الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : الإخوان وحماس.. صناعة صهيونية

الجماعة والحركة.. الوجه القبيح للخيانة

الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق

لم تكن حماس منذ تأسيسها حركة وطنية فلسطينية، تضع على رأس أولوياتها تحرير الأرض والمسجد الأقصي، واسترداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. هذا لم تعرفه حماس على الإطلاق، بل كانت ومازالت «خطيئة»، نتجت عن علاقة آثمة بين الإخوان والكيان الصهيونى لخدمة أهداف ومخططات وأوهام دولة الاحتلال، والدليل موجود فى عقل وإدراك ووعى كل مواطن عربي، يدرك ويعرف تماماً أن حركة حماس هى صناعة صهيونية، أنشأتها إسرائيل لتقويض وضرب السلطة الفلسطينية، وأن تعمل الحركة على خدمة الكيان الصهيونى ولعل تصريحات رئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر الشقيقة تؤكد أن إسرائيل طلبت من الدوحة منح حركة حماس فى غزة 30 مليون دولار شهرياً، وهذا ثابت.. حتى إجراءات تسليم هذا المبلغ منشورة ومتاحة على ألسنة كبار المسئولين السابقين والحاليين فى قطر.. إذن نحن أمام حقيقة لا لبس فيها، أن من قام بتأسيس حركة حماس المسلحة، هى دولة الاحتلال وهذا يقودنا إلى نتائج مهمة أن الحركة موالية وتابعة تماماً لإشراف أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، ومن ثم فإن الحديث عن وجود اتفاق وترتيب وتخطيط «لطوفان الأقصي» هو أمر من المنطق والعقل تؤكده وقائع ودلائل الماضى والحاضر، خاصة تلك التى تتداول فى الداخل الإسرائيلى عن علم بنيامين نتنياهو بهجوم السابع من أكتوبر 2023 المسمى بـ «طوفان الأقصي» وأن بعض الأجهزة الأمنية فى إسرائيل أبلغته ولم يحرك ساكناً، ونجح فى التخلص ممن يتحدثون عن ذلك وهذا المعنى تغذيه تسريبات واتهامات لرئيس الوزراء المتطرف فإنه كان يعلم بالهجوم ولم يتخذ الإجراءات الاستباقية تجاه تقارير تشير إلى تحركات عسكرية لحماس داخل القطاع، بما يعنى أن حركة حماس اتخذت قرار الهجوم وفقاً لاتفاق أو مخطط إسرائيلى وبتعليمات صهيونية، لكن السؤال: ما الهدف من ذلك.. ولماذا يضحى نتنياهو بعدد كبير من الإسرائيليين الذين سقطوا قتلى أو وقعوا فى الأسر بعد اختطافهم؟ الإجابة ببساطة: نتنياهو برجماتى لا يهمه إلا تنفيذ أوهامه التلمودية شديدة التطرف والدموية لأنه استهدف أن يكون طوفان الأقصى الحمساوى هو الشرارة الأولى لإطلاق مخطط التهجير وطرد الفلسطينيين من قطاع غزة، لذلك يطرح البعض سؤالهم: ما علاقة ثأر وانتقام إسرائيل من الفلسطينيين رداً على هجوم السابع من أكتوبر، بالحديث والمطالبة بتهجير الفلسطينيين، كان يمكن أن يكتفى بحجم التدمير الكامل للقطاع،وقتل وجرح مائتى شهيد ومصاب فلسطينى أو كما يزعم القضاء على حماس وهذا لم يحدث، ولم يستعد أسراه.

كل ما جرى ويحدث يشير إلى أننا أمام مخطط «إخوانى حمساوى صهيوني» لتحقيق هدف واحد هو التهجير، وطرد الفلسطينيين من القطاع، وتصفية القضية الفلسطينية، وهو المخطط الذى تورطت فيه جماعة الإخوان الإرهابية وحماس بالخيانة لصالح دولة الاحتلال والتضحية بالشعب الفلسطينى.

قولاً واحدًا.. جماعة الإخوان الإرهابية وحركتها حماس حققت أهداف الكيان الصهيوني، فالحركة الإخوانية أقدمت على هجومها، بشكل مرسوم ومخطط من دولة الاحتلال، ولا يوجد عاقل، يقدم على اتخاذ هذا القرار فى ظل ما لدى إسرائيل من ترسانة أسلحة فتاكة، ودعم أمريكى غير محدود.. دون أن يفكر فى حماية شعبه، وتوفير احتياجاته، وتوقع ردة فعل العدو، وإجباره على تنفيذ أهداف الهجوم وإسكات نيرانه، وهذا لم يحدث بل تعرض الفلسطينيون فى القطاع لمحرقة، خاصة الأطفال والنساء، ودمار كامل للقطاع، وتحوله إلى مجرد أطلال، فمن يدفع فاتورة هذه المأساة والكارثة التى حلت على الفلسطينيين ولحساب من؟ والغريب أن الإخوان وحماس يرقصان على جثث الفلسطينيين، ويعملان على تشويه الدور المصرى وهو الدور والموقف الوحيد والشريف والصادق والدعام للفلسطينيين على كافة الأصعدة سياسيًا ودبلوماسياً سواء لإنقاذ الفلسطينيين ووقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية، أو الحصول على الحقوق الفلسطينية المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967، ومصر التى نجحت فى إقناع عدد من الدول الأوروبية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بفضل الدبلوماسية الرئاسية.. فلم يأت الموقف الفرنسى المؤيد والمعترف بحق الفلسطينيين فى دولة فلسطينية إلا من خلال اطلاع الرئيس إيمانويل ماكرون على كافة الحقائق من على أرض الواقع، خلال زيارته الناجحة لمصر، والتى كانت نموذجًا للعلاقات الدولية، ومواقف مصر وفرنسا المتبادلة وقوة العلاقات بين القاهرة وباريس وارتكازها على المصالح والشراكة المتبادلة، لولا ذلك ما كانت فرنسا تدرك الحقيقة، وتقدم على خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتدين الجرائم الإسرائيلية فى قطاع غزة.

الحقيقة أنه من العجيب أن يفكر عاقل أو شريف أو موضوعى فى تشويه الموقف المصري، لأن ذلك يمثل أحقر أنواع الخيانة، والسؤال المهم الذى يكشف خيانة الإخوان التى لا جدال فيها، لماذا تشن الجماعة الإرهابية حملات مسعورة لتشويه دور مصر والأردن، وهما الدولتان صاحبتا الموقف الرافض والحاسم والقاطع ضد مخطط تهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية الفلسطينية ورفض استقبالهم فى مصر والأردن، والداعمتان وبقوة للحقوق المشروعة للفلسطينيين وحقهم فى إقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة، هل من تفسير إلا خدمة التنظيم الإرهابى العميل لمخططات الكيان الصهيونى وأوهامه ودعم التحالف «الأمريكى – الإسرائيلى الإقليمي» الذى ينفذ خرافات وأطماع الصهاينة وترسيخ الهيمنة الأمريكية، إذن الإخوان المجرمون يمثلون أحقر أنواع الخيانة، باعوا أوطانهم، وباعوا القضية الفلسطينية.

استهداف مصر والأردن بحملات التشويه والأكاذيب ومظاهراتهم أمام سفارات البلدين يكشف المستور وتفاصيل خيانة وعمالة الإخوان وأن هذه الحملات مدفوعة وممولة ومأجورة لتشويه دور القاهرة وعمان، وأيضًا لفت الانتباه عن جرائم الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وممارسة الضغوط والابتزاز ضد مصر والأردن.

خيانة الإخوان وعمالتهم لصالح الأمريكان والصهاينة كأدوات رخيصة لتنفيذ المؤامرة على المنطقة العربية ومصر والأردن.

لم يتوقف الأمر عند ذلك بل خرجت ألسنة وأفواه إخوانية عفنة تبارك وتؤيد احتلال إسرائيل لسيناء، هل رأيتم حقارة أكثر من ذلك، وهذا يكشف مؤامرة الإخوان على سيناء وقيادة الجماعة للإرهاب فى سيناء منذ سنوات،وأكده تصريح الإرهابى محمد البلتاجى فى اعتصام رابعة المسلح، «إن هذا الذى يحدث فى سيناء سيتوقف عندما يعود محمد مرسى إلى الحكم»، من هنا أقول إن الإخوان وحماس هما وجه الخيانة القبيح والخطر الذى يهدد الأمة ويجب استئصاله وتوعية الشعوب من هذا السرطان.

تحيا مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.