عبد الناصر البنا يكتب : شىء .. من العقل !!

عبد الناصر البنا
نحن لم نعد نحتمل أو نسوعب مايدور حولنا ، والدنيا تضرب تقلب زى مايكون حطونا فى خلاط وداير يلف بينا ، لما بقينا عاملين زى إللى بيطلع من نُقرة يقع في دُحديرة ، فكرنى بعلاء ولى الدين ” الله يرحمه ” فى فيلم الناظر ” كابتن .. كابتن هو كله ضرب ضرب مفيش شتيمه ” !!
ولكن دعونا نبدأ من بصيص النور الذى لاح فى نهاية النفق المظلم بعد أن إجتمع السيد الرئيس بقيادات الهيئات والمؤسسات الصحفية والاعلامية ، ووجه بتطوير تلك المؤسسات والاستعانه بكل الخبرات والكفاءات المتخصصة حتى يواكب إعلامنا التغيرات المتسارعة التى يشهدها العالم ، ولكى يؤدى رسالته على الوجه الأكمل ، وشدد على أهمية إتاحة البيانات والمعلومات للإعلام ، خاصة في أوقات الأزمات لأنها تحظى باهتمام الرأي العام ، ولكى يتم تناول الموضوعات بدون تهوين أو تهويل .
فى لقاءة شدد الرئيس على إعلاء حرية الرأي والتعبير ، واحتضان كافة الآراء الوطنية فى المنظومة الاعلامية دون إبعاد أو إقصاء لأى رأى معارض ، واحترام الرأي والرأي الآخر ، وإعداد كوادر شابة قادرة على مواجهة تحديات العصر . وكلها أهداف نبيلة وتعتبر بداية حقيقة ، أو قبلة الحياة للأعلام المصرى . توجيهات الرئيس بصرف البدل النقدي المقترح من الحكومة للصحفيين ، وتوجيهه بحل مشكلة مكافأة نهاية الخدمة العالقة للعاملين في ماسبيرو .كانت لفته إنسانية تستحق الاشادة .
أن تأتى متأخرا خير من أن لاتأتى ، بعد أن أصبحت أحوال العاملين فى ماسبيرو يرثى لها ولاتسر عدو ولا حبيب ، ولك أن تتخيل معى أن هناك من أفنى عمره فى خدمة هذا الوطن ، ثم أحيل إلى التقاعد منذ سنوات دون أن يحصل على مكافأة نهاية الخدمة !! ، بل إن البعض منهم قد توفاه الله دون أن يحصل عليها !! .
لعلها تكون فاتحه خير أو بداية حقيقية للأعلام المصرى ، أو قبلة الحياه لماسبيرو بعد أن نقضت الدولة يدها عنه لسنوات طوال عانى فيها من التهميش المتعمد ، أو هى إشارة ولو ضمنا إلى فشل الاعلام الموازى فى النهوض بمنظومة الاعلام فى مصر ، وإلا بالله عليك هل هذا هو حال إعلام مصر . مصر الدولة التى تمثل رمانة الميزان فى منطقة الشرق الأوسط ؟ هل عقمت مصر أن تطلق قناة فضائية إن لم تكن تضاهى بل تتفوق على قناة الجزيرة على سبيل المثال وغيرها من القنوات التى إنطلقت فى فضاء الاعلام العربى .
نعم مصر قادرة ، يكفى أن التليفزيون المصرى فيه ” قطاع الأخبار ـ فيه قناة النيل للأخبار ـ فيه قناة النيل الدولية الناطقة بالإنجليزية والفرنسية ” إعطوا قبلة الحياة لتلك المنابر ، وسوف تكون النتيجة مبهرة فى وقت قياس ، المسألة ليست كم ، وإنما هى كيف ، إفتحوا الأبواب للكوادر الشابة دون وساطة أو محسوبية ، وهذا هو بصيص الأمل الذى ينتظره هؤلاء الشباب .
ومن الأمل إلى الصداع المزمن والجدل الدائر فى المجتمع ، بدءا من إنتخابات الشيوخ . إذا كان الدستور المصرى الحالى يقر بوجود مجلسين أو غرفتين للبرلمان ، مجلس النواب ” الغرفة الأولى” ــ ومجلس الشيوخ ” الغرفة الثانية ” فعلى الدولة المصرية أن تعيد النظر فى مسألة الاقتراع بعد النتائج ” المخجلة” للإستقتاء الأخير على مجلس الشيوخ التى أعلنت عنها الهيئة الوطنية للإنتخابات والتى بلغت نسبه الحضور فيها الـ 17 % فقط !!
عليها أن تبحث عن سبب عزوف المواطنين عن الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات ، وفى شراء الأصوات ، وفى المال الذى ينفق ، ولك أن تتخيل أن الناس فى بر المحروسة لاتعرف أحدا من المرشحين لا الفردى او القائمة حتى الناخب الذى ذهب ليدلى بصوته لايعرف بداية ماهى إختصاصات مجلس الشيوخ ، وأنا أتساءل : إذا كان هذا هو الحال فى إنتخابات الشيوخ .. فماذا نتوقع فى إنتخابات مجلس النواب ؟ ولذا نرجو من الدولة نظرا لتلك الحالة من السيولة التى يمر بها المجتمع المصرى ، وتوفيرا للنفقات ، أن لاتلجأ ولو ” مؤقتا ” لنظام الاقتراع المعمول به فى مصر حاليا لـ إختيار أعضاء البرلمان ، وأن يتم تشكيل مجلس نواب القادم ” بالإختيار ” من كفاءات وكوادر وقامات علمية ومثقفين ومفكرين من أجل النهوض بهذا البلد .
ولك أن تتخيل أننى عندما ذهبت للإدلاء بصوتى فى اليوم التالى ، وجدت نفسى وحيدا فى لجنة الاقتراع بإستثناء مجموعة من ” المطبلاتيه ” تابعين للأحزاب خارج اللجنة فى مايشبه “حانه” فيها الطبل والرقص والزمر فى مشهد والله لايليق بوجه مصرالحضارى ، ولا بتاريخها البرلمانى والنيابى !! .
والعجيب أن تتزامن إنتخابات الشيوخ مع حالة إنقسام شديد وبلبلة يشهدها الشارع المصرى جراء قانون الايجار
الجديد ، فى وقت نحن فى أمس الحاجة فيه إلى جمع ” لحمة ” هذا الشعب ، وقد تكالبت علينا قوى خارجيه تريد
الفتك بنا ، وها نحن قد رأينا بأعيننا كلاب حماس وهى تنبح وتعوى على مصر . مصر التى ضحت بالغالى والنفيس ،
ومازالت تضحى من أجل حماس والقضية الفلسطينية .
رأينا وسمعنا ” خليل الحيــــــة ” الرقطاء وهو يعتلى المنابر ويناشد مصر أن تفتح المعابر ، وكأن الذين إختشوا ماتوا .
أية معابر أيها الأبله التى تفتحها مصر ، ويد مصر لاتزال فى فمك ، وأنت من أنت ؟ أنت من صرحت بأن السنوار لم
يأخذ برأيك فى عملية 7 أكتوبر . فهل بعد هذا التصريح لديك من ماء الوجه ماتلوم به على مصر ، وأين حمرة الخجل ،
وأنت تأتى مطأطأ الرأس لكى تطرق باب مصر من جديد وتبوس القدم وتبدى الندم ، لتوضح ماتم فهمه بالغلط ، أى
غلط ؟
وسط كل هذه الأجواء المغعمة بالضيق يأتى الاعلان عن إتفاقية توريد غاز إسرائيلي إلى مصر بصفقة هي ” الأكبر
بالتاريخ ” بقيمة 35 مليار دولار ، لـ تشعل ضجة واسعة بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي . وتتلقفها لجان
الإخوان المتربصة ، وقد وجاء الإعلان عن الصفقة في بيان تفصيلي نشرته شركة “نيو ميد” الشريكة في حقل
ليفياثان الإسرائيلي على موقعها الرسمي ،
وزير الطاقة الاسرائيلى ” إيلى كوهين ” إعتبرها خبر سار للإقتصاد الإسرائيلى لأنها سوف تدر المليارات على خزينة
الدولة ، وتوفر فرص العمل كما جاء على منصة إكس ، والحقيقة أن مصر وقّعت اتفاقًا كبيرًا لاستيراد الغاز الطبيعي من
أسرائيل بقيمة تصل إلى 35 مليار دولار ، يتضمن توريد 130 مليار متر مكعب حتى عام 2040 ، ولكن لم يكلف البعض
نفسه البحث عن مكاسب مصر الإقتصادية المتوقعة جراء هذه الصفقة سواء استخدامه محليًا أو إعادة تصديره عبر
محطات الإسالة المصرية ، ويكفى الإشارة إلى أنه إذا أعادت مصر تصدير 60 % من الغاز بعد تسييله ، فإنها تحقق
عائدًا صافياً يُقدر بـ 22 مليار دولار ، هذا بخلاف رسوم إستخدام محطات الإسالة والنقل ، وعوائد الضرائب ، وتوفير
العملة الصعبة ، وتقليل واردات الوقود .. إلخ .
وأخيرا الناس فى بر المحروسة تغلى من ” الهرى ” الدائر على مواقع التواصل ، حول بيع الأعضاء وتورط شبكات من
مصر والخارج ، والحملة الواسعة للقبض على ” التيك توكرز ــ والبلوجرز ” التى جاءت متأخرة كثيرا ، دون أن يخرج علينا
مسئول يبين لنا حقيقة هذا الجدل الدائر فى المجتمع ، وأين الحقيقة فى الأخبار التى طفحت علينا وأرقت علينا
مضاجعنا ، والبلبلة الغير مسبوقة التى يشهدها الشارع المصرى . حفظ الله مصر
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.