الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: المفلسون !!!

الكاتب الصحفي عصام عمران

كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يجلس إلى أصحابه يبين لهم الحقائق، ويصحح لهم المفاهيم، ويلفت انتباههم إلى ما غاب عنهم أو التبس عليهم، وكثيرا ما كان يوضح لهم الفارق بين قوانين الدنيا وقوانين الآخرة، وبين موازين الله وموازين العباد.

فجلس معهم ذات يوم فسألهم “كما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة”: [أتدرون من المفلِسُ؟ قالوا: المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ. فقال: إنَّ المفلسَ من أمَّتي، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مالَ هذا، وسفك دمَ هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه. فإن فَنِيَتْ حسناتُه قبل أن يقضيَ ما عليه، أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه ثمَّ طُرِح في النَّارِ](رواه مسلم).

لقد حدثوه عن مفلسى أهل الدنيا، وحدثهم عن مفلسى يوم القيامة.

حدثوه عن الإفلاس المؤقت، وحدثهم عن الإفلاس الدائم..حدثوه عن إفلاس قد يأتي بعده غنى ويستغني صاحبه بعده، وحدثهم عن إفلاس لا غنى بعده أبدا.

حدثوه عن إفلاس ربما لا يضر بدين صاحبه، وحدثهم عن إفلاس يدخل صاحبه النار .

تذكرت هذا الحديث الشريف وأنا أتابع التصريحات المهمة التى أدلى بها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الفيتنامى خلال زيارته لمصر مؤخرا ، حيث أطلق الرئيس وصفا جامعا مانعا بشأن أولئك الذين يتطاولون على مصر ويبخثون حقها ودورها التاريخي في نصرة القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق طوال ٨٠ عاما واصفا إياهم بأنهم ” مفلسون ” في إشارة إلى أنهم باتوا يفتقدون الحقائق والأدلة والبراهين على ما يدعونه من افتراءت ضد مصر خاصة فيما يتعلق بإغلاق معبر رفح ومنع وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى الأشقاء فى غزة، مؤكدا أن المعبر من الجانب المصري لم ولن يغلق لحظة واحدة سواء قبل أو بعد أحداث السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ .

و الحقيقة وللتاريخ فإن الأحداث ومجريات الأمور تثبت يومًا بعد يوم صدق الوصف الذى أطلقه الرئيس على هؤلاء المزايدين وما أكثرهم فى زماننا هذا سواء كانوا من جماعة الإخوان الإرهابية وذبابها الإلكتروني أو من يعملون بتعليمات من أجهزة ودول خارجية أو حتى القلة المخدوعة بالشعارات و التصريحات الحنجورية هنا أو هناك !! .

فالقاصى والدانى يعلم الدور الذى قامت به مصر ولا تزال من أجل فلسطين طوال ٨٠ عاما وكذلك الحال فى أعقاب انطلاق عملية طوفان الأقصى التى نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وما تلاها من مجازر ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ما تسبب حتى الآن فى استشهاد قرابة ٦٥ الف فلسطيني وإصابة وفقد أكثر من ١٥٠ ألفا آخرين .

ويكفي القول بل ويكفينا فخرا أن مصر بقيادة الزعيم عبد الفتاح السيسى هى الدولة الوحيدة التي أعلنت بوضوح منذ اللحظة الأولى رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين قسريا من أرضهم سواء إلى مصر والأردن أو حتى إلى دول أخرى حتى لايتم تصفية القضية الفلسطينية ، وربما يكون هذا الموقف الشجاع السبب الرئيسي لحملات الهجوم ضد مصر دولة وقيادة بعدما فشلوا فى أحداث يناير وما تلاها من مؤامرات كانت تستهدف إسقاط الدولة المصرية وتفتيت مؤسساتها الوطنية وطمس هويتها وكذلك فشلهم الذريع فى حرب الإرهاب خاصة فى أرض سيناء الغالية ما جعلهم يلجأون إلى إطلاق الأكاذيب والشائعات بين الحين والآخر فى إطار ما يسمى بحروب الجيلين الرابع والخامس لضرب استقرار البلاد ولكنهم واهمون وسيولون الدبر كما فعل أشياعهم وأتباعهم من قبل وستخرج مصر منتصرة بفضل من الله ثم إخلاص أبنائها و بسالة أبطال الجيش والشرطة وشجاعة قائدها المخلص .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.