ماذا يحدث إذا سقطت الدولة أى دولة أعنى الدولة الوطنية ومؤسساتها وما هى تداعيات ومظاهر ذلك، ومن ذا الذى يستطيع إسقاط الدولة الحقيقية إن هذا الموضوع ظهر جليا خلال الأربعة عقود الأخيرة فى العراق وأفغانستان وحتى تداعيات «الربيع العبري» الذى انطلق فى 2011،
وقبل أن نتناول ماذا يحدث إذا سقطت الدولة، السؤال المهم الذى هو مفتاح البداية والحديث مَنْ المسئول عن إسقاط الدولة،
والإجابة ليست فى عدد أو قوة عسكرية كبرى أو خسارة معركة عسكرية، فالشعب هو المسئول عن سقوط الدولة، أو الحفاظ عليها لكننا نتحدث عن السقوط فإذا نجح الأعداء أو قوى الشر فى السيطرة واحتلال عقول شعب معين، من خلال تزييف وعيه، وفصله عن الواقع وإخضاعه وتحريضه، وتشكيكه فى كل شيء وخلق فجوة بينه وبين الدولة ومؤسساتها وتمكن الإحباط منه، ليصبح لقمة سائغة وأداة طيعة للتدمير والهدم فالمبالغة، فى نشر الإحباط والسلبيات وترويج الأكاذيب والشائعات والتشويه وهز الثقة بين الدولة وشعبها.. يعد كارثة حقيقية لضرب الاصطفاف الوطنى وتلاحم الشعب الذى يعد صمام الأمان والحصن والخط الأول فى الدفاع عن الدولة.
لا شك أن هذه الأساليب وهذا النوع من الحروب الجديدة يعتمد على هدم الدولة من الداخل، وهزيمة شعبها وكسر إرادته ودفعه إلى تدمير وطنه، لذلك فإن قضية بناء الوعى الحقيقي، والمصارحة والشفافية واطلاع المواطنين على كل ما يدور من تحديات وأزمات وصعوبات وتهديدات مخططات وأيضاً النجاحات هو التحصين الحقيقى ضد حروب قوى الشر للسيطرة وامتلاك عقول الشعوب ودفعها إلى إسقاط دولها.
الرئيس عبدالفتاح السيسى يحرص دائماً على التأكيد على أهمية بناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح والتواصل المستمر مع المصريين والحديث معهم بأعلى درجات الصراحة والمصارحة والمصداقية والشفافية فى كل القضايا وهو بحق أول رئيس يرسخ مبدأ التشاركية فى بناء الوطن والحفاظ عليه بين القيادة والحكومة والشعب،
كما أنه لو أجرينا تحليل مضمون على أحاديث وكلمات الرئيس السيسى نجد فيها تعويلا ورهانا على الشعب المصري، وهناك مفردات يستخدمها الرئيس بشكل متكرر مثل لو طلبت من المصريين يعطونى تفويضا أو النزول فى الكثير من القضايا ذات الأبعاد الوجودية والاستراتيجية بالإضافة إلى حديثه المباشر للمصريين، بقوله أى تهديد خارجى نحن قادرون عليه، لكن المهم نكون كده مشيراً بقبضته فى إشارة إلى الاتحاد وأن نكون على قلب رجل واحد ومفيش أى قوة تقدر تهزم شعبا واعيا وفاهما وصلبا.
موضوع مقالى يدور ماذا يحدث إذا الدولة ضعفت أو سقطت، وساقنى إلى هذا الموضوع، عندما كنت أبحث فى بعض الدفاتر التى كنت أسجل فيها كلمات الرئيس السيسى على مدار 7 سنوات وجدت نصاً يقول على لسان الرئيس السيسى الدولة لما تضعف تزيد الأطماع فيها، يسلب منها الغاز والبترول والأرض، والدولة بتضعف بتفكك شعبها وليس بقواتها المسلحة، القوات المسلحة سندها الشعب وبطبيعة الحال قبل الشعب ربنا لكن إحنا بنتكلم عن الأسباب اللى ربنا قال لنا خلوا بالكم منها «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا» ممكن تسمعوا كلام كتير هنأخذ منكم وهنعمل فيكم.. طول ما أنتم على قلب رجل واحد كده لا تقلقوا.. تقلقوا لما تلاقوا نفسكم بتتخانقوا مع بعض الحقيقة كلمات الرئيس السيسى رغم مرور سنوات عليها إلا أنها تشخص ما جرى على مدار العقود الأخيرة وما جرى فى الوقت الراهن، لذلك فإن قول الرئيس إن الشعب هو من يحمى الوطن لم يأت من فراغ بل هو الحقيقة والواقع بعينه.
وإذا ما استعرضنا أحوال البلاد والعباد فى أى دولة سقطت ومعها مؤسساتها خاصة جيشها الوطنى ترى أهوالاً مثل يوم القيامة، لا رحمة، ولا حياة، ولا أمن ولا استقرار ولا أمان، ولا طعم لأى شيء فالوطن القوى المتماسك الصلب هو أغلى النعم بل هو الحياة والوجود لذلك إذا الدولة سقطت، هنا تتجلى الاستباحة بمعناها الشامل، استباحة الأرض والعرض وقتل أى أمل فى العودة، الفوضى والإرهاب والميليشيات والجماعات الإرهابية، وكأنك تعيش فى الغابة القوى يأكل الضعيف بلا رحمة، كل شيء مباح، وكل شيء وارد الحدوث، تتحول الدولة التى سقطت إلى ميدان للصراعات والاقتتال والحروب الأهلية، والسرقات، تتمنى أن تغادرها فى أسرع وقت، تتمنى الصحراء مكانأ أفضل تعيش فيه لا خروجات، لا أمل، لا مستقبل
هذا على الصعيد الداخلى حيث تعود ما كانت دولة إلى غياهب المجهول، وتتخلف عن ركب العالم المتقدم، تدفع إلى
مستنقع التخلف والسؤال، إذا ما الدولة سقطت هل سيقف أعداؤها يتفرجون، يتأملون، يكتفون بالشماتة
والمشاهدة، بطبيعة الحال على الإطلاق بل يأتى الدور الأخطر، ضرب وتدمير وتقويض كل مقومات ومقدرات الدولة
الوجودية والاستراتيجية.. تدمير كامل للجيش الوطنى وكافة أسلحته ومنظوماته البرية والبحرية وألوية ومخازنه
ومقاتلاته ونظم الدفاع الجوي، حتى يتحول إلى مجرد أطلال وذكريات بلا أنياب
هل يتوقف الأمر عند ذلك ؟ لا وألف لا، يجمع الذئاب ويضعون فريستهم على الطاولة، كل منهم يحصل على نصيبه
وجزء من الكعكة، ترى الاحتلال يتوسع، على مساحات إضافية من الأرض فى العمق، ويقيمون أكثر من عشر قواعد
عسكرية ويسيطرون على الجبال والمناطق الإستراتيجية فمن يوقفهم باتت ودانت السيطرة والاستباحة لهم،
والسؤال هل يتوقفون بعد ذلك، لا بدأت المستوطنات بوضع حجر أساسها، وللأسف الشديد الشعب مازال فى
الغيبوبة..
فبعد أن تسبب فى ضياع وإسقاط دولته وتسليمها للذئاب، يقف الآن عاجزاً عن فعل أى شيء، مخدوعاً موهوماً لا
يريد أن يصارح نفسه فإن القادم أسوأ، وأن وطنه بات من الماضى مجرد ذكريات وأطلال، وأراض يتقاسمها الأشرار
والذئاب، العجيب أن هؤلاء المخدوعين والموهومين أو حتى المأجورين يزايدون على مصر العظيمة الشريفة التى تقف
وحيدة أمام قوى الشر والمخطط قوية صلبة تستعرض سيادتها على كامل أراضيها، لا تجرؤ أى قوة على الاقتراب من
حب رمل واحدة، تدعم وتسند أصحاب الحقوق المشروعة وترفض أن تشارك فى الظلم الدول التى تسقط.. لن تقوم
لها قائمة ولكن هل عرفتم ماذا يحدث إذا سقطت الدول؟
ومن المسئول عن إسقاطها، وهل أدركتم لماذا تدار حملات الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك على مدار
الساعة لا تتوقف وماذا عن أهدافها، وكيف تخطط للاحتلال والسيطرة على عقول الناس لدفعهم وتحريضهم إلى تدمير
وإسقاط دولتهم لصالح قوى الشر هل أدركتم دور الإخوان الحقير، وما يماسونه من خيانة وعمالة، هل أدركتم عظمة
الشعب المصرى ووعيه، وقيادته الوطنية الشريفة الاستثنائية التى أنقذت وبنت وحفظت لمصر كامل أرضها وأمنها