الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : الشرق الأوسط على حافة الاشتعال.. الكيان يواصل التصعيد

«ترامب ونتنياهو».. واللعب بالنار

الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق

بات من الواضح أن رئيس الوزراء المتطرف بنيامين نتنياهو يصر على التصعيد، ويقود دولة الاحتلال إلى مصير مجهول، ويعمل على إشعال المنطقة، فى ظل صمت دولى مطبق وعجز كشف هشاشة النظام العالمى، وإعلان وفاة القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة وسقوط فورى لجميع المبادئ الأخلاقية، وتأكد للجميع، أن الولايات المتحدة الأمريكية تحول العالم إلى غابة لا يحكمها قانون أو أخلاق، ولكن غطرسة وغرور القانون الذى سيجلب الدمار والخراب، ليس فقط فى منطقة الشرق الأوسط ولكن فى مناطق كثيرة فى العالم، تسعى إلى توريط أوروبا فى حرب شاملة مع روسيا ثم استدعاء البرازيل والهند، وفنزويلا ومقاومة الصعود الصينى بكافة الوسائل غير المشروعة.
زيارة وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو لإسرائيل فى نفس توقيت انعقاد القمة ــ العربية ــ الإسلامية بالدوحة، رسالة أمريكية للجميع فحواها كل الدعم المطلق واللا محدود للكيان الصهيونى فى مواصلة الإجرام وحرب الإبادة والاحتلال وتنفيذ مخطط التهجير، وممارسة سياسة التطهير العرقى فى قطاع غزة وتحويله إلى أرض قاحلة لا تصلح للحياة، روبيو المتصهين، ذهب مع المجرم نتنياهو إلى مناطق إسلامية مقدسة مثل حائط البراق، وأدى خزعبلات تلمودية وهو أمر محظور بحكم قضائى منذ أكثر من نصف قرن، لكننا أمام أوهام صهيونية دينية تلمودية، يتبعها نتنياهو وستكون فيها نهايته والكيان، لكن نصل إلى حقيقة أن إسرائيل دولة احتلال دينية، خاصة أن تعبيرات روبيو، ومفرداته وتكراره لكلمة الدولة اليهودية، وقبلها يتحدث نتنياهو أنه أمام مهمة دينية وتاريخية وتلمودية تمثل حلماً لكل الأجيال.. بعد زيارة روبيو بساعات، بدأت المرحلة الثانية من عملية عربات جدعون 2، واجتياح فرقتين من جيش الاحتلال لمدينة غزة وتدمير الأبراج السكنية والبنايات بزعم أنها بهدف تحرير الرهائن والأسرى الإسرائيليين ونزع سلاح حركة حماس رغم أنه على مدار عامين فشل فى تحقيق هذه الأوهام ونتنياهو قرر التضحية بالأسرى والرهائن منذ بداية العدوان، ويدرك أنه لا يستطيع نزع سلاح الفصائل الفلسطينية التى تقود حركة المقاومة ضد العدوان، والأهداف الحقيقية لحكومة المتطرفين المجرمين، هى السيطرة واحتلال مدينة غزة ودفع الفلسطينيين وإجبارهم للنزوح إلى الجنوب فى إطار مخطط التهجير الصهيو ــ أمريكى وتحقيق أوهام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قبل نتنياهو، فما نتنياهو إلا أداة أمريكية لتنفيذ المخطط أو ربما استسلم ترامب لضغوط الصهيونية أو بالاتفاق، تلك هى الصفقة التى جاءت بترامب إلى البيت الأبيض وهنا ما يفسر سر التبعية والانبطاح الأمريكى لنتنياهو وباقى رفاقه المتطرفين، ومن الواضح أيضاً أن ترامب تورط فى هجوم إسرائيل على قطر، لذلك خرج نتنياهو خلال المؤتمر الصحفى مع الصهيونى ماركو روبيو الذى يعتنق نفس الأفكار والأوهام الصهيونية، ليقول إن إسرائيل تتحمل المسئولية كاملة عن الهجوم على قطر وأن الولايات المتحدة الأمريكية ليست لها علاقة بالهجوم، وأنه على استعداد لتكرار الهجوم إذا لم تطرد قطر قادة حماس، وهو أمر يكشف حالة التناقض والتضليل والتــدليس الأمريكــى الذى لم يعــد خافيــاً على أحــد؟.. ما أريد أن أقوله إن الإدارة الأمريكية تمارس الخيانة والكذب والتضليل والخداع، وهى متواطئة فى الهجوم على قطر، رغم الأكاذيب التى تروجها عن براءتها، وهل أمريكا لا تستطيع إلغاء هذا الهجوم بالضغط على إسرائيل؟
نتنياهو لا يريد الأسرى، أو حتى نزع سلاح حماس، ويبحث عن ذرائع تلو الأخرى من خلال ترويج أوهام وأكاذيب، حتى تدمير الأبراج زعم أن حماس تنفذ عملياتها من خلال هذه الأبراج، ثم يعزز ترامب مزاعم وذرائع نتنياهو، محذراً حماس إذا استخدمت الأسرى كدروع بشرية خلال تنفيذ العملية الإسرائيلية لاحتلال غزة، والسؤال ألم يكن التفاوض أفضل الطرق للإفراج عن هؤلاء الأسرى، وكيف يمكن حماية الأسرى والرهائن فى ظل الجحيم وحجم النيران والقصف الجوى والمدفعى الذى يستهدف كل شىء فى غزة الحجر والبشر بلا رحمة، كيف يمكن ضمان سلامة هؤلاء الأسرى، لذلك فإن الرهائن لا أحياء ولا أموات، ولا تفرق معهم نزع سلاح حماس ولكن المهم لديهما هو السيطرة على غزة لتنفيذ المشروع والمخطط الحقير والهمجى لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وهو لعب بالنار من شأنه أن يشعل المنطقة ويدخلها فى نفق الحرب الشاملة بسبب أوهام وخزعبلات نتنياهو.
فى الساعات الأولى لبدء المرحلة الثانية من عملية عربات جدعون، استشهد أكثر من 100 فلسطينى وأصيب العشرات، فى ظل استهداف المخيمات، وأيضاً السيارات أو النازحين العزل فأين حماس بين هؤلاء أم أنها الإبادة التى يريدها نتنياهو مجرم الحرب ورفاقه.. الحقيقة الساطعة والقاطعة.. أمريكا ليست مجرماً داعماً للكيان فى إجرامه ولكن شريك بل هى من تقود، وسط خيانات إقليمية ودولية، وتواطؤ أمريكى، وشبكة مصالح وراء مخطط التهجير.
والسؤال هل أصبحنا أمام اقتراب المواجهة، أقول إن مصر تتعامل مع أسوأ السيناريوهات وفى أعلى درجات الجاهزية والاستعداد، ولن تسمح بكسر الخطوط الحمراء، أو المساس بأمنها القومى، وسوف تكون المواجهة الحاسمة ذات العواقب الوخيمة للعدو الإسرائيلى، إذا تجرأ على الاعتداء بشكل مباشر والحرب لا تخيفنا ولا تهزنا، فنحن أسيادها وليس شعارات ولكن واقع وحقائق تعرفها وتدركها إسرائيل وستكون إسرائيل على موعد مختلف من الوجع والألم والندم، وفى ظنى أنها تدرك ذلك ولكن حبوب الشجاعة عند نتنياهو تكمن فى دعم واشنطن، لكن حسابات الأرض والجغرافيا والتموضع والجاهزية، والردع لا تخدم أوهام إسرائيل أو رهانها على الدعم الأمريكى.. فالأمر مختلف مع مصر وأكرر الجغرافيا والجاهزية والقوة والقدرة المصرية حتى وإن كانت بمفردها فى ظل الخذلان فقد استعدت وتجهزت وبنت قوتها وقدرتها بألا تعتمد على أحد، ولا تراهن على الآخرين حسابات بميزان ذهب.
تحذيرات الرئيس عبدالفتاح السيسى أكثر من مرة وآخرها فى القمة العربية ــ الإسلامية بالدوحة وصلت للإسرائيليين وهناك مندبة على المستويين الإعلامى والشعبى.

تحيا مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.