الكاتبة الصحفية حنان خيري تكتب : الصبر مفتاح الفرج

الصبر على البلاء من أعظم الفضائل وأجلّها، وهو مفتاح الفرج، ومن سمات الإنسان القريب من الله .. وأجمل ما قيل في الصبر على البلاء: “الصبر شجرة جذورها مرة وثمارها شهية” ولذلك لابد أن نتمسك بالصبر ولا نيأس مهما كانت شدة المصائب، فإنها تبدأ كبيرة ثم تصغر بالتدريج “.
الصبر على البلاء هو صفة الإيمان والثقة برحمة الرحمن، وهو دليل على قوة الإنسان وقربه من رب العالمين، و الصبر له فوائد عديدة تتجاوز مجرد التحمل، فهو يعزز الصحة النفسية والجسدية، ويساهم في تحقيق فهم الحياة بحلوها ومرها وهذا يثبت الإنسان في مواجهة كافة الأمور الحياتية، ويقلل التوتر والقلق، ويعزز السلام الداخلي،والمصالحة مع النفس ومع الآخرين ويحسين القدرة على التعامل مع المشاكل، وزيادة الثقة بالنفس.
كما أن له دور في تعزيز الصحة الجسدية، وتقوية المناعة، وحماية الفكر والمشاعر وردود الأفعال فحين يشتد الوجع، ويتصاعد الألم، ليس هناك علاج قوى وفاعل مثل وصفة الصبر لتهدأ النفس وتعود إلى طبيعتها.
فمن المؤكد أن أقوى المحاربين في الأزمات والابتلاءات الوقت والصبر.فالنصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، “وإنّ مع العسر يسراً.”
نحن لا يمكن أن نتعلم الشجاعة والصبر إذا كان كل شيء في العالم مليئاً بالسهولة والسعادة والفرح، فمن المعروف ان الإنسان خلق في كبد وتعب وشفاء و ابتلاء،وثمرة الهدوء والراحة تأتي من الصبر الطويل .. وينبغي أن نؤمن بأنّ كل أزمة نقابلها تُعلمنا الصمود والصمت والدعاء ..
إن الصبر عند الابتلاء والرضا بالقضاء هو من أعظم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان ، وهو دليل على قوة الإيمان والتوكل على الله.
الصبر هو حبس النفس عن الرفض والسخط، والرضا مسكن الصدر وسعادته بما قدره الله وقضاه، حتى لو كان فيه ألم أو مصيبة، فنتذكر أن هناك أحوالا أشد قسوة وابتلاءا أكثر صعوبة وهم، فمن يرى ابتلاء غيره، يهون عليه ابتلاءه
فلابد أن نتلقى البلاء بالرضا بقضاء الله وقدره، وهذا من أعظم ما يُعين الإنسان على المصيبة.ونكون على يقين وثقة أن البلاء من قدر الله المحتوم، وقدر الله لا يأتي إلّا بخيـــر.
لأن أمسك جمرة من النار و أقبض عليها حتّى تبرد في يدي أفضل إلي من أن أقول لشيءٍ قضاه الله: ليته لم يكن هكذا ..!
الصبر عند البلاء يهوِّن من أثر النار في القلوب. الجزع وعدم الرضا لا ينفعا، فالتحسر على المفقود لا يأتي به.والحزن والحسرة لا ترده ، فالموت حقيقة والله يسترد أمانته وقت يشاء ، وهكذا أي ابتلاء المولى عز وجل قادر أن يرفعه “كن فيكون،” سبحانه قادر على كل شئ.
فمعرفة طبيعة الدنيـــا وأنّها دار عناء وشقاء تلهمنا الصبر، فالدنيـــا بمثابة المعدية التي نعبر بها إلى الدار الآخرة، فلا نحزن على ما فات فيها لأن الأنسان يُثاب عندما يصبر ويكتم تعبه ويتحدث مع الله بيقين في كرمه وفرجه، وحينئذ يهون عليك كل بلاء.. ولابد أن نفهم أن الصبر مثل اسمه مذاقه مر ، لكن عواقبه جميلة وشهية.”فبشر الصابرين” ..
الصبر ياالله