عبد الناصر البنا يكتب : حصار مصر المزعوم لغزة والقطاع !!

عبد الناصر البنا
إذا لم تستح فافعل ما شئت” حديث نبوي شريف معناه أن الحياء يمنع الإنسان من فعل القبيح ، فإذا فقد الإنسان الحياء فإنه قد يقدم على أي فعل دون رادع ، وصدق المثل القائل : إللى إختشوا ماتوا ، والحديث هنا عن تصريحات قادة حماس التى تزعم فيها مشاركة مصر فى فرض حصــــار على غزة .
تأتى هذه التصريحات فى الوقت الذى تبذل فيه مصر قصارى جهدها كونها طرف أساسى وليست وسيط فى المفاوضات التى تتم بين حماس وإسرائيل من أجل التوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار ، ووسط جهود دولية للوصول إلى هدنه فى قطاع غزة ، والقاصى والدانى يعلم ويعرف تماما دور مصر الفاعل فى القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى الآن ، من أجل حل الصراع الدائر بين فلسطين وإسرائيل .
مصر كانت ولاتزال فى طليعة الدول الساعية إلى رفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى من خلال جهود الوساطة المستمرة لوقف إطلاق النار ، وقيادة عمليات الإغاثة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية بإعتراف المنظمات الدولية وعلى رأسها الـ UN ــ والأونروا .. وغيرها ، حيث تؤكد تصريحات تلك المؤسسات وتقاريرها وبياناتها الرسمية حجم الدعم المصرى المقدم لقطاع غزة ، حتى أنه لم يتم الاشارة فى أى بيان رسمى أن مصر أعاقت أو منعت دخول المساعدات إلى قطاع غزة .
هناك أكثر من الـ 6 آلاف طن مواد إغاثية وطبية دخلت قطاع غزة خلال الـ 5 أيام الماضية ، إضافة إلى ما أعلن عنه الجيش المصرى من إسقاط أطنان من المساعدات جوا على قطاع غزة مؤخرا ، حتى أن إجمالى الشاحنات التى دخلت القطاع منذ أحداث 7 أكتوبر بلغت 35.000 شاحنة مساعدات تبلغ حصة مصر منها أكثر من الـ 80%
ورعم هذا تجد هناك من يزايد على دور مصر .. من أنتم ؟
نحن حملات مغرضــــــة أطلقتها بعض القوى والتنظيمات التى تهدف إلى تشويه الدور المصرى الداعم للقضيـــة الفلسطبنية ، جماعات ولجان على وسائل التواصل الاجتماعى تروج لمزاعم لأ اساس لها من الصحة حول مشاركة مصر فى فرض حصــــار على غزة ، حملات ممنهجة يمولها التنظيم الدولى للإخوان للتشكيك فى دور مصر تجاه غزة ، وإتهامات من حماس إلى مصر التى تأوى قيادات ” فتح ــ وحماس ــ والسطة الفلسطينية ” من أجل الوصول إلى حل للقضية ، ويبدو أن هناك إنقسام ما فى الحركة سوف يتضح خلال الأيام القليلة القادمة .
” إتق شر من أحسنت إليه ” مقوله شعبيه تناسب التصريحات المشينه لقيادات حماس ، وهذا ليس بغريب وقد ذكرت فى مقال سابق بعنوان ” هل كان طوفان الأقصى جزءا من مؤامرة على مصر ” وإنتهيت فيه إلى العلاقة التى تجمع بين قيادات حماس وجهاز الإستخبارات الإسرائيلى الموساد ، وأشرت إلى تقارير لـ CNN أفادت بأن حركة المقاومة الاسلامية “حماس ” هى صنيعة إسرائيل ، وأن العديد من قيادات الحركة يعملوا ضمن جهاز الموساد ، ولعل المتأمل لعملية الكر والفر فى المفاوضات الأخيرة بين الحركة وإسرائيل يدرك حقيقة المناورة التى تتم ، تجد المماطلة تأتى تارة من جانب اليمين الإسرائيلى المتشدد ، وأخرى من جانب حركة حماس ، ونحن ينطبق علينا المثل الشعبي “ما ينوب المخلص إلا تقطيع هدومه” !!
إنما أن تبلغ الوقاحة أن يطل علينا ” خليل الحية ” أحد قيادات حماس ليقود حملة شرسة ضد مصر ورئيسها متهما القاهرة بالتقصير فى إدخال المساعدات إلى غزة ، وأن مصر تقدم أرقام غير دقيقة عن دخول المساعدات إلى قطاع غزة ، وأن البيانات المصرية بتخفيف معاناه الفلسطينيين تعد تبريرا لتقاعسها ، وأن يصف مصر بالمتقاعس تجاه آداء واجب إنسانى ، خليل الحية إتهم القاهرة أيضا بمحاولة تضليل الرأى العام العربى وتجميل صورة مصر للتتغطية على ماوصفه البيان بالتقصير الفادح والمؤلم فى تلبية الحد الأدنى من إحتياجات السكان فى القطاع ، والمطالبة بفتح فورى وغير مشروط لمعبر رفح أمام المساعدات .. إلخ
من الواضح أنها حملة ممنهجة وقوية جدا مصر ، ولكن بقليل من العقل يمكنك أن تربط بين تصريحات خليل الحية ” الرقطاء ” التى تروج للراوية الاسرائيلية الوقحة فى محكمة العدل الدولية بأن إغلاق معبر رفح هو من جانب مصر ، الحية وجماعة الإخوان إستطاعوا اللعب على هذا الوتر بإدعاء أن مصر هى التى تغلق المعبر من جانبها ويبدو أنهم “عفوا ” لك عزيزى القارىء راضعين من لبن حماره واحدة ، هذه الحملة تزامنت مع حملة تحريض إخوانيــة ضد القاهرة ، بدأت بتصريحات لحركة “حسم” التابعة لجماعة الاخوان الارهابية التى أعلنت عن إعادة إحياء نشاطها بإستهداف منشآت أمنية وإقتصادية فى مصر ، وهو المخطط الذى تصدت له وزارة الداخلية فى عملية نوعية لم تعلن عنها إلا بعد 13 يوما من تنفيذها . والطريف أن ” يحيى موسى ” قائد حركة حسم الاخوانى الهارب إلى تركيا ظل طوال تلك الفترة على تواصل مع عناصر يعتقد أنها خليته التى تم تصفيتها ، ويمكن هذا يفسر سر حالة الصراخ والعويل التى إنتابت الجماعة الارهابية .
هذا بخلاف دعوات التحريض ضد الدولة على وسائل التواصل ومطالبة مصر بفتح معبر رفح ، ودعوات تحريضية للتظاهر أمام السفارات والقنصليات فى الخارج ، وبث فيديوهات مفبركة لـ إحتجاز ضباط داخل أحد الأقسام ، سبقها ” قافلة الصمود ” من أجل كسر الحصار عن غزة التى إنطلقت بنشطاء من تونس ، ووجدت متضامنين لها من الجزائر وليبيا وموريتانيا والمغرب ، وهى القافلة التى حاولت الجماعة إستغلالها على شبكات التواصل ، ووقفت لها السلطات المصرية بالمرصاد ؛ وتم ترحيل من إستطاع الدخول إلى مصر جوا سواء فى مطار القاهرة أو مدينة الإسماعيلية . مخططات مشبوهه ، وتصريحات فجة لم تترك شيئا للتأويل أو التلميح او الاسقاط ، وكأن الحماقة أعيت من يداويها ،
أن تصف حماس جهود مصر الإغاثـيــــة ” بالوهم الانسانى ” فتلك صفاقة غير مقبوله ، وتصريحات تنم عن إنعدام
الأدب وقلة الحياء ، القاهره القوية الأبية التى لاتريد أن تفرق إكتفت بأنها ارسلت تحذير شديد اللهجة إلى قادة
حماس تحذر من إستمرار تصريحاتهم ضد مصر ، وهم يعلموا جيدا عندما تكشر مصر عن أنيابها ، موقف مصر من
القضية الفلسطينية ثابت ولم يتغير منذ أكثر من الـ 70 عاما ، مصر ترفض جملة وتفصيلا الحملات الممنهجة للتشكيك
فى دورها تجاه غزة
وقد يخطىء من يظن أن القضية الفلسطينية هى قضية العرب كلهم ، هى قضية مصر وحدها ، وتؤكد الشواهد
التاريخية ذلك ، وحتى لانذهب بعيدا لأن مصر لاتريد أن تزيد مساحة الفرقة والشقاق بين العرب بالنظر إلى كم
التضحيات التى قدمتها مصر من أجل القضية ، وكيف تعامل حكام مصر مع القضية كل حسب رؤيته وقناعاته وسبق أن
ذكرت ذلك فى مقال بعنوان ” قمة فلسطين وغياب السبعة ” وأقصد بها قمة القاهره الطارئة الخاصة بخطة مصر لـ
إعادة إعمار قطاع غزة التى غاب عنها القادة العرب .
الحقيقة أنى أطلت ولكن اعود وأذكر أن مصر فى 12 يونيو الماضى قالت أجرأ وأقوى كلمة فى تاريخها كله فى
الجمعية العامة للأمم المتحدة على لسان مندوبها الدائم السفير أسامة عبدالخالق عندما طالب بشكل رسمى مالم
تجرؤ دولة واحدة فى العالم أن تطلبه بضرورة تصحيح العوار الخاص ” بالفيتو ” فى مجلس الأمن وإستخدامه مرة
واحدة وللأبد ، وافاد بأنه حتى وإن كانت أمريكا قد إستخدمت ” الفيتو ” ضد مشروع قرار يدين إنتهاكات إسرائيل ، إلا
أن ذلك لايغير الحقيقة بأن إسرائيل إرتكبت وترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيه بصورة ممنهجة كل يوم فى غزة
ولايفوتنى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى وجهها إلى الرئيس دونالد ترامب بالتزامن مع ” مؤتمر الأمم
المتحدة رفيع المستوى حول ” التسوية السلمية لقضية فلسطين وتطبيق حل الدولتين ” ، وتصريحات الرئيس
الفرنسى ” مانويل ماكرون ” التى أعلن فيها نيته الاعتراف رسميا بدولة فلسطين خلال إجتماع الجمعية العامة للأمم
المتحدة فى سبتمبر المقبل ، وكان لهذا التصريح ردود أفعال مناهضة من الجانب الاسرائيلى .. حفظ الله مصر ..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.