نستكمل دور مصر خلال الحرب العالمية الأولى ومعارك قناة السويس … حملة السويس الثانية ومعركة رمانة:
قامت الدولة العثمانية بالتحالف مع ألمانيا في 27 يوليو عام 1916م بإرسال جيش قوامه 18000 جندي بقيادة العقيد الألماني كريس فون كرسنشتاين، وكان الهدف المعلن للعثمانيين تحرير قناة السويس من الاحتلال البريطاني أما الهدف الحقيقى والمشترك مع ألمانيا هو قطع طرق المواصلات بين بريطانيا ومستعمراتها الآسيوية إلا أن الحملة منيت بالفشل في معركة رمانة على ضفاف قناة السويس في 3 أغسطس عام 1916م حيث سقط 9200 جندي عثماني قتلى وقد شارك مع القوات العثمانية عدد كبير من الجنود والضباط العرب من بلاد الشام وقتل عدد كبير منهم.
دور مصر والقوات الأسترالية والنيوزلندية في الحرب العالمية الأولى
كان لدور مصر والشعب والجيش المصري في الحرب العالمية الأولى وخاصة علاقته الوطيدة مع فيالق الجنود الأستراليين والنيوزلنديين في الحرب العالمية الأولى وبالذات في مصر.
لاتنكر المراجع التاريخية دور مصر في الحرب العالمية الأولى وخاصة مع القوات الأسترالية والنيوزلندية وظهر في معركة قناة السويس التي تولت فيها القوات الأسترالية الدفاع عن قناة السويس ضد هجمات العثمانيين والتي كانت حاسمة في تغيير اتجاه الحرب ضد العثمانيين من الدفاع إلى الهجوم فقد صدر لأول مرة في تاريخ مصر التجنيد الإجباري وكونت فيالق العمال المصريين وفيالق النقل للجنود المصـريين وحاربت القوات الأسترالية مع الجيش المصري في قناة السويس ضد الجيش العثماني المؤلف من 65 ألف جندي عثماني.
أقامت القوات الأسترالية في مدن مثل الإسماعيلية والفردان والقنطرة بمساعدة الجيش المصـري حتى أن المصريين قد نقلوا مستشفى عبر سيناء لعلاج الجرحى من القوات الأسترالية والنيوزلندية وشيدوا خط السكة الحديد ليعبر سيناء لنقل القوات والعتاد والذخيرة والأطعمة والخيل والشراب إليهم.
كما شارك المصريون في معركة جاليبولي حيث حفروا الخنادق مع الجنود الأستراليين والنيوزلندين وشارك الجيش المصري بعد ذلك من الجبهة الغربية مع فرنسا وبلجيكا ضد جيوش دول المحور.
وبعد هزيمة الأستراليين والنوزلنديين وجنود الحلفاء في جاليبولي انتقمت القوات الأسترالية والمصرية من العثمانيين في معركة بئر السبع على الخيالة وانتصرت فيها على العثمانيين واحتلت فلسطين واتجهت نحو لبنان وسوريا حيث أسرت في طريقها 40 ألف جندي عثماني وكانت القوات الأسترالية هي أول من دخل لبنان وسوريا وليس القوات البريطانية بقيادة لورانس كما يعتقد خطأ في سجل التاريخ.
كانت المشاركة المصرية مع قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى في ثلاث قارات حيث شاركت في صد هجوم
العثمانيين من الشرق تجاه سيناء وفلسطين، وحاربت القوات المصرية في الشام والعراق والجزيرة العربية مع قوات
الحلفاء في آسيا،
وشاركت فى صد هجوم السنوسي من الغرب من اتجاه ليبيا , وصدت هجوم سلطنة دارفور من الجنوب من اتجاه
السودان ، كما شاركت مصر على الجبهة الأوروبية بمائة ألف مقاتل من سلاح العمال (المهندسين) والهجانة (حرس
الحدود) وقاتلت القوات المصـرية في أربع دول أوروبية هي( بلجيكا، فرنسا، إيطاليا واليونان ) واستُشهد عدد منهم
ودفنوا بمقابر الكومنولث بأوروبا، فكانوا سببًا رئيسيًا في انتصار الحلفاء ومنح العديد منهم وسام ڤيكتوريا الذي يعد
أرفع الأوسمة العسكرية التي تمنحها المملكة المتحدة ,
يذكر بعض المؤرخين أن اصطلاح «مصر أم الدنيا» في بدء الحرب العالمية الأولى لوجود جيوش 18 دولة في مصر لعبت
فيها مصر دورًا رائدًا في حسم المعارك لصالح دول الحلفاء وتحرير العالم العربي من نير العثمانيين، كما منح ملك
إنجلترا وسام صليب فيكتوريا للقادة مصريين منهم علي زكي والملازم أول خليل جبور.
وفى القادم ان شاء الله تفاصيل دور مصر عبر قناة السويس فى أثناء الحرب العالمية الثانية وعودة الأطماع لقناة السويس.
