الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : في السر والعلن .. نفتدى الوطن

تتجلى عظمة الجيش المصري في تاريخه الحافل بالبطولات والتضحيات؛ فلم يكن يومًا جيشًا معتديًا، بل كان دائمًا مدافعًا عن وطنه ومصالحه، بعقيدته الراسخة التى تحميه من الانحراف عن مساره الوطني، مما جعله يحظى باحترام كبير على المستويين الإقليمي والدولي.
وتُعد حرب أكتوبر 1973 من أبرز محطات هذا الجيش العظيم، إذ تمكن من تحقيق انتصارات عظيمة رغم التحديات الكبيرة التي واجهها ، حيث أظهر الجنود المصريون شجاعةً وإرادةً لا تلين، محطِّمين بذلك أسطورة العدو الذي لا يُقهر، وبالتالي أصبح رمزًا للأمان في المنطقة، فهو الدرع والسيف الذي يحمي الوطن من المخاطر ومواجهة التحديات، ويظهر تاريخه بوضوح أنه لا يعرف الهزيمة، بل يواجه التحديات بشجاعة وإصرار.
أقول ذلك بمناسبة التصريحات القوية التي أدلى بها مؤخرًا اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، محذرًا فيها من أية محاولة للاقتراب من الحدود المصرية، موجِّهًا حديثه لإسرائيل بأن الرد “سيذهل العالم”.
شدد مجاور، الذي شغل قبل ذلك منصب قائد الجيش الثاني الميداني ومدير الاستخبارات العسكرية، على أن مصر جاهزة للحرب إن فُرضت عليها، قائلًا بلهجة حاسمة: “أي شخص في العالم يفكر فقط أن يقترب من الحدود المصرية، سيكون الرد المصري مفاجئًا للعالم كله”.. وهذا هو لسان حال كل ضابط وجندي، بل ومواطن مصري، فنحن في السر والعلن نفتدي الوطن.
لقد أثبت التاريخ أن الجيش المصري دومًا حاميًا لإرادة الشعب، ملتزمًا بالدستور والقوانين في مواجهة التحديات، لكل
من سعى لنشر الفوضى وبث الشائعات بين أبناء الوطن الغالي.
وقد أظهر الجيش قدرته الفائقة على التصدي لهذه المحاولات طوال العقدين الأخيرين، من خلال معركته ضد أهل
الشر وأعوانهم في الداخل والخارج، وكذلك من خلال دحر الإرهاب، حيث استجاب لنداء الوطن بكل شجاعة وإصرار،
ولم يكتفِ بالدفاع عن الحدود، بل انطلق لمواجهة الفتن الداخلية، مؤكدًا دوره كدرع للأمن والاستقرار.
وتُعد القوات المسلحة المصرية نموذجًا فريدًا في مجال التخطيط والتنفيذ العسكري الابتكاري، حيث تُظهر قدرتها على
تحقيق النجاح في بيئات معقدة تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة وسريعة، وهذا التميز ينبع مما يتمتع به أفراد المؤسسة
العسكرية المصرية من خبرة متراكمة اكتسبوها من تدريب مكثف ومستمر، مما ينمي قدراتهم على التفكير الإبداعي
واتخاذ القرارات تحت الضغط، وتطبيق استراتيجيات تعتمد على التحليل الدقيق والتخطيط المسبق، مما يُظهر مستوى
متقدمًا من العبقرية في العمليات العسكرية.
ويُعرف عن قيادة القوات المسلحة القوة والحزم، مما يؤكد تحمل المسؤوليات وتنفيذ المهام الصعبة، حيث يعمل القادة
على تطوير روح الفريق وبناء رجال قادرين على مواجهة التحديات وتحقيق المستحيل، بتكامل عالٍ بين مختلف الأفرع
والتشكيلات، مما يضمن تنفيذ العمليات بشكل متناغم وفعال ،ويُعد هذا التنسيق بين جميع القوات الجوية، البحرية،
البرية، والدفاع الجوي مثالًا على الأداء المنظم والتكامل الوظيفي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.
ويعمل الجيش بالتنسيق مع الشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى لمواجهة التهديدات الداخلية والحفاظ على النظام العام
في حالات الأزمات أو الاضطرابات وحالات الطوارئ، مثل الكوارث الطبيعية، لتقديم المساعدة وحفظ الأمن العام.
كما يساهم الجيش في المبادرات الاجتماعية التي تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المجتمع، ويقوم بإطلاق
حملات توعوية حول قضايا الأمن والسلامة، ويحرص على الاستعداد الدائم بالعدة والعتاد، ومن خلال مشاركته في
التدريبات مع جيوش أخرى لتعزيز التعاون الأمني وبعثات حفظ السلام الدولية، مما يعكس التزامه بالأمن الإقليمي
والدولي.
وتعتمد القوات المسلحة المصرية على تحديث وتطوير آلياتها ومعداتها بما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث، ودعم
الابتكار من خلال تبني أساليب تدريب حديثة واستخدام التكنولوجيا المتقدمة، وبناء الثقة والروح المعنوية العالية
بالفريق كأحد الركائز الأساسية التي تعتمد عليها المؤسسة العسكرية لتحقيق النجاحات في المواقف الصعبة، والتي
تعكس روح الانتماء للوطن.