الكاتب محمد نبيل يكتب :الأمن الثقافى والهوية الوطنية
الإرهابية "الصهيونية" تتظاهر والهدف "سيناء"

بدر إلى الذهن مباشرة مشهد من قلب ميدان رابعة لعام 2013 وفى شهرنا هذا “اغسطس” كان لأحد المدعيين بطلب الشهادة وواحد من المضللين للشباب وهو يخطب مشجعا فى هؤلاء المؤدلجين من أنصار جماعته الارهابية:” الى القدس رايحين شهداء بالملايين” … ثم المشهد الثانى وقبل ان ينتصف “اغسطس “وهو يرتدى جلباب لإمراة وهو ـ أيضا ـ حليق الذقن، ويغطى وجهه ورأسه بنقاب السيدات، وقد يظن البعض أنه متخفيا ليقوم بعمليه استشهادية ضد العصابة الصهيونية، ليؤكد ادعاءه بالشهادة ضد الصهاينة (!) إنما الحقيقة أن وجهته لم تكن ناحية “القدس” شرقا وإنما تجاهه كان إلى أقصى الغرب “النقيض تماما” وقد أعطى دبره للقدس، وبدل من ان يرتدى زى الشهداء لكنه على العكس ـ أيضا ـ ارتدى ثياب النساء، فى مثل هذا الشهر “اغسطس ” من عام 2013 وتم ضبط الثائر المخادع للشباب الذى طالبهم بالاستشهاد فى سبيل الله من أجل نصرة فلسطين والقدس، لكنه ولى دبره وفر هاربا، إنه صفوت حجازى” الذى ملىء الميادين نعيقا مخادعا :”الى القدس رايحين شهداء بالملايين” … وحينها كنت اشاهد “صفوت حجازى” مثل “يهوذا الذى يبعث من جديد” فى اجساد وصور هؤلاء “نضال ورائد وكمال” .. هم أبطال مسرحية عبثية لا تتوافق مع أية مبادىء أو قيم انسانية أو حتى هى لا تتفق وقواعد المنطق والمنهج العقلى، فقد كشف قادة جماعة التنظيم الدولى “الارهابية” عن حقيقة وجوده بالاراضى المحتلة داخل الحزام الأخضر ضمن عرب 48 للمرة الأولى، وهؤلاء المجنسين بالجنسية الاسرائيلية وهم نضال ابو شيخة رئيس اتحاد أئمة مساجد اسرائيل، ورائد صلاح، وكمال الخطيب وغيرهم من رموز الجناح الشمالى للحركة الاسلامية بإسرائيل هم من نظموا مظاهرة “عبثية” أمام السفارة المصرية بدولة الاحتلال “اسرائيل” فى عدد لا يتجاوز زمرة من العشرات المنتمين للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان التى أسماها القانون “المحظورة” وناداها الشعب بـ “الارهابية” والتى أعلنت عن نفسها خلال هذه المظاهرة ـ اعلاميا ـ بـ “جماعة الاخوان الصهيونية” وربما كل تلك الأسماء حقيقية بل وذات دلالات صادقة تتفق والواقع كما تتفق مع تاريخ تلك الجماعة التى تأسست فى 22 مارس 1928 بالإسماعيلية على يد حسن أحمد عبد الرحمن البنا من مواليد 1906 بمدينة المحمودية بمحافظة البحيرة ، وذكر لى ـ شخصيا ـ استاذى وحيد حامد فى أثناء كتابته لنص مسلسل “الجماعة” ـ الذى عرض فى رمضان 1431 ـ أنه تحصل على صورة ضوئية لمستند مالى بقيمة (خمسمائة جنيها مصريا) من المندوب السامى البريطانى باسم حسن البنا لمعاونته ماليا على تأسيس جماعته، وبالمناسبة ذكر العديد من قيادات الاخوان المنسلخين من الجماعة ـ فيما بعدـ واقعة تمويل الاحتلال البريطانى لجماعة الاخوان بهدف مساعدة الانجليز على تفتيت وحدة المجتمع المصرى من جانب والرغبة باحداث اضطرابات وقت ما يشاءون ضد الملك فاروق، … وهنا اتذكر قراءة صورة نشرتها صحيفة “الشرق الاوسط” السعودية حينما زار مرسى العياط المملكة وكانت الصورة المنشورة بالصحيفة لمؤسس جماعة الاخوان “الصهيونية” وهو يقبل يد ملك السعودية عبد العزيز ال سعود، وناداه بانه أمير المؤمنين، فأشار ملك السعودية إلى فاروق ملك مصر وهو يقول لحسن البنا:” بل هذا هو أمير المؤمنين ” … وكانت الواقعة فى نوفمبر 1945 لكن ذباب الاخوان “الصهيونية” كذبوا الواقعة بالكلية وقالوا انها لشخص آخر يشبه حسن البنا وهو طبيب العيون الدكتور سالم هنداوى الذى أوفده الملك فاروق من مصر لعلاج عين كل من الملك عبد العزيز وابنه الامير سعود.
ونعود لمظاهرة الاخوان “الصهيونية” ضد مصر بالأراضى المحتلة والذين رددوا ما ادعاه كذبا وبهتانا زعيمهم “نتن ياهو” بأن مصر هى من تفرض الحصار على أهل غزة … رغم أن الصحف العبرية ـ ذاتها ـ هى التى نشرت ـ على سبيل المثال ـ ما نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” بتاريخ 8 مايو 2024، بعنوان:”الولايات المتحدة تشير إلى دعمها لـ”عملية محدودة” بعد سيطرة جيش الدفاع الإسرائيلى على الجانب الفلسطينى من معبر رفح”، حيث يشير التقرير بشكل واضح إلى أن المعبر فى جانبه الفلسطينى خاضع لسيطرة قوات جيش الاحتلال.
وعلى الرغم من ذلك يردد ببغاوات الجماعة “الصهيونية” ما يدعيه زعيمهم “نتن ياهو” بل ولا يخرج للمظاهرة عرب 48 البالغ عددهم مليون وستمائة الف نسمة طبقا لاحدث احصاء لهيئة الاحصاء العبرية بالأراضى المحتلة، ولم يحركوا ساكنا ضد العدو الصهيونى الذى قتل بالبارود وأصاب وشرد أكثر من مائتى ألف فلسطينى يشاركون عرب 48 الدم والنسب والمصاهرة والقرابة والجنسية “الفلسطينية” رغم خروج اليهود الاسرائيليين لمظاهرات تطالب حكومتهم بالمساعى الدبلوماسية للافراج عن الأسرى والرهائن وكذلك لوقف سلاح التجويع الذى تشهره قوات الاحتلال تجاه أفواه وبطون الفلسطينيين أقارب عرب 48، ورغم وجود أربعة مقاعد لهؤلاء “عرب 48” فى الكنيست الا انهم لم يستفيدوا منها فى المطالبة بوقف التجويع والابادة الجماعية لاخوانهم الفلسطينيين بغزة رغم ان تلك المقاعد الأربعة هى من رجحت فرصة “نتن ياهو” فى الحصول على الأغلبية ورئاسة الحكومة وتشكيلها، وتلك “الميزة” والخطوة الترجيحية لم يستفد منها عرب 48 لصالح أهاليهم وأسرهم واخوانهم فى غزة (!) بل ان نائب رئيس الكنيست الاسرائيلى الدكتور أحمد كمال أحمد الطيبى لم يشغل باله بشهداء غزة بالبارود وبالجوع ولم يقدم استجوابا واحد للحكومة الاحتلال بشأن التصفية العرقية لاخوانه الفلسطينيين بغزة(!).
مازال هدف الاخوان الصهاينة “سيناء” التى كانوا سيبيعونها بـ (13 مليار دولار) فى أثناء سنة حكمهم “الشؤم 13” من أجل اقامة “امارة حمساوية” يقدمون خلالها لقاداتهم “الصهاينة” ذريعة الاحتلال من جديد…لا يقال عن مظاهرة الاخوان “الصهيونية” تلك المسرحية العبثية الهزلية الا: “ايها الخجل اين حمرتك؟!”.