الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : تحديات وجودية .. مصر نجحت بامتياز فى التعامل مع كل هذه التحديات

«اللى إيده فى الميه مش زى اللى إيده فى النار» و«اللى على البر عوام» و «اللى ما يشوف من الغربال أعمي»، هذه أمثال شعبية مصرية تقول كل شيء وترد على المنظرين والمتفلسفين ومن عميت أبصارهم وقلوبهم، فالحقيقة والواقع يقول إن مصر تواجه أخطر التحديات والتهديدات فى تاريخها ولم يسبق لها أن تعرضت لزخم كبير من الضغوط والمخاطر ولم يسبق فى تاريخها أن تكون حدودها مشتعلة من كافة الاتجاهات لكنها فى نفس الوقت تعيش أزهى عصور الأمن والأمان والاستقرار ولم يمسسها سوء، ناهيك عن تداعيات أزمات وصراعات وحروب دولية وإقليمية وتحديات فى الداخل ووجود إرادة رغم كل هذه التحديات فى الحفاظ على مسيرة البناء والتنمية ومشروع التقدم بنفس الوتيرة ومواصلة النمو والصعود.. وهو ما يتحقق بالفعل فى ظل النجاحات والمؤشرات الإيجابية وتنامى القوة والقدرة المصرية الشاملة.
أتحدى أن يكون هناك رئيس دولة فى العالم يواجه هذه التحديات والتهديدات والمخططات ويحاط وطنه بصراعات من كافة الاتجاهات مثل ليبيا فى الغرب، السودان فى الجنوب، غزة فى الشرق، السد الاثيوبى فى الجنوب، البحر الأحمر، وما يجرى فى نطاق هذا المسرح العملياتى الملتهب والذى بطبيعة الحال يشكل تهديدا على الأمن المصرى بل دعنى أخبرك بأن صناعة كل هذه الصراعات والحروب فى الأساس تستهدف مصر ناهيك عن تحديات الداخل الكثيرة.
ورغم هذه التحديات والتهديدات والنيران المشتعلة فى كل اتجاه ورغم تداعيات الأزمات والصراعات الإقليمية والدولية على الاقتصاد ورغم أنه يوجد 120 مليون إنسان على أرض مصر منهم سكانها ومواطنوها وضيوف مصر لأسباب مختلفة، الآن حكمة القيادة المصرية وعبقريتها فى إدارة هذه التحديات حافظت على أمن واستقرار البلاد والعباد ولم تمس مصر أو أمنها القومى ولم تحدث أى أزمة فى احتياجات شعبها ولم تحدث أزمات داخلية بل تسير الأمور فى استقرار ونمو ويسير مشروع مصر للبناء والتنمية والتقدم بشكل رائع ويحقق معدلات إنجاز ونجاح عظيمة ويحقق الاقتصاد المصرى مؤشرات إيجابية على كافة الأصعدة سواء معدلات النمو أو التدفقات الدولارية وتراجع الدولار أمام الجنيه أو زيادة تحويلات المصريين بشكل غير مسبوق ولم يحدث من قبل وترتفع معدلات الصادرات أيضاً بشكل غير مسبوق ويرتفع الاحتياطى النقدى إلى رقم أيضاً غير مسبوق 49.3 مليار دولار وهناك تدفقات وفرص استثمارية ضخمة ومباشرة كبرى فى ظل ما حققته الدولة المصرية من بناء وإصلاح وتطوير عصرى فى كافة القطاعات خاصة البنية التحتية، بل هناك رؤية اقتصادية مصرية وطنية يتم طرحها وعرضها للنقاش المجتمعى فى الأيام القادمة تشكل نقلة غير مسبوقة فى الاعتماد الذاتى وتحقيق أهداف وطموحات كانت فى الماضى فى عداد المستحيل وفق برنامج مصرى بحت ورؤية وطنية.
لك أن تتخيل أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يتعامل يومياً وعلى مدار الساعة مع هذه الملفات والتحديات والتهديدات والمخاطر ويحرك الدولة المصرية بحكمة فى كل هذه الملفات ويرتكز على قوة الداخل سواء فيما حققه خلال السنوات الماضية بتحويل الدولة المصرية إلى دولة قوية وقادرة ورادعة لديها مقومات وأسباب حماية أمنها وحدودها بجاهزية واحترافية وأيضاً من قوة الداخل ممثلة فى وعى المصريين واصطفافهم والتفافهم خلف قيادتهم وإدراكهم لما يحاك ويراد لوطنهم.
الحقيقة أنه تتضح كافة هذه الملفات والتحديات والتهديدات تجدها فى منتهى الخطورة وتحتاج إلى قيادة وإدارة واعية وحكيمة وسابقة بسنوات ولعل من حسن الأقدار انها ساقت لمصر قائداً وزعيماً لديه الرؤية والقدرة والحكمة على قيادة شعبية مصر بسلام لتصل إلى بر الأمان بعيداً عن محاولات الاستدراج والتوريط، فالرئيس السيسى قابض على جمر الحكمة ومرتكز على أرض صلبة توقع ما سيواجه مصر فاستعد جيداً، لكن يبقى ما يحدث فى قطاع غزة من حرب إبادة وتجويع للفلسطينيين أو ما يحدث من مخطط صهيونى لتهجير سكان القطاع قسرا أو طوعا خارج الأراضى الفلسطينية وبطبيعة الحال الهدف سيناء، لكن مصر واجهت بحسم قاطع أنه لا تصفية للقضية الفلسطينية ولا تهجير بأى شكل من الأشكال طوعا أو قسرا ولا مساس بالأمن القومى المصرى وهذه خطوط مصر الحمراء ورغم الضغوط والتهديدات الأمريكية وتارة الإقرارات غير المسبوقة إلا أن موقف مصر ثابت لا يتغير ولن يتغير مهما كانت التبعات ومصر جاهزة لأسوأ السيناريوهات وسوف يدفع من يفكر فى المساس بأمنها وأرضها وحدودها ثمناً باهظاً وانتحارا عسكريا وسياسيا ووجوديا إذا فكر فى الاقتراب من سيناء التى باتت آمنة محصنة عليها خير الأجناد وأشرف الرجال من جيش مصر العظيم.
فى ظل هذه التحديات والتهديدات والمخاطر والأزمات والمطالب والاحتياجات فى الداخل وسرعة القرار واستباق الأحداث وعدم السماح بوجود أزمة، فإن مصر نجحت بامتياز فى التعامل مع كل هذه التحديات والنتائج هى من تقول ذلك وليس مجرد كلام والفضل فى ذلك ما حققته الرؤية الرئاسية على مدار 12 عاما من تمكين مصر من أعلى درجات القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة وسابقت مصر الزمن حتى تصل إلى هذه النقطة التى تقف فيها بثقة فى وجه التحديات والتهديدات والمخططات والأوهام.. والتى أدركتها القيادة السياسية مبكراً ولم تتراجع مصر عن مواقفها ولم تتأثر وتحتفظ بسيادتها على كامل حدودها وأراضيها وينعم شعبها بالأمن والأمان والاستقرار والحق فى المستقبل الأفضل حيث يجرى تنفيذ رؤية البناء والتنمية والإصلاح وصولاً إلى تحقيق المشروع الوطنى لتحقيق التقدم دون أن يتوقف وبمعدلات إيجابية ويتعاظم معها قوة وقدرة مصر الشاملة وتصعد لتصبح القوة الإقليمية الأعظم فى المنطقة التى تقول وتفعل ومصر لا تهدد ولكن قادرة على الفعل والتنفيذ ورغم إنها لا تريد الحرب واختارت السلام والأمن والبناء والاستقرار إلا انها لم تفرط يوماً فى امتلاك القوة والردع التى تحمى السلام وإذا فُرض عليها خيار الحرب فإنها لن تبقى ولا تذر وسوف تسحق عدوها وتكسر عظامه وإذا كانت قد فعلتها مرة فهى قادرة على تكرارها كل مرة ولكن ستكون الضربة القاضية هذه المرة..ما أريد أن أقوله كان الله فى عون الرئيس عبدالفتاح السيسي، لكنه بفضل الله ودعمه قادر وهو لها، أنقذ وبنى واستعد وأعد وطناً وشعباً لحماية هذا الوطن والحفاظ على كل ذرة رمل مصرية، ولن تجرؤ أى قوة على المساس بمصر،