ناصر النوبي يكتب : قصة من مقام صبا.. لبطل من أبطال أكتوبر

الفنان ناصر النوبي

مقام صبا من أرقّ المقامات الموسيقية وأكثرها شجنًا، لكنه في الوقت نفسه قادر أن يحمل الفرح لمن يقرر أن ينتزعه من الحياة.

بطل القصة عميد مهندس طيران، شارك في حرب أكتوبر المجيدة، ويقترب الآن من الثمانين. عرفته منذ أسابيع قليلة فقط، وكأني أعرفه منذ العبور. جيلٌ مميز بالإيمان والثقافة والأدب، لم تفسده المناصب ولا أغرته الأموال، أب حنون وزّع نصيبه على أبنائه في حياته، ونموذج لإنسان ناجح بنى نفسه بنفسه.

لكن اليوم يواجه محنة قاسية. فقد استثمر في العقارات منذ ثلاث سنوات لتأمين أحفاده، فاشترى ثلاث وحدات بالتقسيط. فجأة انقلب السوق عام ٢٠٢٥، وأصبح عاجزًا عن البيع أو السداد. عقود المطورين “عقود إذعان”؛ إن تأخرت ثلاثة أشهر تُحال للقضاء، وإن فسخت تدفع ١٠٪ أو ١٥٪ من إجمالي ثمن الوحدة، لا من المبلغ المدفوع! ظلم فادح لا يقرّه شرع ولا عرف.

ليست قصته وحدها، بل مئات المتضررين الذين اكتشفوا بعد ثلاث سنوات أن الأرض ما زالت صحراء، بينما الشركات تجني الملايين بلا بناء حقيقي.

يسألني صديقي: “ماذا أفعل يا زعيم؟” فأجيبه: “أنا متضرر مثلك.. فلا زعامة مع هذه الإهانة”.

أيُعقل أن يُهان بطل عبر القناة وضحى بحياته للوطن؟ أيُعقل أن تُسلب ثروات الناس بعقود جائرة تحميها القوانين؟

نداء إلي الرئيس  أن يعلن الحرب على قوانين السوق العقاري الفاسد، لينقذ المحاربين القدامى والمصريين الشرفاء، وليحفظ كرامة الوطن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.