الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : الوعى والاصطفاف أقوى الأسلحة

مصر تتعامل مع كافة السيناريوهات والاحتمالات بيقظة شديدة

الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق

مصر دولة عظيمة، قوية قادرة، ليس كمثلها أى دولة، تتمتع بحصانة ترتكز على قاعدة وجودية وهى صلابة وتفرد الإنسان المصرى وهو لديه قدرة فائقة على التحدى، إرادته، تفوق الخيال يستطيع بلوغ وتحقيق أهدافه مهما تعددت الصعاب، أو صنَّفت على أنها المستحيل، لذلك الخطأ الكارثى الذى يقع فيه السفهاء، والأغبياء هو مقولة «الدور على مصر» أو أنها نموذج لدول أخرى هنا إغفال تام ومتعمد، وجهل بطبيعة مصر والمصريين، وأى عدو يفكر فى الاقتراب منها تراوده كوابيس ورعب من فداحة الرد المصرى، فالإنسان فى هذا البلد الأمين لديه استعداد عجيب على التضحية، والفداء إذا تعرض الوطن للمساس أو الإهانة، ولن أقص عليكم ما حوته صفحات التاريخ، من بطولات وأمجاد، وانتصارات حتى صارت مصر مقبرة الغزاة فتلك حقيقة يعرفها الجميع، وكانت بالفعل هذه الأرض الطيبة المحمية بقوة ربها، وإرادة شعبها، مصيرًا أسود للطامعين، والواهمين والمستعمرين والغزاة، وجبل شامخ تتحطم عليه أوهام وغطرسة القوى.

أما وأن شواهد الواقع تشير إلى أننا أمام تحد تاريخى جديد وخطر وتهديد يلوح فى الأفق، ونذر مواجهة قد يفرضها العدو بغباء وجهل بالتاريخ والحاضر والواقع بسبب إفراطه فى الأوهام وإصراره على التصعيد، والمضى نحو تنفيذ مخططاته الصهيونية التى تستند إلى شراكة ودعم أمريكى مطلق وحماية سياسية وقانونية ودولية والضرب بعرض الحائط بكافة المواثيق الدولية والأممية، وإصرار مريب على إشعال المنطقة.

مصر ليس كمثلها أى دولة فى المنطقة بل إن الدول الأخرى فى ظل الحماقات الإسرائيلية تلجأ لمصر، طلبًا للدعم والحماية من الاختراق ولا يليق أن يقال إن إسرائيل تستهدف مصر، فلو كان نتنياهو مجنونًا وفاقدًا للعقل لن يفكر فى الاقتراب من مصر وإلا سيعرض وجود إسرائيل للخطر، مصر تمتلك من منظومة القوة والقدرة الشاملة والاستعداد والجاهزية لمواجهة أسوأ السيناريوهات فكل شىء جرى التخطيط له وامتلاك مقومات وأدوات وقوة ردع عسكرية شاملة ومكتملة فى ظل التحول الإستراتيجى غير المسبوق الذى شهدته منظومة القوة والقدرة المصرية على مدار 12 عامًا باتت قوة مرعبة، لكن مصدر هذا الرعب يكمن فى شمولية القوة وتعدد مصادرها، برًا وبحرًا وجوًا وقدرة فائقة على حماية الأرض والسماء من أى خطر وجاهزية لردع كل من يعتدى أو يفكر فى المساس بمصر وأمنها القومى وحدودها، أو محاولات فرض الأمر الواقع عليها، فلن تقبل القاهرة ما يتعارض مع ثوابتها ومواقفها وخطوطها الحمراء.

مصر التى اختارت السلام عن قوة وقدرة تحمى، وحققت نصرًا عظيمًا، سيظل عالقًا فى ذاكرة العدو، ولن ينساه أبدًا بل شبح يطارد أوهامه ويعيده إلى الخلف بأياد مرتعشة وعقل مشوش، ورغم ذلك يدرك خطورة الإقدام على خطوة الاعتداء على مصر والتى لا يمكن مقارنتها بأى دولة أخرى، فلن تسكت أو تصمت، أو حتى ترد سياسيًا ودبلوماسيًا ودوليًا، بل ستقطع اليد التى تجرأت، والرأس التى فكرت لذلك أقول وأكرر للأغبياء أن مصر ليست كغيرها، فهى ليست ضعيفة أو عاجزة أو مستكينة، بل هى القوة الأعظم والأقوى فى الشرق الأوسط، والجميع يحفظ عن ظهر قلب الرد المصرى الحاسم الذى سيكون جاهزًا فى حال التفكير فى الاعتـداء عليها، أو المساس بحدودها وأرضها.

مصر تتعامل مع كافة السيناريوهات والاحتمالات بيقظة شديدة ولا تستبعد أيا منها وذلك منتهى الحكمة، لكن فى ظل الأحوال جاهزة للتعامل بحسم مع أسوأ السيناريوهات فمصر هى القوة المرعبة، وأكرر المرعبة، ومن يقرأ المشهد العسكرى يدرك ذلك تمامًا، ومن يجيد التعامل مع تحليل عناصر القوة، وتفاصيل الجغرافيا وفكر الشرفاء والمخلصين لهذا الوطن يدرك أن الاستعداد جاء مبكرًا وسابقًا، وملحًا بكل الأبعاد والسيناريوهات والاحتمالات، ويمكن أن أقول ما خفى كان أعظم، وما هو معلن وغير معلن، يمثل نهاية مأساوية لكل من يفكر فى الاعتداء، مصر ليست دولة يمكن التجرؤ على ثوابتها وسيادتها وخطوطها الحمراء، ويحسب لها مليون حساب ولقد جربوا قسوة الألم والخسائر والموت تحت أقدام خير أجناد الأرض، وإذا كان الجيش المصرى حقق الانتصار بإمكانياته التى لا تقارن بالعدو فى 1973 فهو قادر يعملها كل مرة بقدرات وإمكانيات عظيمة مرعبة غير مسبوقة، لن تبقى ولا تذر.. الدولة المصرية جاهزة وفى أعلى درجات الاستعداد على كافة الأصعدة والمستويات عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا وشعبيًا ولعل ما رأيناه خلال الأيام والأسابيع الماضية من جاهزية قواتنا المسلحة الباسلة، الجيش الأسطورة، وأيضا جاهزية الدولة، وامتلاك مخزون إستراتيجى من كافة الاحتياجات الأساسية التى تلبى احتياجات المصريين إضافة إلى الوفرة التى حققتها ملحمة البناء والتنمية خلال 12 عامًا يشير إلى أننا أمام دولة قوية وقادرة، وجاهزة بكافة قدرات الدولة الشاملة، ولن تتسامح مع أى تجاوز أو عدوان، وعدونا يدرك ذلك ولعل تصريحات وكلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الفترة الأخيرة قد قضت مضاجع الكيان الصهيونى وإعلامه، فلعل ما قاله الرئيس أن إجرام إسرائيل يهدد اتفاقيات السلام الجديدة والقائمة منذ عقود هو حديث واضح لا لبس فيه وخلال استقباله لملك أسبانيا حيث أكد على أهمية الوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع دون عوائق ووقف التصعيد بالمنطقة للحفاظ على السلام القائم منذ السبعينيات وهى رسالة متجددة أن السلام فى خطر بسبب إجرام إسرائيل واصرارها على التصعيد وتنفيذ الأوهام.

مصر فى لحظة فارقة لكنها واثقة وتقف على أرض صلبة من القوة والقدرة والردع وستدمر أى عدوان يمس سيادتها ولن ترحم تهور المتطرفين وجاهزة تمامًا كدولة بمؤسساتها الوطنية، لكن علينا كشعب دور كبير ومهم وفارق، أن نكون على قلب رجل واحد فى حالة اصطفاف وطنى تظهر قوة هذا الوطن، وأن نتحلى بالوعى والفهم ولا نسمع للأكاذيب والشائعات بعد أن تكشفت الحقائق وباتت فى متناول الجميع وتأكدوا أن مصر هى الدولة الشريفة، والقوة والقادرة وأنها على مدار 12 عامًا حصنت الوطن ومكنته من امتلاك مقومات النصر والوجود وحماية السيادة والأرض والحدود، لن تستطيع أى قوة هزيمة شعب على قلب رجل واحد، وأى تهديد خارجى مصر قادرة على دحره، لكن السلاح الأقوى هو اصطفافنا ووعينا خلف قيادتنا.

تحيا مصر

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.