الكاتب الصحفي عبدالرازق‭ ‬توفيق يكتب : أوهام‭ ‬نتنياهو‭ ‬تتحطم‭ ‬على‭ ‬صخرة‭ ‬الموقف‭ ‬المصرى

نتنياهو‭ .. ‬المتطرف‭ ‬الذى‭ ‬يلعب‭ ‬بالنار‭ ‬2‭/‬2

الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق

فى‭ ‬ظنى‭ ‬أن‭ ‬إصرار‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المتطرف‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬على‭ ‬الكذب‭ ‬والاستفزاز‭ ‬هى‭ ‬أعراض‭ ‬طبيعية‭ ‬لحالة‭ ‬الاحباط‭ ‬واليأس‭ ‬والفشل‭ ‬التى‭ ‬يعيشها‭ ‬وتجعله‭ ‬يعيش‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬العبث‭ ‬والهوان‭ ‬وعدم‭ ‬التركيز‭ ‬بسبب‭ ‬وطأة‭ ‬الصفعات‭ ‬المصرية‭ ‬المتلاحقة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬المخطط‭ ‬الصهيو‭- ‬أمريكى‭ ‬القبيح‭ ‬وما‭ ‬تسويقه‭ ‬لأفكار‭ ‬بالية‭ ‬وأكاذيب‭ ‬مفضوحة‭ ‬إلا‭ ‬مجــرد‭ ‬حرب‭ ‬نفسـية‭ ‬يتوهــم‭ ‬أنها‭ ‬ستؤدى‭ ‬أو‭ ‬ستحقق‭ ‬أضغاث‭ ‬أحلامه‭.‬
جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬

كما‭ ‬قلت‭ ‬فى‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬لم‭ ‬يخض‭ ‬حرباً‭ ‬بالمعنى‭ ‬الحقيقى‭ ‬مع‭ ‬جيش‭ ‬نظامى‭ ‬قوى‭ ‬ومنظم‭ ‬ورادع‭.. ‬وجل‭ ‬مواجهاته‭ ‬كانت‭ ‬مع‭ ‬حركات‭ ‬وجماعات‭ ‬مسلحة‭.. ‬تمتلك‭ ‬أسلحة‭ ‬بسيطة‭.. ‬وحتى‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬التى‭ ‬استمرت‭ ‬12‭ ‬يوماً‭ ‬اقتصرت‭ ‬على‭ ‬الضربات‭ ‬الجوية‭ ‬لأهداف‭ ‬داخل‭ ‬إيران‭.. ‬واختراق‭ ‬جاسوسى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملاء‭ ‬إسرائيل‭ ‬فى‭ ‬طهران‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬عندما‭ ‬اشتدت‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬الهجمات‭ ‬الصاروخية‭ ‬الإيرانية‭ ‬وأصابت‭ ‬العمق‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬ودمرت‭ ‬أهدافاً‭ ‬حيوية‭.. ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬الاستمرار‭ ‬وكشفت‭ ‬التسريبات‭ ‬والمعلومات‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬ان‭ ‬نتنياهو‭ ‬سارع‭ ‬بالاتصال‭ ‬بأمريكا‭ ‬متحدثاً‭ ‬عن‭ ‬صعوبة‭ ‬الموقف‭ ‬وقسوة‭ ‬الضربات‭ ‬الصاروخية‭ ‬الإيرانية‭ ‬وفشل‭ ‬منظومات‭ ‬القبة‭ ‬الحديدية‭ ‬وقلاع‭ ‬داود‭ ‬وأرو‭ ‬ونظام‭ ‬ثاد‭ ‬الأمريكى‭ ‬الأحداث‭ ‬جميعها‭ ‬فشلت‭ ‬فى‭ ‬حماية‭ ‬إسرائيل‭ ‬التى‭ ‬تبعد‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬ألفى‭ ‬كيلو‭ ‬متر‭ ‬عن‭ ‬طهران‭

.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬تظاهر‭ ‬نتنياهو‭ ‬بالتماسك‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬الإجرام‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬فشل‭ ‬وضعف‭ ‬حقيقى‭.. ‬فإسرائيل‭ ‬أخطر‭ ‬ما‭ ‬تملكه‭ ‬هى‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬والطائرات‭ ‬الشبحية‭ ‬اف‭- ‬35‭ ‬وأؤكد‭ ‬هنا‭ ‬انها‭ ‬فى‭ ‬المتناول‭ ‬وفى‭ ‬شاشات‭ ‬الرادار‭ ‬تنتظر‭ ‬فقط‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬‮«‬زر‮»‬‭ ‬إسقاطها‭

.. ‬فالأمور‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قراءة‭ ‬جيدة‭ ‬لجميع‭ ‬القدرات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬أهدافها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬ولم‭ ‬تحسم‭ ‬معركة‭ ‬وهناك‭ ‬رؤية‭ ‬استباقية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬السيناريوهات‭ ‬سواء‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬منفردة‭ ‬أو‭ ‬تلقى‭ ‬دعم‭ ‬شامل‭ ‬مع‭ ‬رعائها‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.. ‬

لذلك‭ ‬يدرك‭ ‬نتنياهو‭ ‬ان‭ ‬فكرة‭ ‬المواجهة‭ ‬مع‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭ ‬انتحار‭ ‬فهو‭ ‬يعرف‭ ‬ويدرك‭ ‬ويحفظ‭ ‬عن‭ ‬ظهر‭ ‬قلب‭ ‬ما‭ ‬لدى‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬ردع‭ ‬وحسم‭.. ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬سقط‭ ‬فى‭ ‬مستنقع‭ ‬الاستنزاف‭ ‬والانهاك‭ ‬والاحباط‭ ‬والنقص‭ ‬والعجز‭ ‬الشديد‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬ان‭ ‬قواته‭ ‬البرية‭ ‬تعانى‭ ‬بشكل‭ ‬حاد‭ ‬فى‭ ‬نقص‭ ‬الآليات‭ ‬والمعدات‭ ‬والمدرعات‭ ‬والضباط‭ ‬والجنود‭ ‬ولا‭ ‬تملك‭ ‬إسرائيل‭ ‬قوة‭ ‬برية‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.. ‬

لذلك‭ ‬هالة‭ ‬الأوهام‭ ‬والغطرسة‭ ‬والتظاهر‭ ‬بالقوة‭ ‬والتصريحات‭ ‬العنترية‭ ‬هى‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬طق‭ ‬حنك‮»‬‭ ‬نتنياهو‭ ‬الذى‭ ‬يملأ‭ ‬الدنيا‭ ‬ضجيجاً‭ ‬وصراخاً‭ ‬وجنوناً‭ ‬وتطرفاً‭.. ‬يعانى‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬ارتعاش‭ ‬وذعر‭ ‬ومن‭ ‬أعراض‭ ‬الفشل‭ ‬بسبب‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬المصرية‭ ‬الحاسمة‭ ‬والقاطعة‭.. ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الجاهزية‭ ‬والاستعداد‭ ‬العالى‭ ‬لتنفيذ‭ ‬كافة‭ ‬المهام‭.. ‬والانكشاف‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬الواضح‭.. ‬خاصة‭ ‬العمق‭ ‬وحالة‭ ‬الاقتراب‭ ‬والتموضع‭ ‬والجغرافيا‭ ‬فالأمور‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مثل‭ ‬الماضى‭ ‬كما‭ ‬وكيفا‭ ‬تغيرت‭ ‬وتبدلت‭ ‬وتضاعفت‭ ‬القوة‭ ‬وأسلحة‭ ‬الردع‭ ‬عشرات‭ ‬المرات‭.. ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬شجاعة‭ ‬وجسارة‭ ‬خير‭ ‬الأجناد‭.. ‬

كما‭ ‬ان‭ ‬المواقف‭ ‬العربية‭ ‬الحاسمة‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬الشقيقتين‭ ‬ودعمهما‭ ‬الكامل‭ ‬للموقف‭ ‬المصرى‭ ‬ورفضهما‭ ‬القوى‭ ‬لتهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وتصريحات‭ ‬وأوهام‭ ‬نتنياهو‭.. ‬لذلك‭ ‬أطرح‭ ‬السؤال‭ ‬المهم‭.. ‬هل‭ ‬تحرك‭ ‬المبعوث‭ ‬الأمريكى‭ ‬ستيف‭ ‬ويتكوف‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬وإعلانه‭ ‬عن‭ ‬مقترح‭ ‬يثير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬علامات‭ ‬الاستفهام‭ ‬خاصة‭ ‬انه‭ ‬يلبى‭ ‬جميع‭ ‬المطالب‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬وقف‭ ‬دائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬وانسحاب‭ ‬كامل‭ ‬للقوات‭ ‬الإسرائيلة‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وتبادل‭ ‬الأسرى‭ ‬والرهائن‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭.. ‬وإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة‭.. ‬والأسئلة‭ ‬الضاغطة‭ ‬هل‭ ‬هى‭ ‬مناورة‭ ‬وخديعة‭ ‬أمريكية‭ ‬جديدة؟‭ ‬أم‭ ‬استشعار‭ ‬أمريكى‭ ‬بخطورة‭ ‬الموقف‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬بعد‭ ‬الرسائل‭ ‬المصرية‭ ‬والعربية‭ ‬والتضامن‭ ‬العربى‭ ‬القوى‭ ‬ومخاوف‭ ‬أمريكا‭ ‬من‭ ‬خسارة‭ ‬شركاء‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬التفسخ‭ ‬الذى‭ ‬يعانى‭ ‬منه‭ ‬النظام‭ ‬العالمى‭ ‬القديم‭ ‬والقائم‭ ‬بقيادة‭ ‬واشنطن‭ ‬بعد‭ ‬ابتعاد‭ ‬قوى‭ ‬دولية‭ ‬مهمة‭ ‬مثل‭ ‬الهند‭ ‬عن‭ ‬التحالف‭ ‬الأمريكى‭ ‬إلى‭ ‬التحالف‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬نظام‭ ‬عالمى‭ ‬جديد‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‭.‬

أعتقد‭ ‬ان‭ ‬أمريكا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬جادة‭ ‬فى‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬للموافقة‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬ويتكوف‭ ‬بعد‭ ‬استشعار‭ ‬خطورة‭ ‬الموقف‭ ‬المصرى‭ ‬أو‭ ‬العربى‭. ‬عليها‭ ‬ان‭ ‬تجبر‭ ‬نتنياهو‭ ‬وحكومة‭ ‬المتطرفين‭ ‬على‭ ‬الموافقة‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بالفعل‭ ‬انتابتهم‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬المصرية‭ ‬والعربية‭ ‬وأيضاً‭ ‬الموقف‭ ‬الدولى‭ ‬والعزلة‭ ‬الدولية ‭ ‬التى‭ ‬تعيشها‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحالة‭ ‬الفشل‭ ‬التى‭ ‬تلاحق‭ ‬نتنياهو‭ ‬وجيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬وأوهام‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيونى‭.‬

سؤال‭ ‬الساعة‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬حرب‭ ‬قريبة‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وإسرائيل؟‭ ‬هل‭ ‬يجرؤ‭ ‬نتنياهو‭ ‬على‭ ‬مجرد‭ ‬التفكير‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم‭ ‬وهو‭ ‬أقوى‭ ‬جيش‭ ‬نظامى‭ ‬محترف‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬يتمتع‭ ‬بقدرات‭ ‬فائقة‭ ‬وأسلحة‭ ‬فتاكة‭.. ‬ونظم‭ ‬تسليح‭ ‬حديثة‭ ‬وجاهزية‭ ‬فريدة‭ ‬واستعداد‭ ‬قتالى‭ ‬عال‭.. ‬ومقاتل‭ ‬محترف‭ ‬هو‭ ‬خير‭ ‬أجناد‭ ‬الأرض‭ ‬يحلم‭ ‬بهذا‭ ‬اللقاء‭ ‬المنتظر‭ ‬والمحتمل‭.. ‬

إن‭ ‬فرضت‭ ‬علينا‭ ‬الحرب‭ ‬فهو‭ ‬يقاتل‭ ‬بعقيدة‭ ‬النصر‭ ‬أو‭ ‬الشهادة‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬التراجع‭ ‬بل‭ ‬التقدم‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭.. ‬جيش‭ ‬لديه‭ ‬قدرات‭ ‬إستراتيجية‭ ‬معلنة‭ ‬وغير‭ ‬معلنة‭ ‬مزلزلة‭.. ‬جميع‭ ‬قواته‭ ‬وتخصصاته‭ ‬فى‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬الجاهزية‭ ‬والقوة‭.. ‬قوات‭ ‬برية‭ ‬تحقق‭ ‬مهامها‭.. ‬بأعلى‭ ‬أساليب‭ ‬الاداء‭ ‬الاحترافى‭.. ‬وقوات‭ ‬جوية‭ ‬وبحرية‭ ‬هى‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.. ‬وقوات‭ ‬دفاع‭ ‬جوى‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬وأكثر‭ ‬القوات‭ ‬تطويراً‭ ‬وتعقيداً‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.. ‬امكانات‭ ‬وقدرات‭ ‬وجاهزية‭.. ‬

لذلك‭ ‬لا‭ ‬طاقة‭ ‬لنتنياهو‭ ‬وباقى‭ ‬المتطرفين‭ ‬والكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬بجيش‭ ‬مصر‭ ‬العظيم‭ ‬وعليهم‭ ‬أن‭ ‬يتحسسوا‭ ‬وضعهم‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭ ‬وعمقهم‭ ‬الإستراتيجى‭ ‬حالة‭ ‬الاقتراب‭ ‬وتموضع‭ ‬القوات‭.. ‬فلسنا‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نعبر‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬بالقوات‭ ‬والمعدات‭ ‬وتحطيم‭ ‬الموانع‭ ‬والنقاط‭ ‬الحصينة‭.. ‬المسألة‭ ‬بفضل‭ ‬تفوق‭ ‬الرجال‭.. ‬والنصر‭ ‬المبين‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973‭ ‬باتت‭ ‬أقرب‭ ‬ما‭ ‬يكون‭.. ‬تفصلنا‭ ‬عن‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ساعة‭.. ‬جميع‭ ‬الأهداف‭ ‬الحيوية‭ ‬والإستراتيجية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬أمامنا‭.. ‬كل‭ ‬صغيرة‭ ‬وكبيرة‭ ‬عن‭ ‬تسليحهم‭.. ‬عمقهم‭ ‬الإستراتيجى‭ ‬صفر‭.. ‬فهل‭ ‬يستطيعون‭ ‬تحمل‭ ‬جحيم‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭.‬

هل‭ ‬تراهن‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬على‭ ‬الأمريكان‭ ‬أقول‭ ‬عبارة‭ ‬واحدة‭.. ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬وضعت‭ ‬فى‭ ‬استعداداتها‭ ‬وحساباتها‭ ‬كل‭ ‬السيناريوهات‭ ‬ولنا‭ ‬فى‭ ‬دروس‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973‭ ‬العبرة‭.. ‬والنتائج‭ ‬المستفادة‭

.. ‬لذلك‭ ‬لدينا‭ ‬ما‭ ‬يوجع‭ ‬ويؤلم‭ ‬الجميع‭.. ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬ظنى‭ ‬أن‭ ‬الأمريكان‭ ‬يدركون‭ ‬جيداً‭ ‬قوة‭ ‬مصر‭ ‬وجيشها‭ ‬وأن‭ ‬لديهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬التحالف‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬والهند‭.. ‬وكوريا‭ ‬الشمالية‭.. ‬ظنى‭ ‬ورأيى‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬بعيدة‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬مجرد‭ ‬جس‭ ‬نبض‭.. ‬وحرب‭ ‬نفسية‭ ‬واختبار‭ ‬لرد‭ ‬الفعل‭.. ‬وقد‭ ‬وصل‭ ‬بحسم‭ ‬وحزم‭.. ‬إسرائيل‭ ‬المنهارة‭ ‬والمستنزفة‭.. ‬لا‭ ‬تقوى‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬مصر‭ ‬وجيشها‭.. ‬فهم‭ ‬يدركون‭ ‬أنه‭ ‬الجيش‭ ‬الأسطورة‭ ‬ومصر‭ ‬لا‭ ‬تعتدى‭ ‬على‭ ‬أحد‭.. ‬ولا‭ ‬تبادر‭ ‬بذلك‭

‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬تعرض‭ ‬أمنها‭ ‬القومى‭ ‬للخطر‭ ‬أو‭ ‬المساس‭ ‬فإن‭ ‬وجود‭ ‬الآخرين‭ ‬سيكون‭ ‬على‭ ‬المحك‭.. ‬لذلك‭ ‬انصح‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭.. ‬لا‭ ‬تستفزوا‭ ‬‮«‬مصر‭- ‬السيسى‮»‬‭ ‬فهذا‭ ‬القائد‭ ‬العظيم‭ ‬استعد‭ ‬وتجهز‭ ‬وأدرك‭ ‬واستشرف‭ ‬مبكراً‭ ‬حجم‭ ‬وطبيعة‭ ‬المواجهة‭.‬

تحيا مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.