عبد الناصر البنا يكتب : هل كان للإدارة الأمريكية دور فى هجمات الدوحة ؟

عبد الناصر البنا

هل كان مستبعدا على إسرائيل المدعومة من أمريكا أن تلاحق قيادات حماس على أرض قطر ؟
وهل أمريكا هى التى خططت لـ هجمات إسرائيل على قيادات حماس فى الدوحة ؟
وهل كان لقطر دور ما فى ماحدث فى الدوحة ؟
وهل إنطلقت المقاتلات التى نفذت هجوم الدوحة من قاعدة العيديد فى قطر ؟
وهل نجحت الضربة الإسرائيلية فى القضاء على قادة حماس ؟
وهل كان للمخابرات المصرية دور فى نجاة قادة حماس من إستهدافهم فى الدوحة ؟
وهل يمكن أن يكون هناك موقف عربى موحد إزاء ماحدث ؟

سوف أبدا من حيث إنتهيت .. ولاتتعجب عزيزى القارىء إذا كانت الشعوب العربية تنتظر عناوين صحفية براقة مثل ” الدعوة إلى قمة عربية طارئة تعقد فى دولة قطر ــ إعلان الدول العربية مجتمعة قطع العلاقات الدبلوماسية والإقتصادية مع دولة الإحتلال ــ الإنسحاب من إتفاقيات التطبيع المعروفة بالاتفاق الإبراهيمى الذى تذوب فيه الأديان ــ إلغاء كافة الإستثمارات مع الولايات المتحدة الأمريكية ــ تأكيد إقتراح الرئيس عبدالفتاح السيسى بتشكيل قوة عربية موحدة لـ تحقيق الردع المطلوب ” .. إضافة إلى خفة دم الشعب المصرى المعهودة ” رجعوا لهم الطيارة  والترليونات ”

وهناك من ذهب إلى أبعد من ذلك وهو أن تقبل الدول العربية ببناء قواعد مصرية على أراضيها ، على أن تقوم تلك الدول بتفكيك القواعد الأمريكية ، ودعم مصر ماليا لتصنيع الأسلحة وإمدادهم بها ، وتدريب جيوشهم ، وإمداد مصر بالبترول ، ودعم إقتصادها القومى حتى تكون حائط الصد أمام أعداء الأمة ، وضمانة لـ أمن الدول العربية والخليجية ، لكى لاتزول عروشهم .

وتعالى معى عزيزى القارىء نرصد المشهد بهدوء . قطر هى الحليف الاستراتيجى للكيان المحتل ولأمريكا ولا يستبعد أن يكون لها يد فى ماحدث ” عندما يجنح الخيال ” لأن هى التى تًخدم على مصالح أمريكا فى منطقة الشرق الأوسط ، وهى التى دعمت ومولت الحركات الإرهابية فى منطقة الشرق الأوسط ، وفى مصر تحديدا إكراما لهم ، قطر هى التى قوضت فرصة تكوين قوة عربية موحدة بعد أن رفضت إقتراح الرئيس عبدالفتاح السيسى .

قطر نفسها مستباحة من أمريكا التى تعربد بقواتها فى قاعدة ” العيديد ” تطبيقا للمثل العامى القائل ” إللى يلعب الدح مايقولش أح ” ، وإذا كانت قطر قد تعرت بإرادتها ، وجعلت من خدها مداس للأمريكان فحق عليه أن ينداس ، ولابد أن تعلم قطر أن المتغطى بأمريكا ” عريان ” ، وأن ماحدث هو نتيجة حتمية لما جنته أيديها ، حتى وإن كان الموقف هو ليس موقف شماته أو إجترارا لما إقترفته أيادى قطر فى المنطقة ، لاسمح الله ، ولا حتى لذلك التاريخ الملوث بالدماء ، والتطبيع مع عدو الأمة ” الكيان الصهيونى الغاصب المحتل ” ، أو دورها فى ثورات الربيع العربى ، بل ويكفى قطر عارا ” قناة الجزيرة ” التى تفت من عضد أمتها العربية بسمومها التى كانت سببا فى تقويض الأمن والإستقرار فى المنطقة العربية بأثرها .

والسؤال : هل أسقط فى يد قطر من تلك الخطوة التى أقدم عليها ” بنيامين نتنياهو ” الذى سبق له أن صرح بأنه سيلاحق قادة حماس أينما كانوا ، فى الوقت الذى تبذل فيه قطر مساعيها من أجل إيجاد هدنه أو وقف لـ إطلاق النار والافراج عن الأسرى ؟ أعتقد .. لا !!

وهل نجحت إسرائيل فى تحقيق نتائج إيجابية من خلال تلك الهجمات على المجمع السكنى بالدوحة الذى يشهد إجتماعا تشاوريا لقيادات حماس بناءا على طلب أمريكا ؟ لا .. لم تنجح هجمات إسرائيل ، حتى وإن كان لها تبعات على سير المفاوضات فيما بعد .

وهل أمريكا هى التى خططت لـ هجمات إسرائيل على قيادات حماس فى الدوحة ؟
كل الشواهد تؤكد ذلك ، والأمثلة على ذلك عديدة فى ” الهجوم على إيران ــ وعلى سورية ــ وفى لبنان ــ والعراق ــ واليمن ـ وفى عمليات الإغتيال التى تمت وسبقها تصريحات من دونالد ترامب ” ، ومؤخرا كانت أمريكا قد دعت لـ إجتماع عاجل لقيادات حماس فى قطر وعلى رأسهم ” خالد مشعل ” أحد مهندسى هجوم الـ 7 من اكتوبر وأحد قيادات المنطقة بعد تصفية ” إسماعيل هنية ” وهو رئيس المكتب السياسى للحركة لوقت طويل .

الدعوة لـ إجتماع قادة حماس فى الدوحة جاءت بعد تصريحات أكد فيها الرئيس دونالد ترامب مواقفة إسرائيل على مقترح الإفراج عن الأسرى الأحياء والأموات مع وقف فورى لـ إطلاق النار ” إقتراح ترامب الأخير إياه ” وهو الطعم الذى ألقى لـ قادة حماس ، وبناءا عليه تم دعوة ” خالد مشعل ــ خليل الحيـــة رئيس حركة حماس فى قطاع غزة ــ والقيادى زاهر جبارين المسئول المالى ــ ونزار عوض الله ــ ومحمود درويش رئيس مجلس شورى حماس السابق ــ رازى الحمد مستشار هنيـــة ــ حسام بدران قائد الجناح العسكرى لحماس فى الضفة الغربية ــ وموسى أبو مرزوق .. وآخرين ” .

إصرار امريكا على دعوة خالد مشعل لهذا الإجتماع وضع العديد من علامات الإستفهام ، وبكل تأكيد كانت هناك دقة عالية فى توجية تلك الضربة التى سبقتها معلومات إستخباراتية وثيقة عن موعد ومكان الإجتماع ، ورغم ذلك مازال الغموض يخيم على مصير قادة حماس حتى الآن بإستثناء الإعلان عن الذين لقوا حتفهم ، وهناك رأى يشير إلى دور ما للمخابرات المصرية فى إجهاض هذا المخطط ، وكل شىء جائز ، لكن المؤكد هو أن إسرائيل قد فشلت بإمتياز فى ذلك التصرف الذى يحمل الكثير من الرعونه ، بل وسوف يوثر على سير المفاوضات مستقبلا ، وعلى ماتبقى من أمل فى عودة الأسرى .

بقى أن أشير إلى أن هجمات إسرائيل الأخيرة على الدوحة تأتى فى وقت يلاحق فية بنيامين نتنياهو قضائيا على ذمة قضايا فساد وخيانة أمانة ويأتى على رأسها فضيحة ” قطر جيت ” المتعلة بتلقى رشاوى من أجل إعلاء دور قطر فى المفاوضات ، ويظل خط سير الطائرات التى نفذت الهجمات يحمل العديد من علامات الإستفهام ، وإن كنت أميل إلى الرأى الذى أشار إلى ” قاعدة العيديد ” فى قطر .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.