قراءة في مسرحية (بلال الثائر ) للدكتور  صلاح عدس

تصوّر مسرحية بلال” “الثائر” الصراع الأزلي بين الوثنية والإسلام، من خلال المواجهة الدرامية بين البطل، بلال بن رباح، الذي يجسد معاني الصمود والثبات، وخصمه أمية بن خلف، الذي يمثل قوى الاستبداد والقهر والطغيان يسعى الكاتب إلى إسقاط أحداث التاريخ الإسلامي على الواقع العالمي المعاصر، حيث يجعل من بلال رمزًا إنسانيا للثورة ضد العبودية والظلم، ومن معاناته * نموذجا خالدًا للصبر والمقاومة في وجه أعداء الإسلام والإنسانية.

تبرز المسرحية المأساة التي عاشها بلال، ومعاناته القاسية في سبيل إيمانه، حيث تجسد المواجهة الأبدية بين الحق والباطل، وبين أهل الإيمان والطغاة. ويعرض الكاتب كيف يصنع الإيمان المعجزات، من خلال مشهد التعذيب الوحشي الذي تعرض له بلال على يد أمية بن خلف وأبي جهل، ليصبح رمزا للتحدي والانتصار الروحي رغم شدة العذاب. ورغم أن التاريخ يؤكد أن سيدنا أبا بكر الصديق أعتق ،بلالًا، إلا أن الكاتب يتعمد إبقاء العقدة الدرامية قائمة، ويترك النهاية مفتوحة ليظل الصراع مستمرًا حتى آخر لحظة من المسرحية وبهذا، يرسخ في وجدان المسلمين روح المقاومة والصمود أمام الظلم والاستبداد في شتى بقاع الأرض، مثل كشمير وفلسطين وبورما والعراق. وهكذا تتجلى الرؤية الإسلامية العميقة التي تميز المسرحية حيث يُقدم بلال بوصفه نموذجًا خالدًا للثبات والتضحية، ورسالة أمل تمتد عبر الزمن، تؤكد أن النصر في نهاية المطاف حليف الصابرين.