عبد الناصر البنا يكتب : من يأتى برأس .. نتنياهو !!

عبد الناصر البنا

ماذا لو أصدرت الدول العربية والاسلامية التى إجتمعت فى الدوحة بيانا أشارت فيه إلى رصد مبلغ ” مليار دولار ” لمن يأتى برأس ” بنيامين نتنياهو ” ، حتى ولو كان هذا الفاعل عفريت من الجن مثل الذى قال لسليمان ” أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ” عندما قام سليمان مخاطبًا فى من سَخَّرهم الله له من الجن والإنس أن يأتوا بعرش ” بلقيس” ملكة ” سَبَإٍ ” التى وجدها الهدهد تحكمهم وتسجد هي وقومها للشمس من دون الله !!

بالتأكيد حدوث مثل هذا الأمر ” أمر الجن ” اليوم هو درب من دروب الخيال ، ولكنها دعوة لأن ننحى الواقع جانبا ونعطى لخيالنا الذى لانمتلك غيره الآن ولو قدرا يسيرا من التفكير ، لعلنا نستوعب مايحدث ، بما أن إجتماع القادة العرب فى الدوحة كان واقعا عشناه ، ورغم ذلك لم يأتى بما يلبى طموحات الشارع العربى ، حتى ولو بقطع العلاقات وطرد السفراء ، وإنما جاء مخيبا لـ آمال الشعوب العربية التى تتحين الفرصة لـ إفتراس إسرائيل .

ورغم مرارة الواقع .. إلا أننا نشعر بغياب العقيد القذافى “رحمه الله” الذى كان يهون علينا كثيرا من مرارته المتكررة فى كل القمم التى سبقت قمة الدوحة ، بالمزحة التى كانت تجد هوى فى نفسه ، والتى يدغدغ بها مشاعر الجماهير التى عادة تبحث عن بسمة تزيل عنها القهر الناتج عن تقاعس قادتها ممن إكتفوا بالشعارات الجوفاء والتوصيات التى لاتطبق ، تماما كما كان يفعل “العكش” معنا بعد عناء يوم عمل شاق ويدغدغ مشاعرنا بأعواد البرسيم وتزغيط البط قبل النوم .

نعم نحن عجزنا عن مجاراة الواقع من هول ماتقوم به إسرائيل من عملية إبادة جماعية ، وقتل ، وتهجير ، وإرتكاب كل جرائم الحرب المنصوص عليها فى المواثيق الإتفاقيات والأعراف الدولية وفى القانون الدولى ، دون أن يجرؤ أحدا من القادة العرب المطبعين أن ينطق بكلمة واحدة ، حتى بعد أن وصلت ” الوقاحة ” بإسرائيل إلى تحدى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذى صدر منذ أيام بإقامة دولة فلسطينية مستقلة بأغلبية 142 صوتا ، والمضى قدما فى تنفيذ العملية البرية التى تهدف إلى إحتلال مدينة غزة والقطاع بالكامل ، وتهجير أهلها وفتح ممرات آمنه على محور صلاح الدين إلى الحدود المصرية ، والتأكيد على ملاحقة قادة حماس أينما وجدوا على وجه البسيطة ، وفتح جبهات قتال مع ” سورية وجنوب لبنان واليمن وإيران ” ، وأخيرا وليس بآخر ” الهجمات على قادة حماس أثناء إجتماع لهم فى العاصمة القطرية الدوحة تنفيذا لـ تعليمات دونالد ترامب .. فلماذا لانستعمل الخيال !!

وماذا لو طالب القادة العرب برأس نتنياهو ؟
أليس هو رأس الأفعى ، أليس هو من تحدى إجتماع القادة العرب فى الدوحة وأدلى بتصريحات مستفزة تحدى فيها ” تميم ” قطر وأمره بترحيل قادة حماس من قطر ومحاكمتهم ، وهو من قتل ، وسفك ، وهجر .. أى صلف هذا يا أمة العرب !!

هذا الـ ” نتن ــ ياهو ” الذى إستعمله ” ترامب ” أمريكا ــ بوا ــ يحلب به قادة العرب ، وآتت هذه الحيلة أكلها وثمارها

بهبات تجاوزت الـ 5.1 ترليون دولار ، وطائرة عملاقة تقدر ب 600 مليون دولار ، ولكن ماهى حكاية “البو” التى يتبناها

دونالد ترامب . لـ ” البو ” عند العامة مثل يقول ” هى لاتحلب إلا إذا كان لها “بوا ” ، “البو” بفتح الباء وتشديد الواو هو

عبارة عن جلد عجل صغير يقومون بخياطته بعد سلخه ويتم حشوة بالتبن ، فيظهر وكأنه مولود حقيقى ، ويلجأ أهل

القرى إلى هذه الحيلة عندما يموت العجل الصغير بعد ولادته أو يتم بيعه صغيرا ، وبسبب ذلك تتناقص كمية اللبن

التى تدرها الجاموسة أو البقرة لأنها لم تعد ترى صغيرها ، ومع حيلة ( البو ) تظن البقرة أو الجاموسة أن هذا الجلد

المنفوخ المحشو بالتبن هو وليدها فيعود إدرار اللبن من جديد ، وهكذا تلعب أمريكا لعبة “البو” وتجعل من بنيامين

نتنياهو ” بوا ” من أجل أن لا ينقطع إدرار اللبن من العرب !!

إنعقدت قمة الدوحة العربية الإسلامية الطارئة وحضر فيها من حضر من القادة والملوك والروساء والأمراء والزعماء وغاب

من غاب ، وإنفض المولد ، وبقيت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى وصف فيها إسرائيل بالعدو لأول مرة فى

خطاب منذ زيارة الرئيس السادات إلى القدس وتوقيع إتفاقية السلام ، ولما لاتكون إسرائيل عدوا بعد كل الجرائم التى

إقترفتها ضد أمتنا العربية والاسلامية ، تلك الأمة التى فت الوهن فى عضدها ولا أمل لها فى الحياة من جديد إلا كما

قرأنا فى كتب المطالعة أيام زمان من درس ” الإتحاد قوة ” الذى جمع فيه الأب العجوز أبناءه ، وأعطى لكل واحد منهم

عودا من الحطب وطلب منه أن يكسره فكسره بسهولة ، ثم جمع الاعواد كلها وأعطاها لكل واحد منهم وطلب منه

كسرها ولم يستطيع أحدا منهم كسرها ، فقال لهم بإمكانك أن تكسر عودا منفردا ، ولكنك لاتستطيع كسر الأعواد

مجتمعة وهكذ الاتحاد !!

ومن قصص الخيال ذلك الحيوان الذى إرتدى “جلد نمر” وأشاع الرعب والخوف بين الحيواتات التى تنعم برغد العيش

فى الغابة ، مما كدر صفوها ، حتى تجرأ كلب وتقدم ناحيتة وغرس أنيابه فى الجلد الذى يهتز فوقة وجذبه نحوه لـ

تتكشف حقيقتة ويجرى هاربا خوفا من الفتك به !!

نحن فى حاجة ماسة إلى إتحاد الأعواد ، وشجاعة الكلب ، لكى نتخلص من ذلك ” النتن ” الجاسم على أنفاس أمتنا

العربية ، نحتاج إلى تحقيق الهدف والغاية التى أرادها الشاعر الباكستانى محمد إقبال فى قصيدة ” حديث الروح ”

التى تغنت بها أم كلثوم ” ولن تبنوا العلا متفرقينا ” .

نازعتنى فى الختام كلمات للشاعر نزار قبانى ” أصبح عندى الآن بندقية ، إلى فلسطين خدونى معكم ، ولكنى رأيت

أن أختم كلامى بكلمات للشاعر أحمد شفيق كامل تغنى بها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وتقول ” خللى

السلاح صاحى صاحى صاحى · لو نامت الدنيا صحت مع سلاحى · سلاحى فى ايديا نهار و ليل صاحى · ينادى يا

ثوار عدونا غدار · خللى السلاح السلاح صاحى صاحى صاحى .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.