الإعلامية دينا ياسين تكيب: آسفة ظننتك رجلًا

الإعلامية دينا ياسين

الرجولة ليست كلمة تمنح عند الميلاد، بل هي صفة تكتسب وتثبت بالأفعال والمواقف.

يولد الجميع ذكورًا، لكن القليل من هؤلاء الذكور يرتقون إلى مقام وصفة  “الرجال” فالذكورة مجرد نوع بيولوجي،

بينما الرجولة مصطلح واسع يحمل في طياته صفات وحيثيات لا يدركها إلا من امتلك عقلًا راجحًا، وقلبًا ثابتًا، وإرادة صلبة.

الرجولة في جوهرها ومقصدها

الرجولة ليست قوة جسد ولا غلظة صوت، بل هي:
رجولة في التفكير: أن تفكر بعقلانية، بحكمة، دون أن تترك نفسك رهينة تقلبات العاطفة أو جروح الماضي.
رجولة في التصرفات: أن تكون حاسمًا وقت الحسم، ثابتًا وقت الاضطراب، لا تهرب ولا تختبئ خلف أعذار.
رجولة في الكلمة: أن تعي جيدا ياعزيزي أن “شرف الرجل في كلمة”، كما قال الإمام الحسين، فالرجل إذا وعد أوفى، وإذا تكلم صدق، (وإذا عاهد كان وفيًّا بعهده) .
وكما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيضا ( الرجل يؤخذ بعهده)
رجولة في ردود الأفعال: أن تُظهر اتزانك في الغضب قبل الرضا، أن تكون سيد نفسك لا عبد انفعالك

الكلمة.. ميثاق شرف

أجدادنا الحكماء قالوا: “لسان الرجل ميزان عقله”. لم يقولوا لسان المرأة، لأن المرأة طبيعتها التعبير، أما الرجل فقيمته الحقيقية  في كلمته، وكلمته مرآة عقله. كلمة الرجل ميثاق، وعهده أمانة، ومن يخون الكلمة سقط من مقام الرجولة مهما كان شكله أو مكانته ، رجلا بلا كلمة هو رجلا بلا شرف

الرجولة أمان قبل الحب

المرأة لا تبحث أولًا عن الحب، بل عن الأمان.
فإذا وجدت الأمان، جاء الحب من تلقاء نفسه فالأمان يسبق الحب فالمرأة إذا أطمئنت أحبت من قلبها .
الرجولة أن تحتويني، أن تكون سندًا وظهرًا، وعكازا أتكئ عليه في الحياة ولي وصف قديم من سنين أن تكون لي وتددا ثابتا صلبا في أرضي وفي حياتي ،وأن تجعلني أشعر بالسكينة والطمأنينة.
الرجولة أن أجدك في كل المواقف، لا أن تتركني معلقة بين أفكار وانتظار.
الرجولة أن تشغل قلبي بالحب لا أن تشغل عقلي وبالي بالتفكير .
الرجل الحقيقي…
رجل أفعال لا أقوال.
رجل واضح كالشمس، لا يتركني غارقة في علامات الاستفهام.
رجل صريح، حاسم، إذا أحب أعلن وإذا أراد اختار ، رجل صاحب قرار لا آنسياق .
رجل لا يحمل عقدًا نفسية، ولا يجعل جروح الماضي شماعة يعلق عليها ضعفه وتخاذله .
رجل إذا قابل حبًا صادقًا، واجهه واحتواه، لا أن يهرب منه ، رجل لا يستسلم للظروف ولا يعترف بها بل هو من يرسم الطريق ويروض الظروف كافة .
بين الرجل و الذكر شتان فالذكورة نوعا أما الرجولة صفة ومش كل ذكر هيتصف بصفة الرجولة .
الذكر يتركك في حيرة، والرجل يطمئنك.
الذكر يعيش أسير ماضيه، والرجل يصنع مستقبله.
الذكر يعد ويخلف، والرجل يعد ويوفي.
الذكر يتهرب من المواجهة، والرجل يواجه بثبات.
الذكر يتركك معلقة ، والرجل يحسم أمرك.
الرجولة ليست كلمات منمقة ، ولا وعودًا مؤجلة، ولا مشاعر مرتبكة ولا تصرفات مترددة .الرجولة أن تكون رجلًا بالفعل لا بالقول. أن تكون أمانًا لا قلقًا، وضوحًا لا غموضًا، سندًا لا عبئًا.
فالمرأة لا تحتاج ذكرًا يتأرجح بين ماضيه وحاضره، بل رجلًا صريحًا، سويًا، ثابتًا، رجلًا يحمل قلبًا نقيًا وعقلًا راجحًا، رجلًا إذا أحب، أحب بصدق، وإذا وعد أوفى، وإذا احتوى منحك السكينة والسلام.
حينها فقط… تستحق أن أقول لك: أنت رجل.
أما إن خذلتني… فآسفة، ظننتك رجلًا ✋🏻
وإن بعد الظن إثم .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.