الكاتب الصحفي عبدالرازق‭ ‬توفيق يكتب : ثلاثة‭ ‬اجتماعات‭.. ‬فى‭ ‬منتهى‭ ‬الأهمية

بين‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭.. ‬والجبهة‭ ‬الداخلية‭ ‬‮«‬1‭-‬2‮»‬

الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق

أحاديث‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬ولقاءاته‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬والوزراء‭ ‬المسئولين‭ ‬عن‭ ‬القطاعات‭ ‬فى‭ ‬الدولة‭ ‬حافلة‭ ‬وثرية‭ ‬بالطاقة‭ ‬الإيجابية‭ ‬والمشروعات‭ ‬التى‭ ‬تدفع‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬التقدم‭ ‬وأن‭ ‬تأخذ‭ ‬مكانها‭ ‬ومكانتها‭ ‬اللائقة‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية،‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬رؤية‭ ‬التقدم،‭ ‬وامتلاك‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬الشاملة‭ ‬والمؤثرة،‭ ‬وهذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬ومضمونها‭ ‬يحتاج‭ ‬لعرض‭ ‬وشرح‭ ‬منا‭ ‬جميعاً‭ ‬وإجراء‭ ‬متابعات‭ ‬لأحاديث‭ ‬الرئيس‭ ‬وما‭ ‬يدور‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬عرض‭ ‬لمشروعات‭ ‬نفتخر‭ ‬بها‭ ‬جميعاً‭ ‬وتعد‭ ‬إنجازات‭ ‬عظيمة،‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح،‭ ‬وتعكس‭ ‬أهداف‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬النمو‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم،‭ ‬وأيضاً‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬المصرية‭ ‬واستعادة‭ ‬منظومة‭ ‬القيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬والسلوكيات‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬أصالة‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تحديات‭ ‬وأفكار‭ ‬وغزو‭ ‬ثقافى،‭ ‬وفضاء‭ ‬إلكترونى‭ ‬حافل‭ ‬بالثقافات‭ ‬والسلوكيات‭ ‬الغريبة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬سلوكيات‭ ‬بعض‭ ‬الفئات‭ ‬من‭ ‬تطرف‭ ‬وعنف‭ ‬وبلطجة،‭ ‬وانحراف‭ ‬عن‭ ‬السلوكيات‭ ‬والأخلاق‭ ‬الحميـــدة،‭ ‬والمخدرات‭ ‬والجشـــع‭ ‬والاحتكــار‭ ‬والمغــالاة‭ ‬والغــش‭ ‬والانتهازية‭.. ‬لذلك‭ ‬فالرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬دائم‭ ‬الحديث‭ ‬والتوجيه‭ ‬نحو‭ ‬بناء‭ ‬واستعادة‭ ‬منظومة‭ ‬القيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬المصرية،‭ ‬وتجديد‭ ‬الخطاب‭ ‬الدينى‭ ‬بما‭ ‬يواكب‭ ‬العصر،‭ ‬والوسطية‭ ‬والاعتدال‭ ‬وبمالا‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬ثوابت‭ ‬الدين،‭ ‬وفى‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬التى‭ ‬تتابع‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬البلاد‭ ‬استشعرت‭ ‬خطورة‭ ‬بعض‭ ‬الظواهر‭ ‬والسلوكيات‭ ‬الغريبة‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬توقفت‭ ‬عند‭ ‬اجتماعين‭ ‬للرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭.. ‬الأول‭ ‬كان‭ ‬مع‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولى‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬والفريق‭ ‬كامل‭ ‬الوزير‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬للتنمية‭ ‬الصناعية‭ ‬ووزير‭ ‬النقل‭ ‬والصناعة‭ ‬والفريق‭ ‬أحمد‭ ‬الشاذلى‭ ‬مستشار‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬للشئون‭ ‬المالية،‭ ‬والاجتماع‭ ‬الثانى‭ ‬مع‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولى،‭ ‬والدكتور‭ ‬أسامة‭ ‬الأزهرى‭ ‬وزير‭ ‬الأوقاف،‭ ‬أراهما‭ ‬غاية‭ ‬فى‭ ‬الأهمية‭ ‬وما‭ ‬دار‭ ‬فيهما‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬متابعة‭ ‬لبناء‭ ‬الوعى‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين،‭ ‬وتصدير‭ ‬الطاقة‭ ‬الإيجابية،‭ ‬والإلمام‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬الدولة‭ ‬ونجاحاتها‭ ‬وفلسفة‭ ‬وأهداف‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬العملاقة‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الدينى‭ ‬والأخلاقى‭ ‬والسلوكى‭ ‬وإصلاح‭ ‬ما‭ ‬اتلفته‭ ‬وسائل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة،‭ ‬وما‭ ‬أفسدته‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭.‬

فى‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأول‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬ملحمة،‭ ‬وإنجازات‭ ‬عظيمة‭ ‬تجرى‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬الموانئ‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬شديد‭ ‬الأهمية‭ ‬للاقتصاد‭ ‬المصرى،‭ ‬يعكس‭ ‬رؤية‭ ‬القيادة‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬فى‭ ‬تطوير‭ ‬وإنشاء‭ ‬موانئ‭ ‬عصرية‭ ‬استثمارية‭ ‬فى‭ ‬الموقع‭ ‬الإستراتيجى‭ ‬المتميز‭ ‬لمصر‭ ‬وخلق‭ ‬موارد‭ ‬جديدة‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬معضلة‭ ‬محدودية‭ ‬الموارد،‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬ووضع‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭ ‬وتوفير‭ ‬المقومات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتحويل‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬للتجارة‭ ‬العالمية‭ ‬واللوجستيات‭ ‬وهو‭ ‬هدف‭ ‬لو‭ ‬تعلمون‭ ‬عظيم‭.‬

من‭ ‬يقرأ‭ ‬اجتماع‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬أمام‭ ‬حجم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬العملاقة‭ ‬التى‭ ‬تدفع‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬إلى‭ ‬النهوض‭ ‬والصعود‭.. ‬تناول‭ ‬الاجتماع‭ ‬مشروعات‭ ‬السكة‭ ‬الحديد‭ ‬وأبرزها‭ ‬خط‭ ‬السكة‭ ‬الحديد‭ ‬العريش‭ – ‬طابا‭ ‬ومشروع‭ ‬استكمال‭ ‬خط‭ ‬سكة‭ ‬حديد‭ ‬بئر‭ ‬العبد‭ – ‬العريش‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬وحيوى‭ ‬بل‭ ‬أمن‭ ‬قومى‭ ‬بما‭ ‬يساهم‭ ‬فى‭ ‬تنمية‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬سيناء‭ ‬وخلق‭ ‬محور‭ ‬لوجيستى‭ ‬لربط‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬بالبحر‭ ‬المتوسط‭ ‬وأيضاً‭ ‬اعمال‭ ‬تطوير‭ ‬الموانئ‭ ‬البحرية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الدور‭ ‬المحورى‭ ‬الذى‭ ‬تمثله‭ ‬هذه‭ ‬الموانئ‭ ‬فى‭ ‬البرامج‭ ‬التنموية‭ ‬للدولة،‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءة‭ ‬موانئ‭ ‬رأس‭ ‬سدر‭ ‬وجرجوب‭ ‬وأبوقير‭ ‬البحرى‭ ‬والإسكندرية‭ ‬الكبير‭ ‬والمكس‭ ‬الجديد‭ ‬واستكمال‭ ‬تطوير‭ ‬ميناء‭ ‬السخنة‭ ‬وإنشاء‭ ‬ميناء‭ ‬طابا‭ ‬البحرى‭ ‬ومشروعات‭ ‬تطوير‭ ‬ميناء‭ ‬دمياط‭.‬

ما‭ ‬دار‭ ‬فى‭ ‬الاجتماع‭ ‬موجود،‭ ‬لكننا‭ ‬نحتاج‭ ‬للعمل‭ ‬عليه‭ ‬وبناء‭ ‬الوعى‭ ‬لدى‭ ‬الناس،‭ ‬وإيصال‭ ‬جهود‭ ‬ونجاحات‭ ‬وإنجازات‭ ‬الدولة،‭ ‬وشرح‭ ‬أهداف‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬العملاقة،‭ ‬وماذا‭ ‬تحقق‭ ‬لمصر‭ ‬واقتصادها‭ ‬وشعبها،‭ ‬نحتاج‭ ‬لعمل‭ ‬مكثف‭ ‬لتعريف‭ ‬المواطنين‭ ‬بهذه‭ ‬المشروعات‭ ‬العملاقة‭ ‬وكيف‭ ‬ستنقل‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬أخرى‭ ‬وتخلق‭ ‬آفاقاً‭ ‬اقتصادية‭ ‬رحبة،‭ ‬لأن‭ ‬حملات‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والتشكيك‭ ‬والتشــويه‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬هدفها‭ ‬إحباط‭ ‬الناس‭ ‬وتشويه‭ ‬بل‭ ‬وإنكار‭ ‬هذه‭ ‬النجاحات‭.. ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نتناول‭ ‬ونكثف‭ ‬إبراز‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬الوسائل‭ ‬وشرحها‭ ‬ببساطة‭ ‬وتنظيم‭ ‬زيارات‭ ‬لموقع‭ ‬العمل،‭ ‬بل‭ ‬للمشروعات‭ ‬التى‭ ‬انتهى‭ ‬تنفيذها،‭ ‬وما‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬من‭ ‬تنمية‭ ‬وسيادة‭ ‬وقوة‭ ‬وقدرة‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتنموية‭ ‬ورؤية‭ ‬وطنية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬تحقق‭ ‬لمصر‭ ‬أهدافها‭ ‬التنموية‭ ‬بجدارة،‭ ‬هناك‭ ‬الكثيرون‭ ‬لا‭ ‬يعلمون‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬العملاقة‭ ‬وما‭ ‬ستحققه‭ ‬لمصر‭ ‬من‭ ‬أهداف،‭ ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ننشط‭ ‬لتصدير‭ ‬الطاقات‭ ‬الإيجابية‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬وهى‭ ‬مشروعات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬ليس‭ ‬فى‭ ‬الموانئ‭ ‬أو‭ ‬النقل‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬وما‭ ‬أكثر‭ ‬الإنجازات‭ ‬العظيمة‭ ‬فى‭ ‬الزراعة،‭ ‬والصناعة،‭ ‬والطاقة‭ ‬وغيرها‭.‬

الاجتماع‭ ‬الثانى‭ ‬مع‭ ‬الدكتور‭ ‬مدبولى‭ ‬ووزير‭ ‬الأوقاف‭ ‬أراه‭ ‬غاية‭ ‬فى‭ ‬الأهمية‭ ‬خاصة‭ ‬أنه‭ ‬تناول‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الدينى‭ ‬والأخلاقى‭ ‬والسلوكى‭ ‬مثل‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬صحح‭ ‬مفاهيمك‭ ‬لبناء‭ ‬وعى‭ ‬دينى‭ ‬ومجتمعى‭ ‬مستنير‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصحيح‭ ‬المفاهيم‭ ‬المغلوطة‭ ‬والتصدى‭ ‬لصور‭ ‬التطرف‭ ‬غير‭ ‬الدينى‭ ‬التى‭ ‬تسهم‭ ‬فى‭ ‬تراجع‭ ‬القيم،‭ ‬وعلى‭ ‬الجميع‭ ‬وكافة‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدنى‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬دعم‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬الذى‭ ‬يمثل‭ ‬فيه‭ ‬الوعى‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعه‭ ‬أهم‭ ‬أسلحة‭ ‬العبور‭ ‬والنصر‭.. ‬لكننى‭ ‬أرى‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬تركيز‭ ‬الدكتور‭ ‬الأزهرى‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والاتصالات‭ ‬فقط‭.. ‬بل‭ ‬الاتصال‭ ‬والتواصل‭ ‬المباشر،‭ ‬ولدينا‭ ‬كنز‭ ‬عظيم،‭ ‬أكبر‭ ‬وسيلة‭ ‬إعلامية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وهى‭ ‬خطبة‭ ‬الجمعة‭ ‬والأكثر‭ ‬حضوراً‭ ‬وانتشاراً‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد،‭ ‬إذا‭ ‬اخترنا‭ ‬الموضوعات‭ ‬والقضايا‭ ‬التى‭ ‬تصيب‭ ‬أهدافنا‭ ‬بدقة،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬نحضر‭ ‬4‭ ‬قضايا‭ ‬شهرياً،‭ ‬وكذلك‭ ‬اختيار‭ ‬الخطباء‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬العلم‭ ‬والدين‭ ‬والثقافة‭ ‬العامة‭ ‬والإلمام‭ ‬بالشأن‭ ‬العام،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬دروس‭ ‬صغيرة‭ ‬ومبسطة‭ ‬فى‭ ‬المساجد‭ ‬بين‭ ‬صلاتى‭ ‬المغرب‭ ‬والعشاء‭.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.