن الحلول الأمنية وحدها لا تكفي، وأن التعامل مع
الجيران العرب — حتى الخصوم منهم — بات ضرورة استراتيجية، لا خياراً تكتيكياً، كما يكشف عن مدى الانفصال بين
الحسابات الإسرائيلية والواقع المصري ، حيث لا تزال تل أبيب تعتقد أن “المنطق الديموجرافي أو الأمني” يمكن أن
يقنع مصر بقبول خطط تهجير أو إعادة توطين، بينما يُظهر الموقف المصري أن السيادة والهوية والثوابت الوطنية خطوط
حمراء لا تُناقش  .
أخيرا وليس آخرا نؤكد أنه في الوقت الذي هرب فيه البعض وذهب البعض الآخر وراء مصالحه الخاصة ، ظلت مصر
بقيادة السيسي واقفة تدعم وتساند، تبني، وتعمر ، وتعمل على حل وإنهاء أزمات متراكمة من عشرات السنين
على كافة الجبهات سواء الداخلية أو الإقليمية ولن أبالغ إذا قلت العالمية ، ولم يترك  الرئيس السيسي منذ توليه
المسئولية فرصة أو مناسبة  إلا ويؤكد أن تراب الوطن خط أحمر لم ولن نسمح لأي كائن من كان المساس به أو حتى
الاقتراب منه ، الأمر الذى يتطلب منا جميعا شعبا وجيشا وقيادة الوقوف على قلب رجل واحد لمواجهة كافة المخاطر
أو التهديدات، فمصر فى وقت الجد تمتلك ١٢٠ مليون مقاتل هم خير أجناد الأرض كما أخبر الصادق الأمين سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم قبل ١٤٠٠ عام  .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.