الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : « أوهام إسرائيل الكبرى».. المؤامرة على المكشوف
سقطت أقنعة خونة الداخل والخارج أفراد وجماعات وميليشيات إرهابية بقيادة الجماعة الإرهابية

مفعول المؤامرة والمخطط على مصر اكتمل تفاصيله وأهدافه باتت معروفة للجميع.. كل ما يجرى منذ يناير 2011 تستهدف مصر وتحديدا سيناء كل ما يدور حولنا من صراعات وسقوط دول واشتعال الحدود واضطرابات فى البر والبحر وإرهاب واقتتال أهلي، كل ذلك هدفه تطويق مصر وإشغالها \واستنزافها وابتزازها ومساومتها على قبول مخطط التهجير وقبول استقبال الفلسطينيين وتوطينهم فى سيناء كوطن بديل لتحقيق أوهام وخزعبلات الصهاينة، لكن كل ذلك فشل لم يتحقق لأن هناك شرفاء قائمين على أمر هذا الوطن وقائدا عظيما وطنيا شريفا جاءت به الأقدار فى هذا العصر لإنقاذ وانتشال مصر من براثن هذه المؤامرة وإجهاض مخطط التهجير وأوهام إسرائيل الكبرى وبناء مصر القوية القادرة الرادعة أدركت مبكرا واستبقت قوى الشر وهيأ لوطنه كل سبل ومقومات القوة والقدرة وتحصين وتأمين أمنها القومى وأراضيها وسيادتها.
لم تكن تصريحات مجرم الحرب الصهيونى بنيامين نتنياهو عن أوهام إسرائيل الكبرى واحتلال أجزاء من سوريا وفلسطين ولبنان ومصر والأردن إلا مجاهرة بالمؤامرة والمخطط، فهذه الأوهام قديمة تدركها وتعلمها الدولة المصرية مبدأ لكن من يقرأ دفتر أحوال الفترة من يناير 2011 وحتى أغسطس 2025 يدرك تماما أن كل ما جرى فى هذه كان وما زال الهدف منه مصر وسيناء لذلك نتوقف كثيرا عند الآتي:
أولاً: انفجار بالوعة مخطط الربيع العبرى فى يناير 2011 والذى انطلق من تونس ولابد أن نتوقف لماذا تونس وليبيا وسوريا واليمن ولم يطال أى دول أخري، الأمور تتكشف الآن بعد الإفصاح عن النوايا والأوهام، لاحظ أن الدول التى طالها الربيع العبرى شديدة الارتباط بمصر حدودياً أو إستراتيجياً أقصد الارتباط بأمنها القومى وتأخرت السودان بعض الشيء لكنها تواجه الآن تحديات وتهديدات خطيرة بصناعة اقتتال داخلى فى محاولة لإضعاف وتقسيم السودان فى إطار تطويق مصر وكبار المسئولون السودانيون يقولون ليس الهدف فيما يجرى فى السودان وليبيا وحتى فلسطين سوى مصر.. وتزامناً مع انشغال مصر بأحداث فوضى يناير 2011 بدأت اثيوبيا فى بناء السد الإثيوبى دون أى اعتبار لمصالح مصر وأمنها المائى ودون تشاور مع القاهرة ثم ممارسة التعنت والتهرب والمراوغة والتسويف ثم تظهر الحقيقة واضحة جلية أن محاولات ابتزاز مصر بمياه نهر النيل تأتى فى إطار حملة الضغوط عليها وبمعنى آخر مياه النيل مقابل سيناء لكن هذا لن يكون أبداً وواهم من يظن ذلك.
ثانياً: تولى نظام الإخوان العميل وكان تعاملهم مع إدارة الدولة المصرية أمر يدعو للسخرية والمأساة وتجلى الفشل الإخوانى فى تفاقم الأزمات والمشاكل والتنكيل بالمصريين والولاء لقوى خارجية تدير الجماعة الإرهابية وتحقق مطالبها وأوهامها ومخططاتها، لذلك انتفض المصريون وخرجوا بعشرات الملايين وعزلوا نظام الإخوان الفاشل والفاشي، لكن التنظيم الإرهابى واصل إجرامه خاصة فى سيناء الذى قاد محاولات توتيرها وإنقاذ الدولة المصرية السيطرة عليها من خلال عمليات إرهابية وإجرامية استهدفت أبطال الجيش والشرطة وأبناء مصر فى سيناء وهذا يكشف سر العلاقة بين الجماعة الإرهابية والكيان الصهيوني، لكن نجحت مصر فى القضاء على الإرهاب واستعادة الأمن والأمان والاستقرار فى سيناء وإطلاق أكبر ملحمة للتنمية فى أرض الفيروز والأبطال والشهداء.
ثالثاً: لاحظ الصورة بعد نجاة مصر من مخطط الفوضى فى يناير 2011 وهى الدولة الوحيدة التى لم تسقط، لكن هناك ليبيا فى الغرب تعيش أزمة سقوط الدولة الوطنية وفوضى وإرهاب وانقسام وحدود تصل إلى 1200 كيلو ثم السودان بعد ذلك على حدودنا الجنوبية ثم اليمن الذى يمثل أهمية كبيرة لمصالح مصر وأمنها القومى خاصة قناة السويس وظهور ميليشيات الحوثى وفى المشهد أيضاً السد الاثيوبى وفشل المفاوضات على مدار 12 عاما بسبب نوايا أديس أبابا ثم سوريا وسقوط النظام وتوسيع واحتلال إسرائيل لمزيد من الأراضى السورية ثم «طوفان الأقصي» الذى انفجر فجأة دون حسابات أو تقديرات أو أدنى تفكير فى العواقب ومصير الشعب الفلسطينى وسبل حمايته لتبدأ إسرائيل فى اليوم التالى 8 أكتوبر 2023 عدوانها على قطاع غزة بإجرام وإبادة وحصار وتجويع غير مسبوق أدى إلى سقوط مائتى ألف شهيد ومصاب وتدمير كامل للقطاع وبعد أيام قليلة من بدء العدوان الإسرائيلى تكشف مصر النوايا والمخطط المرسوم لتعلن بوضوح وحسم رفضها لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين أو المساس بالأمن القومى المصرى وهو اتضح بعد ذلك، من هنا أتساءل: ما علاقة «طوفان الأقصي» و»مخطط التهجير» وهل نحن أمام حاصل جمع يساوى طوفان التهجير ليس هذا فحسب بل على مدار أكثر من 22 شهرا لم تتوقف دولة الاحتلال عن الإبادة والقتل والتجويع والحصار ومحاولات دفع الفلسطينيين إلى الحدود المصرية مع إطلاق الإخوان وحماس حملات الأكاذيب والشائعات والتشويه ضد مصر وكأنها هى من تشن حرب الإبادة والتجويع على الفلسطينيين وليس سيدهم الكيان الصهيوني.
مع مجيء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فى ولايته الثانية يناير الماضى لم ينتظر كثيرا حتى يطلب من مصر والأردن استقبال الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية فى أراضيهما ولا أدرى ما علاقة العدوان الصهيو- أمريكى بمخطط التهجير، لكن الحقائق والواقع تكشف أن كل ما جرى منذ 7 أكتوبر 2023 الهدف منه هو تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن لتحقيق أوهام مجرم الحرب نتنياهو فى إقامة إسرائيل الكبرى والذى يعتبر نفسه فى مهمة تاريخية وروحية ويعنى خزعبلات توراتية وان ذلك يستلزم احتلال أراضى من سوريا ولبنان وفلسطين والأردن ومصر وفى بلادى العظيمة مصر هناك ردود تناسب أوهام وخزعبلات وتخاريف نتنياهو واضح أنه لم يكن فى وعيه وذاكرته وعقله المريض لم يسعفه أن يدرك أنه يتحدث عن مصر التى هى فقط مقبرة لأمثال هذا المجرم، لذلك أقول من يناير 2011 وحتى 2025 سقطت أقنعة خونة الداخل والخارج أفراد وجماعات وميليشيات إرهابية بقيادة الجماعة الإرهابية وأنهم جميعاً يعملون «كخدام» فى المخطط الصهيو- أمريكى وتنفيذ أوهام نتنياهو فى إنشاء إسرائيل الكبري.
الغريب أن هؤلاء الخونة والمرتزقة خدعوا الناس وزيفوا وعيهم وزعموا أنهم ثوار ومناضلون ووطنيون وما هم إلا خونة ومرتزقة وعملاء لذلك من المهم أن نفضح هؤلاء ونكشفهم للناس ونعيد ونعرض ما حدث فى 2011 وما حدث فى سيناء ولماذا حدث، ثم ما يجرى فى غزة وإثيوبيا وما طلبه ترامب وما أعلنه نتنياهو حتى يخرس الخونة والمرتزقة والمزايدين ومنكرى المؤامرة.
تحيا مصر