الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: ” الناتو العربى ” .. حلم كل عربى !!

” رب ضارة نافعة ” أقول ذلك بمناسبة العدوان الإسرائيلي السافر والسافل على دولة قطر الشقيقة ومحاولة اغتيال قادة وفد حماس أثناء المشاركة فى مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة وما تبع ذلك من إدانات عربية ودولية قد يكون بداية لموقف عربى وإسلامى موحد لمواجهة الكيان الصهيوني، وهو ما ينتظره ملايين العرب والمسلمين حول العالم من قادتهم الذين يجتمعون فى العاصمة القطرية الدوحة يوم الاثنين القادم .
الملايين باتوا يمنون النفس بإنشاء ” القوة العربية المشتركة”، تلك الفكرة التى راودت ولا تزال تراود أحلام كثير من العرب منذ نحو 70 عاما، لكنها تختفي تارةً وتظهر آخرى والسبب في ذلك هو تضارب مصالح الدول العربية واختلاف وجهة نظرها في مقاربة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية من ناحية، وعرقلة بعض الأطراف الخارجية لهذه الخطوة من ناحية أخرى.
لا شك أن الأوضاع التى تشهدها المنطقة حاليا تتطلب أكثر من أي وقت مضى تشكيل قوة عربية عسكرية مشتركة لمواجهة التحديات التى تكاد تعصف بها، و حسبما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي عام ٢٠١٥ خلال لقائه أمين عام جامعة الدول العربية فى ذلك الوقت الدكتور نبيل العربي، الذي بدوره ثمّن دعوة الرئيس السيسي لتشكيل قوة عربية لمكافحة الإرهاب والمخاطر التى قد تتعرض لها أى دولة عربية ، واصفا توقيت إطلاق هذه الدعوة بأنه مهم للغاية ، موضحا أن الدول العربية لديها إطار قانوني ممثل في اتفاقية الدفاع العربي المشترك الموقعة عام 1950 والتي لا تقتصر فقط على مواجهة العدوان ولكن تنص أيضا على التعاون الاقتصادي .
ولدت فلسفة معاهدة الدفاع العربي المشترك والتي تعتبر الركيزة الأساسية لأي قوة عربية مشتركة من رحم نكبة 1948، حيث تقوم هذه المعاهدة على التعاون والتصدي لأي عدوان خارجي على الدول العربية الأعضاء في المعاهدة، وتسهب المعاهدة في إعداد الخطط العسكرية لمواجهة أي اعتداء مسلح يمكن أن يقع على دولة أو أكثر من الدول المتعاقدة أو على قواتها وتستند في إعداد هذه الخطط على الأسس التي يقررها مجلس الدفاع المشترك، الذي يتكون من وزراء الخارجية والدفاع الوطني أو من ينوبون عنهم، وهيئة استشارية عسكرية من رؤساء أركان حرب جيوش الدول المتعاقدة ولجنة عسكرية دائمة.
فى هذا السياق كشف الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور سمير فرج عن قوام “الناتو العربي” بعد انتشار فيديو للرئيس عبد الفتاح السيسي، دعا فيه العرب قبل 10 سنوات لتشكيل جيش عربى موحد ، من خلال تشكيل قوة عربية واحدة على غرار ” الناتو” عام 2015، موضحا أن رئيس الأركان المصري هو مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية للشؤون العسكرية، ومن يقود القوة العربية المشتركة حال الموافقة عليها سيكون رئيس الأركان، أو يتم اختيار قائد من مصر يكون ضابطا برتبة فريق مع نائب من السعودية، ومجلس قيادة من الدول العربية المشتركة.
ووفقا للدكتور فرج فإن القوة العربية المشتركة تشمل كل الأسلحة، ولها رئاسة أركان وقيادة وستتشكل وفقًا لحجم كل دولة، وإذا حدث أي عدوان تتحرك هذه القوات للدفاع عن الدولة، وتعد مصر أكبر جيش موجود بإمكانيتها وقدراتها وخلفيتها العسكرية، وعلى الأقل ستشارك بفرقة أي بـ 20 ألف جندي، ولا توجد دولة ستشارك بنفس القدر.
و حول توقيت انتشار كلمة الرئيس بشأن القوة العربية المشتركة صحيح جدًا ومناسب ويأتي بالتزامن مع قمة عربية إسلامية تستضيفها دولة قطر ، مشيرا إلى وجود اتفاقية دفاع مشترك ولم تفعل ولو مرة واحدة، ونتمنى الموافقة على تشكيل القوة العربية المشتركة فالعدوان الإسرائيلي على قطر كشف مدى احتياجنا لهذه القوة، أمل مصر والعرب هو الوحدة وعدم الاعتماد على أمريكا أو أي قوة أخرى.
وبحسب أرقام تقريبية للقوة العسكرية للعرب نقلاً عن موقع “جلوبال فاير باور”، فإنه إذا قرر العرب إنشاء جيش موحد تحت مسمى “الجيش العربي”، سيتكون هذا الجيش من 4 ملايين جندي و9000 طائرة حربية و4 آلاف طائرة هليكوبتر و19 ألف دبابة و51 ألف مدرعة حربية، تقريبا.
وسيبلغ عدد قاذفات الصواريخ 2600 قاذفة صاروخية، بالإضافة إلى 16 غواصة، و900 سفينة حربية.
و تحدث البعض عن القوة الاقتصادية التي قد تبلغ قرابة 6 تريليونات دولار سنويا، وفقا لإجمالي الناتج القومي المحلي، والمساحة الاجمالية للمنطقة العربية ستصبح 13 مليون و 500 ألف كيلومتر مربع، وبالتالي ستحتل المرتبة الثانية، بعد روسيا الاتحادية، أما عدد السكان فسيصل إلى 385 مليون نسمة .