الإعلامية دينا ياسين تكتب: العذرية في القلب 

الإعلامية دينا ياسين

كثيرًا ما ارتبط مفهوم العذرية في المجتمعات بمعيار جسدي بحت، حتى غدت تختزل في غشاءٍ بيولوجي يمكن أن يخترق في لحظة، بغضّ النظر عن المشاعر أو القيم. لكن الحقيقة الأعمق والأكثر إنصافًا هي أن العذرية ليست في الجسد بقدر ما هي في الروح والقلب.

الارتباط الحصري بين العذرية والغشاء مفهوم ضيق، لأن هذا الموضع قد يخترقه أي رجل بسهولة، حتى ولو كان قعيدا و فاقد القدرة على الحركة. وهنا تتجلى المفارقة: هل مجرد الفعل الميكانيكي المادي  هو ما يحدد نقاء المرأة؟ أم أن النقاء الحقيقي أعمق بكثير من حدود الجسد؟
العذرية في جوهرها حالة وجدانية وروحية، وليست مجرد تركيب بيولوجي. قلب المرأة هو الحصن الذي لا يفتح إلا لمن يستحق، وهو الخزان الأصيل للمشاعر والوفاء. قد تفقد المرأة ما يسمى بالعذرية الجسدية تحت ظروف مختلفة، لكن إن بقي قلبها نقيًّا لم يعرف سوى حبٍ واحدٍ صادق، فإنها عذراء بمعنى الطهر الإنساني الأسمى.

فعذرية الجسد مؤقتة… وعذرية القلب أبدية

الجسد قد يخضع لزمن أو لظروف، لكن القلب لا يفتح أبوابه إلا بإرادة صاحبه. الرجل الذي يسكن القلب لا يخترق مجرد حدود، بل يكتب اسمه في أعمق نقطة من الروح. لذلك، العذرية الحقيقية لا تهتز أمام حادث عابر، ولا تسقط تحت وطأة الخطأ، بل تظل ثابتة طالما ظل القلب وفيًّا لقيمه ومشاعره النقية.
حان الوقت لإعادة تعريف العذرية في الثقافة والمجتمع:
ليست العذرية كما يعتقد ، بل هي  قيمة ومبدأ.
ليست جسدًا مغلقًا، بل قلبًا لم يعرف إلا الوفاء والحب الصادق.
ليست معيارًا للتحكم في مصير النساء، بل مرآة لنقاء إنساني أعمق من كل القيود الجسدية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.