الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : ثلاثة اجتماعات فى منتهى الأهمية بين بناء الوعى.. وصلابة الجبهة الداخلية «2-2»
استعادة منظومة القيم والأخلاق والهوية المصرية ومحاربة الظواهر والسلوكيات السلبية

فى الجــزء الأول من هذا المقــال تحــدثت عن أهميــة متابعة مؤسسـات بنــاء الوعى لأحـــاديث واجتماعات الرئيس عبدالفتاح السيسى وما تتضمنه من محتوى ومضمون يتناول خارطة عمل متواصلة ورؤية بناء الدولة المصرية وما تحققه من نجاحات وإنجازات فى مجال المشروعات العملاقة فى كافة القطاعات، وأشرت إلى اجتماع الرئيس السيسى بالدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير النقل والصناعة والفريق أحمد الشاذلى مستشار رئيس الجمهورية للشئون المالية، والاجتماع جاء حافلاً بالموضوعات والمشروعات العملاقة فى مجال الموانىء البحرية وما تشهده مصر والحديث عن إنشاء موانىء جديدة تحقق هدف مصر فى أن تكون محورًا عالميًا فى مجال التجارة العالمية واللوجستيات وهناك موانىء لم أكن أعلم عنها شيئًا مثل ميناء المكس الجديد وهو أمر يحتاج إلى إلقاء الضوء على هذه المشروعات العملاقة سواء فى سيناء، مثل ميناء العريش وميناء طابا البحرى، وتطوير الإسكندرية ودمياط والسخنة وأبوقير البحرى.. هذه المشروعات التى تخدم وتحقق أهداف الدولة المصرية والرؤية الرئاسية فى دفع الاقتصاد المصرى، وتصدر طاقات ايجابية للمواطنين وأن القادم أفضل فكل ذلك سينعكس على حياة المصريين ويحسن ظروفهم المعيشية وجودة الحياة والخدمات التى تقدم لهم وكل مشروع يحتاج إلى أن يكون ملفًا أوتحقيقًا ومساحات هائلة لبناء الوعى، فى ظل حملات الأكاذييب والتشكيك والتشويه التى تتواصل على مدار الساعة تستهدف احباط المصريين، والأمر غير قاصر على مشروعات الموانىء العملاقة وكيف أصبحت الموانىء المصرية تنافس عالميًا؟ خاصة وأن ميناء بورسعيد على سبيل المثال فى العام الأول لتشغيله حصل على المركز العاشر عالميًا، ولكن هناك قطاعات أخرى تشهد معجزات تنموية مثل الزراعة والبنية التحتية والطاقة والاستثمارات وما تزخر به من فرص تحتاج إلى إلقاء الضوء، وما يقدم للمواطن المصرى فى الإرتقاء بالخدمات خاصة وسائل النقل ومشروعات مترو الانفاق.
لدينا كنز من الطاقة الايجابية التى لابد أن نعمل عليها ونلقى الضوء حولها وننظم زيارات للشباب لمواقعها، لم تشهدها مصر طوال تاريخها نحكى لهم، كيف استطاع هذا القائد العظيم بالرؤية والإرادة والتحدى أن يعمل على الاستثمار فى موقع مصر الاستراتيجى والمتميز والذى يمثل قلب العالم ويربط قاراته، وكيف يجرى العمل فى ربط البحرين الأحمر والمتوسط، وتقريب المسافات بين الموانىء المصرية العالمية ومواقع الانتاج وربطها بشبكة مواصلات ونقل عصرية وعملاقة مثل القطار السريع.. إنها رؤية تحتاج لشرح مبسط توضح الأهداف والجدوى والعوائد وهى مسئولية مؤسسات بناء الوعى التى يجب أن تركز على اتجاهين، تصدير الطاقة الايجابية للمصريين من على أرض الواقع وكذلك العمل على بناء الوعى الشامل، واستعادة منظومة القيم والأخلاق والهوية المصرية، والاعتدال والوسطية فى ظل غزو ثقافى ممنهج ومتعمد، يســتهدف ضرب القيم والهوية المصــرية التى تعد إحـــدى ركـائز الأمن القومى المصــرى، ولعل اجتمــاع الرئيس عبدالفتاح السيسى بالدكتور مصطفى مدبولى والدكتور أسامة الأزهرى كما أشرت فى الجزء الأول وما دار فيه من عرض لرؤية الدولة المصرية لاستعادة منظومة القيم والأخلاق والهوية المصرية، ومحاربة الظواهر والسلوكيات السلبية مثل العنف، والتطرف والبلطجة وأقصد هنا التطرف الدينى واللادينى، وأهمية تجديد الخطاب الدينى، وقضية تصحيح المفاهيم المغلوطة لذلك لابد أن نقيم حوارًا ونقاشًا مجتمعيًا من خلال ندوات أو صالونات تجمع كافة الأطراف المسئولة عن بناء الوعى الشامل، وماذا نحن فاعلون فى مواجهة هذه التحديات وفقًا لرؤية شاملة، لذلك لابد من قراءة متأنية لما يدور فى اجتمـاعات الرئيس السيسى مع كبار المسئولين فى الدولة من كافة القطاعات والمجالات، والقراءة للقائمين على مؤسسات بناء الوعى، لابد أن تكون مصحوبة بإمساك القلم والأوراق لتسجيل وتحديد القضايا التى يجب أن نعمل عليها ونتبناها ونعرضها بالشرح والوعى على المواطنين لتكون بين أيدينا ذخيرة وكنزًا من القضايا والمعلومات التى تبنى الوعى الحقيقى والشامل، وتبعث روح التفاؤل وتصدر الأمل وتجهض محاولات بث الاحباط وتصلح وتواجه ظواهر سلبية وغريبة على المجتمع المصرى تخالف قيمه واخلاقياته واعتداله ووسطيته.
الاجتماع الثالث وهو أيضا يمثل أهمية كبرى كان للدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء مع رؤساء الغرف التجارية والذى أعلن أن مصر تجاوزت الأزمة الاقتصادية وصعود الجنيه المصرى أمام الدولار وأن ذلك لابد أن ينعكس بالايجاب على المواطن المصرى فى تخفيف معاناته خلال الفترة الأخيرة وبالتالى لابد أن تتراجع وتنخفض الأسعار كترجمة حقيقية لهذا النجاح والانجاز الاقتصادى فى خفض أسعار السلع والخدمات التى تقدم للمواطنين وهناك تحية لابد أن توجه للشعب المصرى على قدرته لتحمل تداعيات الأزمات الدولية والإقليمية على الصعيد الاقتصادى وأيضا الإصلاح الاقتصادى فالمواطن وهو يمثل الجبهة الداخلية هو السلاح الأساسى فى مواجهة الحرب الشاملة ضد مصر من أكاذيب وشائعات وتشكيك وتحريض وتشويه، لذلك لابد من الحكومة وأجهزة الدولة من التحرك لردع الجشع والاحتكار والمغالاة رغم المؤشرات الإيجابية للاقتصاد المصرى وتراجع الدولار أمام الجنيه مع التدفقات الدولارية وحالة الاستقرار فيها لذلك لا يمكن أن نستسلم لمقولة المحتكرين والجشعين أن اللى بيزيد فى مصر مش هيرجع لأصله بمعنى أن الأسعار لن تنخفض وكما قلت من قبل لابد من دراسة موضوعية ومنطقية هذه الأسعار، فمصر الحمد لله لا ينقصها أى شىء قوة وقدرة ومواقف شريفة وندية وشموخ وأمن وأمان واستقرار، لذلك لابد أن تنجح الحكومة فى معركة خفض الأسعار فى ظل تجاوز الأزمة الاقتصادية ولابد أن يجنى المواطن ثمار هذا النجاح وعليها ألا تتسامح مع من يتلاعبون فى الأسعار ويبالغون فيها يكفى أن أقول إن هامش الربح فى مجال السيارات عالميًا من 8 إلى 10 ٪ وفى مصر من 40 إلى 50٪ والأمر يحتاج إلى رقابة صارمة ومتابعة مستمرة واظهار العين الحمراء لتجار الجشع والمغالاة.. لأننا أمام مرحلة فارقة تواجه فيها البلاد تحديات وتهديدات ومخططات والمواطن أهم أسلحتهاوالجبهة الداخلية صمام الأمان.
تحيا مصر