الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : لماذا تغتال إسرائيل الصحفيين؟
استحق جيش الكيان الصهيونى أن يكون أكثر جيوش العالم فى عدم الأخلاقية

على مدار أكثر من 22 شهراً هى عمر العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة لم تتوقف دولة الاحتلال عن ممارسة أبشع جرائم الإبادة والتجويع والتطهير العرقى التى عرفها التاريخ واستحق جيش الكيان الصهيونى أن يكون أكثر جيوش العالم فى عدم الأخلاقية، بل وصف بأنه قاتل الأطفال ولم يعد العدوان الإسرائيلى الفاشى يحمل أى أهداف سياسية أو حتى أمنية ولكنه اشباع لغريزة التوحش التى لا نرى مثيلها حتى فى الغابات،
فكيف لجيش يزعم انه الجيش الأكثر أخلاقية أن يقتل ويصيب فى أقل من عامين مائتى شهيد وجريح ويسجل أرقاما قياسية فى قتل الأطفال والنساء ولا يستهدف سوى المدنيين العزل والأبرياء وباتت ملامح غزة فى حالة من الاختفاء والزوال بعد التدمير الممنهج الذى نفذه جيش الاحتلال ولا أدرى من يحارب هل الأطفال والنساء، هل كبار السن، هل المشردين الذين يقيمون فى خيام ورغم ذلك يُستهدفون بالعنف والقتل والقنابل والصواريخ؟
ما هذه الغطرسة والبربرية، هل صدق جيش الاحتلال نفسه مع الإسراف فى قتل الأطفال والنساء ويتفاخر المجرم بنيامين نتنياهو بأنه حقق النصر وهو ما زال يتسبب فى إلحاق العار والهزيمة والاستنزاف بجيشه، ألم يشاهد أعداد القتلى والمصابين من ضباطه وجنوده،
ألم يخبره أحدا أن هناك 12 ألف ضابط وجندى مصابين بحالات نفسية وصلت إلى حد الجنون وماذا عن حالات الهروب ورفض العودة للقتال والإحباط وانخفاض الروح المعنوية والرعب الذى أصابهم، ناهيك عن خسائر فادحة فى الآليات والمعدات، هل البطولة أن يدمر جيش الاحتلال المستشفيات والمبانى والمنازل والمنشآت فوق رءوس الأبرياء من المدنيين العزل،
هل تدمير المستشفيات والمدارس والمخيمات والمخابز ومحطات المياه والكهرباء بطولة؟ هل على مدار ما يقرب من عامين مازال نتنياهو يبحث عن نصر مزعوم وأسراه أحياء وأموات ما زال فى قبضة فصائل المقاومة الفلسطينية، هل غزة تستحق كل هذا الدمار أم أن هناك أهدافا أخرى تنفذ بالتجويع والإبادة ومحو معالم القطاع؟
لماذا يواصل نتنياهو هروبه إلى الأمام رغم الإخفاقات والفشل ومن يقف وراء حكومة المتطرفين وأوهامها، هل استمرارها حرب الإبادة قرار صهيونى، أم طبقاً لأهداف وأجندة التحالف الشيطانى «الصهيو- أمريكى – الإقليمى» بالمال والسلاح؟
رغم كل هذه الأرواح التى زهقت والدماء التى سالت والدمار الذى خيم على قطاع غزة ما زالت أوهام نتنياهو لم تبارح مكانها يقرر انه يريد احتلال غزة بذرائع وحجج واهية.. لكن الغريب والمثير فى الأمر هو استهداف جيش الاحتلال للصحفيين، فهل تصدق أن الإجرام وصل إلى حد قتل 238 «صحفيا وإعلامياً» خلال 22 شهرا من العدوان الصهيونى على غزة وهو رقم قياسى لم يسجل حتى فى الحربين العالميتين الأولى والثانية،
لكن ما الأهداف وهل يعنى ذلك أننا أمام إجرام صهيونى أكثر بربرية ووحشية قادم فى القريب بعد إعلان نتنياهو احتلال غزة وماذا يمكن أن يفعل جيش الاحتلال أكثر من الإجرام على مدار 22 شهرا، لم يترك جريمة ضد الإنسانية إلا وارتكبها فى ظل تشجيع وتصفيق ودعم أمريكى يصل إلى حد التواطؤ.
لكن لماذا استهداف الكيان للصحفيين ولماذا العملية الإجرامية الأخيرة التى راح فيها 7 من الصحفيين والأطقم الإعلامية ولماذا تصر دولة الاحتلال على استهداف وتصفية الصحفيين وتطاردهم فى كل مكان وقبل سنوات قليلة قتلت إسرائيل مع سبق الإصرار والترصد الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة ثم قتل 238 صحفيا خلال العدوان الصهيونى على غزة.
أولاً: نجح الإعلام والصحفيون فى نقل حقيقة ما يجرى من إجرام ووحشية وإبادة وتجويع وكوارث إنسانية وتطهير عرقى يرتكبه الكيان الصهيونى للعالم وبات الرأى العالمى يدرك تماما حقيقة إسرائيل وان كل ما كان يروج عن ديمقراطيتها وإنسانيتها والحرية فيها كان مجرد أكاذيب لا أساس لها ولعل الاحتجاجات العالمية وفى دول هى الأشد تأييدا أو دعماً لإسرائيل خاصة من الأجيال الجديدة والشباب باتت صورة إسرائيل المجرمة راسخة فى عقولهم ووجدانهم وأدركوا انه كيان مجرم وضد الإنسانية وهو ما أجبر بعض الدول على تغيير مواقفها ضد دولة الاحتلال وبالتالى تسعى إسرائيل لقطع صورة ما يحدث فى غزة عن العالم بل لا تسمح بدخول الصحفيين أو أى وسائل إعلام إلى القطاع وتعمل على قتل وتصفية والتخلص من الصحفيين الفلسطينيين الذين ينقلون الحقائق للعالم وبشكل مباشر وهو ما جعل إسرائيل تصاب بالجنون، لكنها لا تأبه ولا تبالى وتروج أكاذيب عن مبررات استهدافها للصحفيين لا أساس لها من الصحة.
ثانياً: ربما ان الجريمة الإسرائيلية الأخيرة ضد 7 صحفيين من الأطقم الإعلامية الموجودة فى غزة تكشف عن نوايا إسرائيل فى القطاع خلال الفترة أو الأيام القادمة بارتكاب المزيد والمزيد من جرائم القتل والإبادة فى ظل ما يعلنه نتنياهو عن خطة احتلال غزة وهو ما رفضته مصر بشكل قاطع وحذرت من تداعيات هذه الخطوة على كافة الأصعدة وأيضاً هناك موقف دولى ضد احتلال إسرائيل لغزة وهو ما أعلنه بوضوح الفرنسى إيمانويل ماكرون بأن هذه الخطوة تمثل كارثة على الفلسطينيين والرهائن والمحتجزين محذرا من الإقدام على احتلال غزة وتوسيع العمليات العسكرية.
ثالثاً: الكارثة الإنسانية فى قطاع غزة وما يعانيه أهلها من مأساة ومعاناة على مرأى ومسمع العالم أحدثت موقفا لدى الرأى العام العالمى ضد إسرائيل خاصة وان جرائم الإبادة والتجويع والقتل المتعمد للجوعى من المحاصرين وطالبى المساعدات فى مراكز القتل الأمريكية المعروفة كذبا بالإنسانية يشاهدها العالم كأنه يشاهد فيلما من الخيال فلم يستوعب أى عقل فى كوكب الأرض مدى الإجرام الصهيونى لذلك فإن الكيان خسر الحرب الإعلامية وفشلت كل أذنابه وأذرعه الإعلامية الدولية فى تجميل الوجه القبيح له أو تبرير إجرامه.
تحيا مصر