مقالات الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : نقاط مضيئة من قمة الدوحة بواسطة جريدة الرئيس في 2025/09/17 at 4:50 مساءً الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق نختلف أو نتفق مع مخرجات القمة العربية- الإسلامية الاستثنائية التى عقدت فى العاصمة القطرية الدوحة رداً على الهجوم الإسرائيلى الغادر والسافر على دولة عربية ذات سيادة وصاحب دور بارز فى الوساطة لوقف اطلاق النار والعدوان الصهيونى فى قطاع غزة.. إلا أن هناك نقاطاً أراها مضيئة علينا أن نتوقف أمامها.. أبرزها عودة الحديث والروح لأهمية الوحدة العربية- الإسلامية وأنها السبيل لحماية دول الأمتين.. والأمن القومى العربى والإسلامى والتصدى للمخططات والأوهام وغطرسة وغرور القوة الإسرائيلية التى تجاوزت وكسرت كل الخطوط الحمراء.. ووصلت إلى ذروة التطرف والتمادى فى انتهاك سيادة دول عربية وإسلامية دون مبالاة بالقانون الدولى أو ميثاق الأمم المتحدة أو حتى الجانب الأخلاقي.. وأخرها دولة قطر الشقيقة التى لم تعتد على إسرائيل أو حتى تهددها بل شاركت بقدر كبير فى الوساطة مع مصر والولايات المتحدة الأمريكية فى عقده أكثر من هدنة ووقف لاطلاق النار والافراج عن 135 رهينة وأسيراً إسرائيلياً.. وهو ما يشير إلى حكومة المتطرفين فى دولة الاحتلال لا تريد مفاوضات أو سلام أو تهدئة ولكنها تصر على التصعيد والعدوان وتكشف عن وجهها ودورها القبيح فى إشعال حرب شاملة فى المنطقة.. بل حرب دينية.. خاصة فى زخم التصريحات التى يطلقها نتنياهو أن ما يقوم به من إجرام وعدوان وتوسع واحتلال مستسقى من تعاليم تلمودية وتوراتية حتى ان وزير الخارجية الأمريكية ماركو رديبو الذى زار إسرائيل مؤخراً وذهب إلى حائط البراق وارتدى الكيباه اليهودية.. استخدم لفظ أو تعبير الدولة اليهودية.. لذلك نحن أمام كارثة تتصاعد بسبب المخطط الصهيو- أمريكى والمتصهنين الأمريكان الذى يدعمون بل يشاركون إسرائيل فى تنفيذ أوهامها وهو ما ينذر بخطر داهم يهدد المنطقة. الأمر الثانى الذى استوقفنى فى القمة العربية- الإسلامية الاستثنائية بالدوحة هو عودة الروح والاهتمام سواء بايجاد وتشكيل جبهة عربية مشتركة لمواجهة التحديات والتهديدات التى تلوح فى أفق الأمن القومى العربي.. وهو استدعاء لرؤية مـصر التى أطــلقها الرئيـس عبدالفتاح السيسى فى 29 مارس 2015 بتشكيل قوة دفاع عربية مشتركة لمواجهة التهديدات وحماية الأمن القومى العربي.. كما أن القمة العربية- الإسلامية بالدوحة اهتمت ببناء وإنشاء آلية عربية- إسلامية للتنسيق والتعاون تمكن جميع الدول العربية والإسلامية من مواجهة التحديات الكبرى الأمنية والسياسية والاقتصادية التى تحيط بالدول العربية والإسلامية وهو ما طرحه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته خلال القمة وحدد أهدافها فى تعزيز الجبهة العربية- الإسلامية وقدرتها على التصدى للتحديات الراهنة واتخاذ ما يلزم من خطوات لحماية الأمن العربي- الإسلامى ورعاية المصالح المشتركة. الأمر الثالث.. جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قمة الدوحة قوية حاسمة، تتسق مع مواقف القاهرة التى تتصدى لأوهام ومخططات دولة الاحتلال.. ورفض مخطط التهجير للفلسطينيين من أرضهم ووطنهم تحت أى ذريعة وتدعم القضية القلسطينية بكافة السبل.. والحقوق الفلسطينية المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بل وتدعو دول العالم إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.. وتضمنت كلمة الرئيس السيسى مجموعة من الرسائل القوية بعيداً عن المواربة بل كاشفة كما وضعت رؤية وخارطة طريق لمواجهة المخاطر والأوهام والتحديات والتهديدات لحماية الأمن العربي- الإسلامى وأيضاً الأمن والاستقرار فى الإقليم والأمن والسلم الدوليين. الرئيس السيسى فى كلمته أكد أن العدوان الإسرائيلى على قطر يعكس بجلاء أن الممارسات الإسرائيلية تجاوزت أى منطق سياسى أو عسكرى وتخطت كافة الخطوط الحمراء.. وأعرب الرئيس السيسى عن إدانة هذا العدوان بأشد وأقصى العبارات لهذا العدوان على سيادة وأمن دولة عربية تضطلع بدور محورى فى جهود الوساطة مع مصر والولايات المتحدة. حملت كلمة مصر تحذيراً واضحاً من السلوك الإسرائيلى المنفلت المزعزع للاستقرار الإقليمى من شأنه توسيع رقعة الصراع ودفع المنطقة نحو دوامة خطيرة من التصعيد وهو ما لا يمكن القبول به أو السكوت عليه.. الكلمات واللهجة حاسمة ومحذرة وتحمل الكثير من الرسائل والدلالات. لم يتوقف الرئيس السيسى عند هذا الحد فى توصيف الإجرام الإسرائيلي.. بل طالب المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته الأخلاقية والقانونية لضمان عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات وإنهاء الحرب الغاشمة بما يقتضيه ذلك من محاسبة ضرورية للمسئولين عن الانتهاكات الصارخة ورصد حد للافلات من العقاب التى باتت سائدة أمام الممارسات الإسرائيلية وهو ما يمثل قمة الشجاعة والمواجهة ويجسد الموقف المصرى الحاسم ويكشف حجم التقصير الدولى فى التصدى لجرائم دولة الاحتلال. الرئيس السيسى يواصل قائلاً: انه بات واضحاً أن النهج العدوانى الذى يتبناه الجانب الإسرائيلى إنما يحمل فى طياته نية مبيتة لافشال كافة فرص تحقيق التهدئة والتوصل إلى اتفاق يضمن الوقف الفورى لاطلاق النار واطلاق سراح الرهائن والأسرى وأن هذا التوجه يشن بغياب إرادة سياسية لدى إسرائيل للتحرك الجدى فى اتجاه إحلال السلام بالمنطقة. وفى رسالة قوية قال الرئيس السيسى إن على إسرائيل اأن تستوعب ان أمنها وسلامتها لن يتحققا بسياسات القوة والاعتداء بل بالالتزام بالقانون الدولى واحترام سيادة الدول العربية والإسلامية وأن سيادة تلك الدول لا يمكن أن تمس تحت أى ذريعة وهذه مبادئ غير قابلة للمساومة. الرسالة القوية أيضاً والتحذير المصرى لإسرائيل ولشعب إسرائيل أقول إن ما يجرى حالياً يقوض مستقبل السلام ويهدد أمنكم وأمن جميع شعوب المنطقة ويضع العراقيل أمام أى فرص لأية اتفاقيات سلام جديدة بل ويجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة وهو تعبير وإنذار خطير للغاية يطلقه قائد وزعيم أكبر وأقوى دولة عربية بل ويؤكد أن العواقب ستكون وخيمة.. لذلك أرى أن كلمة مصر فى القمة رسالة قوية ومدوية ومحذرة وفى ذات الوقت تطرح رؤية أمام العالمين العربى والإسلامى لضمان أمنهم ومصالحهم المشتركة.. وأيضاً تحمل رسائل تحذير واضح وحاسم لإسرائيل من مغبة الإصرار على الانتهاكات والتصعيد. تحيا مصر الرئيس السيسيالمجتمع الدوليقمة الدوحة الاجرام الاسرائيلينقاط مضيئة شارك FacebookTwitterGoogle+ReddItWhatsAppPinterestالبريد الإلكترونيTelegramطباعة