” الحياة ” .. قصيدة للشاعر د عصام فؤاد علي السيد
وفـي نفـسـي جمـالٌ لـن تـراهُ
فـؤادٌ كـالـرواسـي الشـامـخـاتِ
بشـاشـةُ طـفـلـنـا، وجـهٌ صـبـوحٌ
وعقـلٌ رابَ ريـحَ العـاتيـاتِ
لِسانٌ جَدْوَلٌ عَذْبٌ عليهِ
ضِفافٌ من نَخيلٍ باسِقاتِ
ولسـتُ منـافـقـًا سـرِّي كـجـهْـري
وقـولـي مـثـل فِـعْـلـي فـي الحـيـاةِ
كـفـى بـي أن أرى الدنـيـا مـتـاعـًا
يـزولُ مـتـاعُـهـا عـنـدَ الـمـمـاتِ
تـطـيـبُ لـنـا الـحـيـاةُ ولا نـبـالـي
إذا كـانـت تـراوِغُ كـالـعـداةِ
فـإن ضـحـكـتْ لـك الأيـامُ يـومـًا
فـيـومـًا أحـزنـتـك بـمُـبـكـيـاتِ
فـيـا لِـروائـعـي إن صـادفـتـهـا
قـلـوبٌ آمـنـتْ بـالـبـاقـيـاتِ
وعـتْ أن الـحـيـاةَ إلـى زوالٍ
وقـد غـاضـتْ كـدجـلـةَ والـفـراتِ
يـقـالُ لـهـا سـلامـًا غـيـرَ مُـخْـزٍ
وبُـعـدًا لـلـقـلـوبِ الـغـافـلاتِ
فـهـل أدركـتَ؟ هـذا مـن جـمـالـي
فـأيـن جـمـالُ مـن يـتـلـو الـعِـظـاتِ
وهـل قـولُ الـعِـظـاتِ دلـيـلُ ديـنٍ
تُـقـاسُ حـيـاتـنـا بـالـخـافـيـاتِ
كـلامٌ لا يـطـابِـقُ فِـعْـلَـهـم إنْ
سـمـعـتَ رأيـتـهـم كـالـسـابـحـاتِ
تـحـاولُ كـلُّ نـفـسٍ أن تُـوارِي
ولكـن كـيـفَ يـومَ الـفـاضِـحـاتِ
يـغـيـبُ جـمـيـعُ فِـعْـلِـك عـن عـيـونـي
وعـنـدَ اللهِ لـسـنَ بـغـائـبـاتِ
تـدورُ بـنـا الـحـيـاةُ ومـا تـوارَى
يُـرى مـثـلَ الـنـجـومِ السـاطِـعـاتِ
فـيـا أعـمـى الـفـؤادِ إذا كـلامـي
يُـحـرِّكُ فـيـك عـنـدَ الـغـانـيـاتِ
فـعِـشْ مـا شـئـتَ فـي الـدنـيـا ولـكـن
غـدًا سـتـرى فـعـالَـك فـي الـمـمـاتِ
كـفـى بـالـمـرءِ حـزنـًا أن يـرى فـي
عـيـونِ الـنـاسِ ضـحـكـًا مـن سِـمـاتـي
فـهـذا حـالُ عـصـرٍ قـد تـولَّى
قلوب الـنـاسِ كـلُّ الـتـافـهـاتِ
وفـي نـفـسـي جـمـالٌ لـن يـراهُ
سِـوى مـن كـان فحْـواهُ كـذاتـي
تـعـيـشُ الـروحُ فـي بـدنٍ ولـكـن
أتـدري حـالَـهـا وقـتَ الـصـلاةِ