الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق : تدمير وليس تغييرًَا.. والشعوب المغيبة جنت على أوطانها وإذا الدولة سقطت!! (٢/٢)

مصر القوة الإقليمية الأقوى فى المنطقة

الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق

منذ أيام كتبت الجزء الأول من هذا المقال حول السبب الرئيسى وراء سقوط الدول ثم ماذا يحدث بعد السقوط، ومظاهر وملامح وتداعيات هذا السقوط، لكن السؤال المهم.
الذى يجب أن نطرحه.. هل استيقظت الشعوب واستردت وعيها واستفاقت من الأكاذيب التى روجتها قوى الشر من وعود براقة مثل الحرية والديمقراطية والتقدم والازدهار، وهل حصدت بعض الشعوب ثمار التغيير الذى دمرت بلادها من أجله، أم أنها تعيش فى كابوس وسراب وتواجه مصيرًا أسود وادركت أنه لم يكن على الاطلاق تغييرًا بل تدمير بكل ما تحمله الكلمة من معني.
لدى بعض التساؤلات المهمة والكاشفة لمن صدعونا بالتغيير أولئك الذين تعرضوا لخديعة أودت بأوطانهم، هل تدمير البلاد وإشعال الفتن فيها، وتفشى الفوضى والاقتتال الأهلى والميليشيات الإرهابية المتحالفة مع قوى الشر والشيطان تغيير؟ وهل فقدان الأمن والأمان والاستقرار والأمل تغيير؟ وهل انعدام الرؤية للمستقبل وإرادة البناء والتنمية تغيير؟ هل تقويض وتدمير قدرات ومقدرات الدولة الإستراتيجية وتحويلها إلى دولة مستأنسة، مستسلمة لا أنياب لها لا تقوى على مجرد الدفاع عن نفسها أو حتى الاعتراض على انتهاك العدو لأراضيها وسيادتها تغيير؟ هل تفكيك الجيوش الوطنية، والأجهزة الأمنية المنوطة بحماية الأمن القومي، وفرض السيادة وتأمين الحدود والحفاظ على الأرض، وترسيخ الأمن والأمان والاستقرار تغيير؟ هل استباحة كل شيء فى الدولة تغيير؟ وفرض نزع سلاحها وانتهاك مستمر لأراضيها والتوسع فى الاحتلال والسيطرة على أراضيها وانتشار الأعلام والرايات على أراضيها وإقامة القواعد العسكرية فى مناطقها الحيوية والإستراتيجية من قبل الد أعدائها وفى منطقة أو جبل واحد إستراتيجى ثم إنشاء9 قواعد عسكرية بل ودخول القوات لمدنها وقراها لتنفيذ مهام والقبض على مواطنيها هل هو هذا التغيير المنشود الذى حلم به المغيبون أم أنهم مرتزقة خونة تحالفوا مع العدو لتنفيذ أحلامه وأهدافه، وأوهامه التى كانت ضمن قائمة المستحيل؟ هل تحول دولة التغيير إلى فريسة على مائدة اللئام، وكل منهم يحاول التهام الجزء الأكبر، ولا تستطيع قيادتها أو حكومتها مجرد المناقشة أو الرد وأن تقرر مصيرها بأيدى أعدائها.. هل هذا هو التغيير المنشود.
هل عندما يريد العدو التسلية يتجه إلى تنفيذ طلعات جوية تستبيح دولة «التغيير» تقتل من يراهم مناوئين لمشروعه، ومعهم الأبرياء والأطفال والنساء دون أدنى مقاومة تذكر، تغيير؟
هناك من تعرضوا للخديعة، وهناك أيضا من صنعوا هذه الخديعة فى خيانة مكتملة الأركان روجوا الشائعات والأكاذيب والتشويه والتشكيك وتزييف الوعى دون أن تلتفت هذه الدولة إلى خطورة ما يجري، دون أدنى مقاومة لمخطط الشر وتحريض الشعب وتزييف وعيه، ودفعه إلى التدمير، وهؤلاء هم الطابور الخامس والمرتزقة وأصحاب الأجندات والجماعات والميليشيات الإرهابية التى تاجرت فى الدين وخدعت الشباب لصالح المخططات الصهيونية دون أن يدرى هؤلاء الشباب المخدوعون أنهم يخدمون مؤامرة شيطانية، أدت فى النهاية إلى تدمير أوطانهم وإسقاطها، وتحويلها إلى مجرد اطلال وذكريات لم يكن على الاطلاق تغييرًا بل تدمير كامل ومتكامل قتل الماضى والحاضر والمستقبل، ولم يعد لحياة هذه الشعوب معنى بعد أن سقطت أوطانهم، وهم فى خيارات شتى جميعها مرة وقاسية، أما أسرى فى أيدى الاحتلال، أو تجار الدين، والقتلة، وميليشيات وجماعات الإرهاب، الذين استباحوا المحرمات، وسرقوا منهم الأمن والأمان والاستقرار، أو مجرد لاجئين فى دول شتي، فى مخيمات ومعسكرات مثل الحظائر أو من لقوا مصيرهم وحتفهم، قتلا أو غرقًا فى سعيهم للهروب من جحيم أوطانهم بعد سقوطها من هنا فسقوط الأوطان يعنى الفناء حتى لو بقيت الاجساد، فلا معنى لحياة بدون وطن قوى متماسك واع فى حالة استقرار يملك تحقيق مطالب شعبه، وتلبية احتياجاته، وتوفير الأمن والأمان له، قادر على الدفاع عن مقدساته فالأوطان التى تسقط يصعب أن لم يكن يستحيل عودتها من جديد، فقد سرقت وذهبت بلا عودة استباحوا فيها كل شيء، وباتت الأحلام مجرد أحبار على أوراق الذكريات، فالشعوب المغيبة رقصت على جثة أوطانهم وتسببت فى قتل وتشريد الملايين، ويتحول الوطن إلى مجرد أرض خالية من أى ملامح للقوة يمعن أعداءها فيها سرقة كل نفيس، غاز، بترول، مياه، ثروات، قدرات، معادن نفيسة، حتى الأحلام سرقوها لم يعد هناك أمل فى مستقبل، أو حياة أفضل أو تقدم وتطور، ولا أقول تخلف عن ركب التقدم والعصر لأنه لم تعد هناك دولة.
إذا الشعوب لم تع الدرس، وتتعلم من كوارثها وأخطائها فإن ذلك يعنى الفناء، وهل هناك شعوب أو أوطان يمكن أن نحلم بها ومعها فلا فضل بعد سقوطها، لكن المهم والأهم أن تتعلم الشعوب الأخرى التى مازالت فى مرمى المؤامرة والمخططات الشيطانية التى لا ترحم، فى ظاهرها الديمقراطية والرخاء والازدهار والحرية، وباطنها الفناء وانعدام الكرامة والأمل والفوضى والإرهاب، ومجرد أرض بلا دولة يستباح فيها كل شيء.
جميع الدول التى اشتعلت فيها الفوضى بفعل فاعل وتخطيط شيطاني، وبأيادى شعبها، سقطت وذهبت إلى المجهول، وانزلقت إلى بئر عميقة باستثناء مصر التى نجت من براثن أخطر مؤامرة شيطانية فى 2011 بفضل شرفاء هذا الوطن وجيشها العظيم ثم تحولت إلى قوة إقليمية هى الأقوى فى المنطقة وذات ثقل إقليمى ودولى وقدرة فائقة على الردع، وقدرات وفرص عظيمة وشعب على قلب رجل واحد، بقيادة قائد وطنى شريف وحكيم لتكون المحصلة اصطفافًا وطنيًا وقوة ردع هائلة وفائقة، تستطيع أن تجابه أى تحد أو تهديد، والتعامل مع أسوأ السيناريوهات وتبقى آمنة مطمئنة واثقة بفضل رؤية عظيمة سابقت الزمن على مدار 12 عامًا لبناء الدولة الحديثة القوية القادرة، المسالمة لا المستسلمة.
الدول التى سقطت أصبحت مرتعًا للفوضى والإرهاب والاستباحة لا أمن فيها ولا أمان، ولا بناء ولا رخاء وأصبحت هذه الشعوب تلعن نفسها على ما اقترفته أياديها فى حق أوطانها، وبعد أن سلمتها إلى ألد أعدائها.. وهناك دولة غنية متعددة الثروات والموارد والقدرات، لكنها لم تعد فى يد أبنائها ذهبت إلى من أسقط ودمر وخرب وغرر بهذه الشعوب المكلومة.
وإذا الدولة سقطت، فلا تحدثنى عن أمل أو حلم، أو كرامة، أو سيادة، و لا أدرى لماذا تتمسك بعد الشعوب التى سقطت دولها ووقعت تحت براثن الشيطان بالزعم أن أوطانهم ينتظرها مستقبل أفضل، رغم ما تراه يوميًا من فوضى وإرهاب وقتل، واستباحة، واحتلال وتوسع، واطماع تتحقق وأوهام تنفذ على أرض الواقع.
أسباب سقوط الدول باتت معروفة للقاصى والدانى لذلك لابد أن تتحصن الدول ببناء الوعى والفهم، والتواصل، والشفافية والمصارحة والتشاركية مع الشعب فى تحمل المسئولية الوطنية والبناء وتلبية احتياجات الشعوب، وتحسين جودة الحياة، وتوفير الحياة الكريمة، وأن تقوم مؤسسات بناء الوعى بدورها وترسيخ المساواة والعدل وسيادة القانون دون تفريط.

تحيا مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.