الغردقة : مصطفى ياسين
انطلقت بمدينة الغردقة، مساء أمس الأربعاء، فعاليات المنتدى العربي للشباب والبيئة الساحلية الثالث عشر، الذي
ينظمه الاتحاد العربي للشباب والبيئة، تحت شعار “شواطئنا حياتنا.. والبلاستيك خطرها”، قدمته حنين زغرب، سفيرة
فلسطين للتراث والفلكلور، بمشاركة واسعة من الوفود العربية وممثلي المنظمات البيئية والخبراء والبرلمانيين،
ويحمل المنتدى هذا العام اسم العالم الجليل الرائد البيئي د. مصطفى فوده، تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في مجال
حماية البيئة والمحميات الطبيعية.
وأجمع المشاركون في المنتدى أن المخلفات البلاستيكية ما هى إلا قنابل موقوتة تهدد الثروة البحرية بالفناء، فضلاً
عن تهديدها للحياة البشرية بالمخاطر الصحية.
حملات توعية
وأعربت ماجدة حنا بباوى، نائبة محافظ البحر الأحمر، اللواء عمرو حنفى، عن اعتزازها باستضافة المحافظة لهذا الحدث العربي المهم، مؤكدة أن البحر الأحمر يمثل ثروة طبيعية وسياحية فريدة تستحق الحماية. موضحة أن المحافظة اتخذت خطوات عملية مبكرة لمواجهة التلوث البلاستيكي، من بينها قرار حظر استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، إلى جانب تنظيم حملات توعية واسعة ومبادرات مجتمعية لتشجيع البدائل الآمنة.
وشددت على أن حماية الشعاب المرجانية والبيئة البحرية تتطلب تضافر جهود الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مؤكدة أن هذه الجهود تمثل نموذجًا للتكامل في العمل البيئي.
أضافت: خطورة التلوث البلاستيكي مهم جداً وطالما أنه مطروح دائما فاستمراره يعنى أن القضية مازالت موجودة، معلنة زيادة نسبة عدد السياح إلى ٥ ونصف مليون سائح العام الماضي، ٩٧ بالمائة إشغالات الغرف السياحية، ثراء طبيعي فريد يواجه التلوث البلاستيكي الأخطر، وتهديد للبيئة البحرية، ويدمر الشعاب المرجانية وصحة الإنسان.
وفي سبيل ذلك أصدرت المحافظة عام ٢٠٢٣ قراراً بحظر بيع واستخدام البلاستيك الأحادي، وتنظيم حملات توعوية للحد من استخدام البلاستيك، واستخدام التكنولوجيا البديلة وتعزيز المسئولية المشتركة لحماية البحر الأحمر من التلوث.
وصفت المنتدى بأنه رسالة من الحكومة والشعب والمجتمع المدني بصرورة المشاركة الفعالة لحماية البيئة من البلاستيك وما يتماشى مع الحماية البيئية والتنمية المستدامة.
محطة مهمة
أكد د. سيد خليفة، نقيب الزراعيين ورئيس الاتحاد العربي للشباب والبيئة، أن المنتدى يمثل محطة مهمة لمناقشة واحدة من أخطر القضايا البيئية، وهي التلوث البلاستيكي الذي بات يشكل تهديدًا مباشرًا للبحار والكائنات البحرية وصحة الإنسان، مشيراً إلى أن تضاعف إنتاج البلاستيك عالمياً أدى إلى تراكم النفايات في البحار والمحيطات، ما انعكس سلبًا على الشعاب المرجانية والطيور والسلاحف والأسماك.
وشدد د. خليفة، على أن تقليل الاعتماد على البلاستيك أحادي الاستخدام يمثل نقطة البداية لمواجهة الأزمة، داعياً إلى الاستثمار في بدائل صديقة للبيئة ودعم مبادرات الشباب العربي في هذا المجال، معبرًا عن اعتزازه بتخليد اسم د. مصطفى فوده عبر إطلاق اسمه على هذه الدورة.
وطالب د. خليفة، بأن تبدأ الحكومة والمؤسسات العامة في الحد من استخدام أكياس البلاستيك لتكون قدوة لأفراد المجتمع، مشيداً بموقف مصر الثابت والراسخ في دعم القضية الفلسطينية تاريخيا وإنسانيا.
فرصة قيمة
وأشار فيصل غسان، وزير مفوض الشباب بجامعة الدول العربية، إلى أن المنتدى فرصة قيمة للشباب العربي لحماية البيئة وتحقيق الاستدامة البيئية والتنموية، واعتباره كمنصة حيوية لتبادل الخبرات بين الشباب والخبراء، فالشباب هم حملة وحراس المستقبل بحماية البيئة، وصولا إلى الاستدامة التنموية، محذرا من أن الاستخدام المفرط للبلاستيك أخطر التحديات المدمرة للبيئة، ودور الشباب يجب أن يركز على التوعية العامة وتسخير وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة للتوعية بحماية البيئة.
لمسة وفاء
وأكدت د. جيهان البيومى، عضو النواب، حرصها على التواجد والمشاركة الفاعلة والإيجابية للأنشطة الشبابية، مشيدة باللقاء باعتباره لمسة وفاء شبابية للرواد مثل د. مصطفى فوده، ودوره في العمل البيئي والحفاظ على المحميات الطبيعية.
وأكدت أن القضية البيئية أصبحت قضية تشريعية تتطلب قوانين رادعة وعقوبات مشددة على مصادر التلوث. ودعت إلى الاستفادة من الخبرات العربية لوضع رؤية موحدة، مؤكدة أن الشباب العربي هو الأمل الحقيقي للتغيير.
التكاتف والتعاون
وقال فراج عبدالمقصود، وكيل وزارة الشباب والرياضة بالبحر الأحمر، استضافت المدينة الشبابية الضيوف تنفيذًا
لتوجيهات د. أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، مطالبا بالتركيز على تمكين الشباب من خلال نشر الوعي
بالقضايا الحيوية وحماية البيئة.
ودعا فراج، إلى الاهتمام بكل القضايا التى تشكل الوعى الشبابى والبيئي، محذرا من أن البلاستيك يغزو الصحراء
ويغطى الأشجار بل يقتلها، فالقضية كبيرة جداً وتحتاج التكاتف والتعاون المجتمعى.
ذكريات غالية
وقال د. مصطفى فوده، البحر الأحمر اول محافظة عملت كورسات عن البيئة أيام المحافظ سعيد ابو ريده، وأول مرة
حضرت هنا عام ٧٦ وعام ٨١ اول مؤتمر محطة ابحاث بحرية، محطة الأحياء، أول محطة عالمية متفردة لم يسبقها أى
دولة لدراسة البيئة البحرية، ١٩٢٨، عبر عقود نمت المحافظة بشكل كبير بعد أن كانت مجرد شارع واحد، حامد
جوهر، عملت معه منذ نصف قرن، الوصول إلى الغردقة كان يستغرق أسبوعاً كاملاً عبر السفينة عايدة من ميناء
السويس ، والعودة لا تكون إلا بعد ٦ أشهر، الشباب هم القادر على حماية البيئة لمستقبل أفضل للجميع. لافتاً إلى
أن الاستهلاك الشخصى ألف كيس سنويا، نأمل أن ينخفض إلى مائة كيس فقط. مؤكداً أن البيئة هي مستقبلنا،
بالحفاظ على البيئة مهما قل له تأثير.
تكريم الرواد
واختُتمت فعاليات اليوم الأول بتكريم المشاركين، وتكريم خاص للدكتور مصطفى فودة، الذي يحمل المنتدى اسمه.
ويستمر المنتدى حتى 24 أغسطس، ليشمل جلسات علمية وورش عمل ومبادرات شبابية تهدف إلى وضع توصيات
عملية للحد من التلوث البلاستيكي.