الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : نتنياهو.. التوقف أو الانتحار
هل اقتربت الحرب؟ (1-2 )

سؤال مهم يتداوله الناس فى هذه الفترة شديدة الدقة والتعقيد هل نحن على مشارف الحرب؟
هل أصبحت قريبة، فى ظل الغطرسة الإسرائيلية، وحكومة المتطرفين التى يقودها بنيامين نتنياهو مجرم الحرب ومعه رفاقه فى التطرف والإجرام وزير المالية يسلئيل سموتريش ووزير الأمن إيتمار بن غفير والإصرار على مزيد من سكب الزيت على النار، والاتجاه نحو مزيد من التعقيد بل والمجاهرة برغبة مريضة فى منع الغذاء وحصار سكان قطاع غزة ليموتوا من الجوع بعد ما يقرب من عامين على حرب إبادة ضد الشعب الفلسطينى وتدمير الأخضر واليابس والبشر والحجر حتى أن ملامح غزة اختفت وباتت مجرد إطلال وأنقاض وسقوط أكثر من 62 ألف شهيد وأكثر من 160 ألف مصاب وآلاف المفقودين إجرام غير مسبوق يستهدف الأطفال والنساء قتلاً وتجويعاً وهل بالفعل نتنياهو جاد فى احتلال غزة أم أنها مجرد ضغوط لتحقيق المزيد من المكاسب والخروج باتفاق يلبى أوهام حكومة المتطرفين، وهل هو قادر على المضى قدماً نحو المساس بالخطوط الحمراء أم أنه يساق إلى الانتحار والسقوط الذريع، وهل يتحمل ضغوط الداخل سواء أهالى الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية أو المعارضة التى تكيل الاتهامات لنتنياهو وأنه يقود إسرائيل نحو كارثة، وهل الاختلاف والفجوة بين المستويين العسكرى والسياسى تؤدى إلى إيقاف جنون نتنياهو فجيش الاحتلال ومن خلال رئيس الأركان الإسرائيلى يرفض احتلال غزة وأنه سيعرض قواته لعمليات استنزافه كما أن الاقتراب من الجنوب حيث الحدود المصرية تمثل مغامرة ومخاطرة فى ظل قوة وقدرة وجاهزية للجيش المصرى العظيم الذى لن يتهاون أمام محاولات بائسة لكسر الخطوط الحمراء أو المساس بالأمن القومى المصرى.. وسيكون ذلك بمثابة انتحار لجيش الاحتلال الإسرائيلى.
رئيس الأركان الإسرائيلى طالب نتياهو بالذهاب إلى قبول وتوقيع اتفاق وقف الحرب وتبادل الأسرى والخروج من غزة وهو المقترح الذى قدمته مصر بعد موافقة حركة حماس فى الأيام الماضية، وهو نفسه مقترح ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكى مع بعض التعديلات، والغريب أن نتنياهو وافق عليه من قبل ثم عاد ليرفضه مؤخرا بعد موافقة حماس وهذا يؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلى المتطرف يرفض السلام والتوقف عن حرب الإبادة ويصر على التصعيد ويغامر بأمن واستقرار الشرق الأوسط ويأخذ المنطقة إلى حرب شاملة فى حالة شاذة من الجنون، سوف تؤثر على العالم.
رئيس الأركان الإسرائيلى وقادة جيش الاحتلال، لديهم قناعة كاملة بأن الجيش الإسرائيلى الذى يحارب على مدى قرابة العامين على جبهات ست غير قادر على تنفيذ احتلال غزة ويعتبرها مغامرة فى ظل حالة الانهاك والاستنزاف التى تعرض لها على مدار 23 شهراً، وفقد فيها الكثير من المعدات والآليات، وبات هناك نقص كبير فى الدبابات والمدرعات والمعدات ونقص فى الضباط والجنود والقوات فى كل رفض الآلاف للمشاركة فى الحرب أو الاستجابة لاستدعاء قوات الاحتياط وهناك حالة معنوية شديدة السوء لدى القوات الإسرائيلية ويعتبرون أن الاصرار على الحرب يعنى هلاكهم فى ظل ما تعرضوا له من عمليات شرسة من المقاومة وسقوط مئات القتلى، إذن نحن أمام جيش منهك ومستنزف ولا توجد لديه دوافع للقتال مصاب بحالة من الخوف والذعر ويعانى من حالات نفسية معقدة خاصة وأن هناك العشرات من الجنود أصيبوا بالإحباط واختاروا الانتحار أو الهروب من الخدمة فى ظل ما يشاهدونه من قتلاهم وهناك الآلاف من المصابين الذين فقدوا أجزاء من جسدهم وأصبحوا من المعوقين ويدركون أن القادم لهم أكثر صعوبة هذا ينطبق على القتال مع المقاومة الفلسطينية فما بالنا فى حال نشوب أو اندلاع الحرب مع جيش شديد الجاهزية والقوة والقدرة والاستعداد والردع يمتلك ترسانة من الأسلحة الحديثة والأكثر تطوراً فى كافة التخصصات والأفرع الرئيسية.
الوضع فى جيش الاحتلال حسب التقارير والتصريحات ومواقف رئيس الأركان، وقادة المناطق يشير إلى صعوبات وعدم قدرة على تنفيذ أوهام نتنياهو، وحسب تقديراتهم فإن هناك عدم جاهزية لتنفيذ احتلال غزة، أو الصدام مع قوة عسكرية كبرى فالضباط والجنود ليس لديهم رغبة فى مواصلة القتال وفى أسوأ حالاتهم المعنوية والنفسية وجزء كبير من أسباب ذلك أن العقيدة العسكرية لدى جيش الاحتلال لا ترتكز على التضحية أو الشجاعة بل حب الحياة وعدم الانتماء فالتواجد فى جيش الاحتلال أو الخدمة فيه لفئات كبيرة مجرد وظيفة ومصلحة، لكن السؤال على أى شىء يراهن نتنياهو وباقى رفاقه من المتطرفين، هل مجرد غارات وضربات جوية فى دول لا تملك منظومات دفاع جوى، ولا تفرض سيادتها الجوية هو مقياس قد يتوهم نتنياهو بأنه قادر على الصدام مع قوى وجيوش كبرى هى الأقوى فى الشرق الأوسط، أم أنه يراهن على استدعاء الولايات المتحدة وجيشها، فى ظل الدعم اللا محدود والتأييد المطلق من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للمخطط الصهيونى، والإجرام الإسرائيلى، وحرب الإبادة والتجويع التى تشنها حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى اعتقد أن الولايات المتحدة خاصة البنتاجون لا يفكر بهذه الطريقة والقرار تحسمه الدولة العميقة ومؤسساتها فى الولايات المتحدة لأنه قرار الرئيس الأمريكى فى النهاية يرتكز على تقارير وحسابات وتقديرات خاصة وإذا كانت إسرائيل هى البؤرة الصديدية أو القاعدة العسكرية التى زرعتها أمريكا والدول الغربية لخلق وصناعة الأزمات والتوترات فى المنطقة لضمان المصالح والهيمنة فإنها فى ذات الوقت لن تغامر بعلاقاتها ومصالحها مع قوة إقليمية كبرى وعظمى هى مصر، كما أن مصر فى الحسابات الأمريكية والتقارير المهمة، ليست كمثلها من الدول فهى دولة شديدة القوة والقدرة ولديها أسلحة ردع تستطيع أن تجابهه وتلحق الضرر البالغ بالقوى الكبرى، ولديها استعدادات وجاهزية لأسوأ السيناريوهات والحروب مع الجيوش الكبرى، بل إن استفزاز مصر والمساس بأمنها القومى وخطوطها الحمراء فيه خطر داهم على إسرائيل نفسها، وبحسابات نصر أكتوبر الذى سحق جيش الاحتلال باتت قوة الجيش المصرى تزيد عشرات الأضعاف والمرات، وإذا قدر يعملها مرة فهو قادر يعملها كل مرة.. وللحديث بقية.
تحيا مصر