الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : «شرف الكلمة» من الجمعية العامة للأمم المتحدة.. لقمة «البريكس» .. مواقف «القاهرة» لا تتغير
«مصر - السيسى» .. والنظام العالمى

مصر لا تعرف إلا الحق والمواقف الشريفة لا تراوغ ولا تناور.. حديثها واضح ومباشر دون خوف أو حسابات.. فمصر أكبر من أن تخشى أو تخاف من أحد.. ولعل كلمات وتصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى ومواقف الدولة المصرية تعكس حالة من الشجاعة والثقة فى النفس والشموخ.. وهو نابع من قوة وقدرة ووقوف على أرض شديدة الصلابة وإدراك حقيقى لأهداف كل ما يجرى واستعداد للتعامل مع كافة السيناريوهات.. فمصر لم ولن تغير مواقفها.. ومنذ سنوات وهى ترصد حالة التصدع والانهيار للنظام العالمى القائم والمنظومة الأممية ومجلس الأمن.. ونحن نتذكر كلمات الرئيس السيسى أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.. فمنذ 7 سنوات ألقى الرئيس السيسى كلمة مصر فى الجمعية العامة للأمم المتحدة.. تحدث فيها عن أوجه القصور والعجز فى النظام العالمى والأمم المتحدة.. وأن القضية الفلسطينية باتت الشاهد الأكبر على قصور وعجز النظام العالمى على تطبيق سلام شامل وعادل طبقاً لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. وأن القضية الفلسطينية وتسويتها العادلة هى المحك الأساسى لاستعادة مصداقية الأمم المتحدة ومجلس الأمن والنظام العالمى وأنه لا مصداقية للنظام العالمى فى ظل سياسات ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين.
وعلى مدار السنوات الماضية لم يختلف موقف وحديث مصر عن النظام العالمى وخطورة غياب العدالة الدولية ولعل كلمة الرئيس السيسى فى القمة الاستثنائية لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء فى تجمع «بريكس» التى ألقاها الاثنين الماضى عبر الوسائل الافتراضية تؤكد موقف مصر الثابت الذى يجسد شجاعة وجرأة وشموخاً وشرفاً عن القصور فى النظام العالمى وغياب العدالة والإصرار على انتهاج سياسات ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين والعصف بمبادئ القانون الدولى وربط الرئيس السيسى ذلك بالقضية الفلسطينية وما يجرى من حرب غاشمة تشنها إسرائيل على قطاع غزة على مدار عامين.. لذلك فإن كلمة الرئيس السيسى فى القمة الاستثنائية لتجمع أعضاء «البريكس» تعكس صلابة المواقف المصرية ورؤيتها وتشخيصها للنظام العالمى القائم وعجزه وأوجه القصور وعدم قدرته على إنهاء النزاعات والصراعات بما يهدد الأمن والسلم الدوليين.. وفى كلمة الرئيس القوية والتى تعبر عن قوة مصر وشموخها أكد على رسائل غاية فى الأهمية خاصة ان انضمام مصر لتجمع «البريكس» يعكس استقلال القرار الوطنى بنسبة 100 ٪ وان مصر تتحرك طبقاً لمصالحها الوطنية وانتهاج التوازن فى العلاقات الدولية خاصة ان علاقاتها مع القوى الكبرى فى العالم تتسم بالتوازن والحكمة وترتكز على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والشراكة الإستراتيجية.. لذلك أتوقف عند نقاط محورية ومهمة فى كلمة الرئيس السيسى فى قمة تجمع «البريكس» الاستثنائية.
أولاً: ان المشهد الدولى يعانى بشكل واضح من ازدواجية المعايير والانتهاك السافر لأحكام القانون الدولى دون أدنى اكتراث أو مساءلة فى ظل افلات ممنهج من العقاب وتصاعد مقلق للنزاعات الأحادية وهو ما من شأنه ان يقوض أسس السلم والأمن الدوليين ويعيد البشرية إلى أجواء الفوضى واللاقانون على حساب الشرعية والعدالة.. لذلك ليس من الغريب فى ظل هذا التراجع أن تتفاقم الأزمات وتشتعل الصراعات وتندلع الحروب وترتكب جرائم مروعة من قتل وتدمير وهذا الواقع المتردى أضعف فاعلية النظام الدولى المشترك وقيد قدرة الدول والمؤسسات الأممية.
ثانياً: بات وضع مجلس الأمن الدولى مثالاً صارخاً على ما آل إليه حال المجتمع الدولى من عجز وتراجع وهو ما انعكس سلباً وبشكل مباشر على ثقة الدول فى منظومة الأمم المتحدة لا سيما أداء مجلس الأمن ذاته وهنا تحدث الرئيس السيسى عن مطالبة العديد من الدول بإصلاح شامل لآليات عمل المجلس والدعوة الصريحة إلى إلغاء حق النقض «الفيتو» وهو الامتياز الذى تحول إلى أداة لعزل المجلس عن الواقع الميدانى وجعله عاجزاً عن أداء دوره المحورى فى تسوية النزاعات ووقف الحروب.. وما قاله الرئيس السيسى رسالة قوية لا تعلنها إلا دولة عظيمة فى حجم مصر.. وتشخيص حقيقى لما يجرى فى المنطقة وعجز عن موقف حرب الإبادة والتجويع بل والانحياز الأعمى والدعم المطلق للإجرام وافشال جهود العالم من أجل وقف العدوان.. ولكن «الفيتو» يحول دون تحقيق ذلك.
ثالثاً: فى نفس الكلمة تحدث الرئيس السيسى عن أقوى الدلائل والبراهين ما يؤكد حديثه عن القصور والعجز فى النظام العالمى وغياب مصداقية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذى فشل فى أداء دوره بسبب حق «الفيتو» حيث أكد الرئيس السيسى ان استمرار الحرب الإسرائيلية الغاشمة على الشعب الفلسطينى الشقيق فى قطاع غزة وبالتوازى مع الانتهاكات السافرة التى يرتكبها الاحتلال فى الضفة الغربية بما فى ذلك القدس هى واحدة من أخطر الصراعات وأكثرها دلالة على ازدواجية المعايير وانتهاك قواعد القانون الدولى حيث دأبت إسرائيل على مدار عامين على ممارسة أبشع صور القتل والترويع مستخدمة التجويع والحرمان من الخدمات الصحية كسلاح ضد المدنيين مما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة وصلت إلى إعلان الأمم المتحدة حالة المجاعة فى قطاع غزة.. ولم تكتف إسرائيل بذلك بل مضت فى توسيع عملياتها العسكرية امعاناً فى تدمير مقومات الحياة بهدف إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم وتنفيذ مخطط التهجير القسرى وتصفية قضيتهم العادلة وهذه الكلمات لا تقولها إلا مصر وليست المرة الأولى ولكن على مدار عامين على لسان قائد عظيم وشجاع لا يخشى فى الحق لومة لائم.. مكن وطنه من القوة والقدرة ولعل ما يحدث من إجرام إسرائيلى فى غزة والضفة بحماية ودعم أمريكى هو دليل صارخ على القصور والعجز وغياب مصداقية النظام العالمى وتطبيق فعلى لسياسات ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين والضرب بالقانون الدولى والإنسانى عرض الحائط.
رابعاً: الرئيس السيسى جدد التأكيد على موقف مصر الثابت والرافض بشكل قاطع لأى سيناريو يستهدف تهجير الفلسطينيين ووأد حل الدولتين وتوسيع رقعة الصراع وتهديد منظومة السلام فى الشرق الأوسط وإدانة مصر ورفضها التام لمحاولات فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية هذه هى «مصر- السيسى» تتحدث بقوة وشموخ وشرف تضرب ولا تبالى طالما انه حديث الحق والعدل.
تحيا مصر