المستشار عبدالعزيز مكي يكتب :   الكل مسئول سيحاسب .. وعلى الله قصد السبيل

المستشار عبد العزيز مكي

بهدوء تام ، وكل الإحترام للكل دون تمييز ، فالكل عزيز مُقدَر معروفاًَ  .. ولا أحد يعدم لأجل الخير أن يعم معروفا
وكل ما أود توضيحه بداءة  .. ماذا لو شخص ما مسئول رسمي أو شعبي كان أو ماثل الآن أو قادم مُنتظَر ..
وجد في نفسه الكفاية لينهض بدور ما أو ليؤدي رسالة أو يتحمل طواعية منه بأمانة هامة تجاه الوطن والعامة ..  ثم تجاه نفسه في محفل آماله وطموحه غير الممنوع ولا بأس في هذا .. فلماذا تستبيحه …  قلة من الناس .. لتؤذيه وكأنه قد تم القبض عليه في كمين الحرافيش إياه ..  وقد مكث كالأسير رهن التفتيش لقلبه ونواياه في السابق وفي القادم قبل الأوان  .. وكأنه في محنة عسيرة كمجرم آثم مشرف على الغرق …
فلا تلبث أن تشتمه ببذاءة ألسنة حداد وتهاجمه وتحاكمه في المعترك الرهيب فتظلمه وكأنه في مَذلَة وحداد  قد إقترف ذِلَة  .. وسهام النقد العوراء الرعناء تأتيه من كل إتجاه  .. ناهيك عن الإستفتاء الهام المشتَرك على غير ميعاد وعلامات الإستفهام وإقحام  معتوق الأراء  …..
كل ذلك دون تريث ولا بصيرة ولا مراعاة لأبسط القواعد المرعية في العقلية النقدية البناءة دون أي إساءة أو خرق للمقاييس الموضوعية والنواميس الأخلاقية والإجتماعية وأحيانا بإنتهاك خصوصية الشرف وطيب السيرة وحسن الخصال بالتشويه والتشويش  ..
والأهل الجدير للنقد والتوجيه نحو الأفضل المؤهل لذلك وفقط .. قليل في العدد وفير العلم والأدب والمدد في الجانب الآخر قد آثر الصمت والنأي بالنفس من كثرة الضجيج وعثرة الرأي والصخب .. والسكوت أنفع وأفضل ..
فالحكم على الرجل بغير علم  .. لا أراكم الله .. عدو شرير يأتي على الأخضر واليابس والصالح المشروع والمصالح …..  ولماذا كل هذا  ..؟
لأنه قد أنفق الكثير في الإيافة .. وفي الضيافة .. وفي الإعلان عبر مواقع التواصل وفي الإعلام والصحافة  .. وأخفق في قضاء أهم المصالح ..  وفي حل أضخم المشكلات العضال وكذا لم يوفق في فك طلاسم النظافة .. !!
والسؤال من واقع الحال لا يزال يترد ؟
هل سأل أحد نفسه بكل الصراحة عما إذا قد أسهم بالقدر المعقول في حل مشكلة ما .. الكل يعانيها ويعلمها ..
أم كان من حيث يعلم أو من حيث لا يدري أحد الأسباب في تفاقمها .. وأسوق لذلك مشكلة النظافة على سبيل المثال لا الحصر  ..  فهل أنا ممن يستصحب في يده كيس القمامة لألقيه كيف ألقيه في أي مكان والسلام ..
غير مبال بنظام أو ركام أو أكوام تستعصي وتزيد .. وهل شاهدت يوما ضمن من شاهد وبكل أسف .. أكياس القمامة وهي يُلقىَ بها من شرفات الأدوار العليا لبعض المنازل لنهر الطريق مباشرة بكل العنف كقنبلة مرعبة تفوح منها روائح الجود والكرم   ..
المهم شحن الرصيد لتفنيد لحن الكلام والمقال .. والعد والعديد للناس والتشريح بفن دون تعب والكلام السائل سهل والترديد والتنديد والنائح والمُلقِن رجما بالغيب بغير دليل والتكرار مرار … والملعب فسيح هائل لكل من هب ودب  .. والعبرة الأهم في كل الأحوال والصدق بما كان السلوك والفعل المطروح المصوب صوب الغير يحمل شيئا من الخير أو حتى ينسجم مع قول القائل  بكل واقعية بالطريقة البسيطة ..
أم هي ربما تكون من قبيل الإزدواجية المقيتة .. كقول من قال  .. أَتنهىَ عن فعل وتأتي مثله عار عليك إن فعلت
عظيم  ..
والقناعة في أن من يعطي فردا عبدا لله أكثر من قدرته وحجمه وفق قوانين البشر  .. فحتما ويقينا بأنه غدا سيحمله فوق طاقته  ..  فهل سيستطيع كائنا من كان بمفرده حل المشكلات التى تسعى الدول بمؤسساتها جاهدة لحلها بجهد جهيد وأموال طائلة وبخطط على مدار السنوات الطوال  ..

والسؤال من واقع الطلب الخاص لبعض الأشخاص والوسيط ممن يجيدون حمل ملفات الطلبات الخاصة .. !!
فهل كان في الإمكان تحقيقه بالطرق المشروعة .. والشرط المتطلب المطلوب في تقدير الطالب المتقدم للتعيين في مسابقة ما  .. مرتبة إمتياز أو جيد جدا  .. والطالب محل العتاب والإستجواب المهول وربما الهجوم والعداء الجماعي من ذويه للرجل الساعي   ..  تقديره مقبول ..  فهل هذا حكم عدول مقبول معقول  ؟!
وهل صاحب الطلب الواعي .. أي طلب ..  قد تحقق ودقق في مدى مشروعية  الطلب وإمكانية تنفيذه من عدمه قبل تقديمه وتجرع الندامة وفضح الملامة على الملأ  ..
أم أن الرجل الخارق للعادة فائق القدرات الذي سينجز الطلب سيصنع المعجزات ويحقق المستحيل وفق تصور البعض  وهذا الخطأ المحض .. والخطأ الكبير والأكبر جسامة أن يكون الرجل القادم هوَ من هيأ للناس
من قبل الصفة أنه قدير ويعاهد الناس أنه سيفعل لكل منا ما يريد ويبدع دون حدود ويخضع لكل الأوامر  .. ولا ضير إن يستطيع بالسعي بكامل الوعي في ضوء الممكن والمتاح طبقا لما تسمح به القوانين والقواعد .. وإلا سيكون هو من نقض المبدأ منذ البدء .. فليحمل أوزاره وليأكل أعذاره ويرحل .. خارج البث
فلا تلبث الأمور أن تتحول وما أسرع الأيام  .. من قمة المدح والدعاية  الإيجابية للرجل والعصبية الحادة إلى قاع القدح والمقت لذات الرجل والدعاية المضادة  .. وليس هذا عنا ببعيد في كل وقت   ..
فضعوا الأمور في نصابها الطبيعي من أول الطريق  لآخره بالواقعية والصدق والمكاشفة وبعدم التشكيك في أي أحد وبدون أية مبالغة في الصعود ولا في النزول واحتفظوا بجسور المودة والثقة المتبادلة على الدوام باقية لا تزول ..
فرفقا بالرجل وأهله  .. وكذا رفقا بالناس فلا وعود إلا في حدود ما تستطيع فعله والدليل  .. وعلى الله قصد السبيل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.