الفنان ناصر النوبي يكتب : وادي الملوك بين الإهمال والحاجة إلى حلول واقعية

الفنان ناصر النوبي

يستقبل وادي الملوك بالأقصر ملايين السائحين سنويًا، وهو أحد أعظم كنوز مصر الأثرية التي لا تقدر بثمن. لكن استمرار إغلاق الاستراحة داخل الموقع، مع غياب البدائل المناسبة، يضع علامات استفهام كبيرة حول إدارة الخدمات المقدمة للزوار.

المياه وتأثيرها على المقابر

عقب حادث الحريق الذي اندلع في الاستراحة منذ فترة، استخدمت قوات الإطفاء كميات كبيرة من المياه لإخماد النيران ومازال التساؤل قائمًا:

هل تسربت تلك المياه إلى المقابر بالفعل؟

وإن لم يكن، فأين ذهبت تلك الكميات الضخمة؟

هذه الأسئلة المشروعة يجب أن تجد إجابة واضحة من الجهات المختصة، لأنها تمس سلامة المقابر الملكية التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من التراث الإنساني كله.

الاستراحة: رؤية جديدة وليست كافيتريا

كمرشد سياحي أؤكد أن وادي الملوك لم يعرف يومًا وجود كافيتريا وسط المقابر منذ ١٩٩٨ .. ما يحتاجه الزوار هو استراحة بسيطة بعيدًا عن أي مصادر للخطر، وليست منشأة تجارية قد تعرض الأثر للخطر.

الحل الأمثل هو: إنشاء برجولات خشبية أو مظلات تقي الزوار من حرارة الشمس ، والاعتماد على التهوية الطبيعية بدلًا من التوصيلات الكهربائية المعقدة.

نقل أي خدمات بيع أو تقديم مشروبات إلى أماكن آمنة مثل بوابة الحراس والأمانات، بعيدًا عن قلب المنطقة الأثرية.

الحفاظ على الكنز لا تدميره

وادي الملوك ليس مجرد مزار سياحي عادي، بل هو كنز مصر وكنز الأجيال القادمة. لذلك لا يجوز أن نغامر به أو نعرضه لمخاطر الحريق أو تسرب المياه أو أي تدخل غير مدروس.

المطلوب رؤية متوازنة تضمن راحة الزائر، وتحافظ في الوقت ذاته على الموقع الأثري في أبهى صورة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.