الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : فى مواجهة حرب الأكاذيب والشائعات
موقف مصر حاسم وقاطع ضد المخطط الصهيونى من التهجير والتوطين

قبل ذلك قلت فى مقال سابق إن حملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه سوف تتصاعد وتزداد شراسة على مصر فى ظل مواقفها الثابتة والراسخة، ومبادئها التى لا تحيد عنها، هذه الحملات لم تنقطع على مدار أكثر من عشر سنوات لكنها الآن تتنامى بشكل واضح، وهو ما يجب أن يتوقف عنده كثيرًا المواطن المصرى المستهدف بهذه الحملات المكثفة ويسأل نفسه، لماذا مصر بالذات؟ ولماذا تتصاعد فى هذا التوقيت؟ وما علاقة هذا الهجوم الشرس على مصر؟ بمواقفها حيال ما يحدث فى المنطقة وفى مواجهة المؤامرة سواء على القضية الفلسطينية وأهداف قوى الشر لتصفيتها وتهجير الفلسطينيين وما علاقة هذه الحملات المتصاعدة من الأكاذيب والتضليل والاحتزاء؟ والتحريف برفض مصر القاطع والحاسم لمخطط التوطين على حساب أرضها فى سيناء وأمنها القومي، وهو موقف شريف، لا يضع فى اعتباره مصر فحسب ولكن حقوق الأشقاء الفلسطينيين فى الحفاظ على أرضهم ووطنهم وإقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية، لأنه يقضى على أوهام إسرائيل الكبري، ثم لماذا لا تربط بين نوعية الشائعات والأكاذيب الأخيرة؟ وموقف مصر الحاسم والقاطع ضد المخطط الصهيونى وكذبة السفينة «كاترين» والزعم بأنها تحمل متفجرات وتتجه لدولة «الكيان الصهيوني» وهو ما لا يمت للواقع أو للحقيقة بصلة بل جرى تضليل ممنهج وتزييف واضح، وتحريف، فالسفينة «كاترين» كانت تحمل أشياء واحتياجات لمصر ولم تتجه إلى أى موانيء أخرى سوى ميناء «حيدر باشا» فى تركيا، إذن الهدف الشيطانى والخبيث فى هذا التوقيت وفى ظل موقف مصر الواضح والحاسم ضد أوهام الكيان الصهيوني، هو محاولة رخيصة ومدبرة لتشويه هذا الموقف، لذلك فإن كثافة الترويج لمثل هذه الشائعة عبر المنابر الإخوانية وخلاياهم الإلكترونية، وأعلام معاد ومواقع مشبوهة تعد أجنحة المخطط الصهيو ــ أمريكى غير مسبوقة، وواضحة فى أهدافها فى محاولة النيل من موقف مصر بالتشويه، وأيضا ابتزاز رخيص للدولة المصرية فى إطار الحرب المستعرة على «القاهرة» وهنا أقول لا أحد يستطيع أن ينال من موقف مصر أو يزايد عليها، ورفض تحذير ووضع خطوط حمراء أمام مخطط التوطين، بل وتصر وتتمسك بإقامة «الدولة الفلسطينية المستقلة» وبالفعل نجحت حيث تتحدث الأغلبية الساحقة من دول العالم بلسان مصر، وتؤكد أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو الحل الأمثل لإنهاء الصراع ومنع تجدده ووقف حرب الإبادة والهمجية والفاشية الصهيونية على الفلسطينيين ومصر أيضا تصدت بقوة للأكاذيب التى يروجها نتنياهو واليمين المتطرف الصهيونى على مصر سواء فيما معبر رفح، ومصر أكدت للعالم أن المعبر مفتوح على مدار الساعة واليوم والأسبوع والشهر وجاءت بكبار المسئولين فى العالم والإعلام الدولى ليشهد على أرض الواقع ثم تصدت مصر لأباطيل نتنياهو وعصابته حول وجود أنفاق بين الحدود المصرية وقطاع غزة، وأن هناك أسلحة تدخل من هذه الأنفاق وأدرك الجميع أن إسرائيل تكذب فالأنفاق جميعها تم تدميرها قبل سنوات خلال الحرب على الإرهاب، لذلك فإن إسرائيل سعت لتغطية فشلها بترويج الأكاذيب والشائعات عن مصر كما أن مصر قدمت 80 ٪ من إجمالى المساعدات الدولية التى دخلت إلى قطاع غزة كما أن هناك شبه انقطاع للعلاقات المصرية مع الكيان الإسرائيلي، وتقتصر فى على التنسيق الأمني، وجهود الوساطة المصرية لإيقاف العدوان البربرى والفاشى من جيش الاحتلال على الفلسطينيين.. فهل يمكن أن يتصور عقل سليم، مثل كذبة وشائعة السفينة «كاترين» لا يمكن أن يقبلها أو يتقبلها عقل مواطن مصرى يثق فى شرف ومواقف الأمة المصرية.
تتوالى الشائعات وتتصاعد من أجل تشويه موقف مصر الثابت والراسخ وخرجوا علينا بفرية وكذبة جديدة أن سفينة حربية إسرائيلية عبرت قناة السويس وهم يعلمون أن قناة السويس ممر ملاحى دولى تحكمه اتفاقية دولية تعود لأكثر من 130 عامًا هى اتفاقية «القسطنطنية» ، يقولون أيضا أن السفينة ترفع العلمين المصرى والإسرائيلي، وهو تحريف واجتزاء نرفع علم الدولة مالكة السفينة إلى جوار علم الدولة صاحبة السيادة على الممر الملاحى أمر متعارف عليه دوليًا وفى كافة الممرات البحرية وليس قناة السويس فحسب، ولا نستطيع أن نمنع طبقًا للاتفاقيات والقوانين الدولية أى سفينة حتى لو كانت فى حالة حرب الحالة الوحيدة للمنع أن تكون هذه الدولة مالكة السفينة فى حالة حرب مباشرة مع مصر.. وسوف تتصاعد فى قادم الأيام بسبب نعرفه ونعيه جيدًا هو مواقف مصر العظيمة والثابتة والراسخة فى رفض المؤامرة والمخطط ورفض أوهام وأطماع وأهداف ومطالب قوى الشر، خاصة فى سيناء وهو ما يقض مضاجع الصهاينة وأيضا ترفض مصر التفريط فى الدعم التاريخى للحق الفلسطينى المشروع وتطالب العالم والمجتمع الدولى بتطبيق القرارات والمرجعيات الدولية والأممية، وقالت للجميع وبوضوح وعلى الهواء مباشرة خاصة الأمريكان والبريطانيين الرعاة الرسميين والخاضنة الخبيثة للكيان الصهيونى ولذلك تستعر الحرب على مصر وتزداد شراسة وتنشط آلة الأكاذيب والشائعات أكثر وأكثر لابتزاز مصر ومحاولة تركيعها وإجبارها، لكن مع تصاعد حملات الأكاذيب هذا يعطينا مؤشرًا قويًا أن المخطط يلفظ أنفاسه الأخيرة، وأن اللعبة قاربت على الانتهاء وأن المؤامرة والضغوط، لم تعد تجدى نفعًا بسبب الموقف المصرى العظيم والصلب والحاسم، فإسرائيل لن تتحمل أكثر من عام أو حتى عامين للاستمرار فى حرب مفتوحة على جبهات مختلفة فى ظل تتعرض له من استنزاف خطير على الصعيد العسكرى الذى يقض مضاجع الصهاينة وباتوا لا يعرفون الأمن أو النوم بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية وحالة الانكشاف الأخلاقى ولم يعد أمام الداعمين سوى إجبار إسرائيل على التوقف.
اقتراح
ولأن حملات الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك سوف تتصاعد وتتزايد على مصر، اقترح تشكيل فريق على أعلى مستوى للرصد وسرعة التعامل والتعاطى وإجهاض هذه الأكاذيب مبكرًا يضم مسئولين وأجهزة وخبراء فى الإعلام والتكنولوجيا والسوشيال ميديا بل ويعملون بشكل استباقى لقراءة عقل المؤامرة المريض والتوقع لنوعية الأكاذيب والشائعات القادمة وأن يكون الفريق الإعلامى فى كل وزارة ومؤسسة فى حالة اليقظة والمتابعة والرصد والتحرك سريعًا أو تنبيه هذا الفريق الأساسى وعليه أيضا صناعة أفلام تسجيلية عن مواقف مصر فى كافة القضايا، وفلسفة حقيقة تحركاتها ومشروعاتها والعمل الميداني، نريد أن نستعيد زخم ما حققته وتحققه الدولة المصرية فليس معنى أن هناك أزمة فرضت علينا أن نتوقف عن الحديث عما حققناه أيضا لا أدرى أين اللقاءات مع الشباب سواء فى الجامعات، وغيرهم من أجل لفت انتباههم إلى تصاعد حملات الأكاذيب والشائعات ضد مصر، وتفسير أسباب ذلك وعرض الموقف المصرى الشريف والثابت وأيضا أين الدولة المصرية، وعظمة قيادتها السياسية وشموخها لا أدرى لماذا هذا التأخير؟.. .
تحيا مصر