الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : الجماعة والحركة والكيان .. ومخطط التهجير

الكتاب الصحفي عبد الرازق توفيق
دفع الشعب الفلسطينى فى غزة ثمناً فادحاً جراء قرارات غير محسوبة لم تبن على تقديرات صـحيحة ولم تر العواقب الوخيمة التى ستلحق بمواطنى القطاع من تدمير وقتل وإبادة وحصار وتجويع.. بل الأخطر من ذلك أن الكيان الصهيونى اتخذ من هجوم 7 أكتوبر 2023 ذريعة ووسيلة لخداع العالم بحقه الدفاع عن النفس لتحقيق وتنفيذ مخططاته فى مزيد من التوغل والتوسع والاحتلال والتصعيد..
ربما يبدو للبعض أحيانا إن ما جرى تم ترتيبه وفقاً لتخطيط وأن إسرائيل وتحديداً حكومة المتطرفين كانت على علم بالهجوم وبالتالى بنت دولة الاحتلال عدوانها وأوهامها ومخططاتها على ما جرى فى السابع من أكتوبر الذى كان نقطة انطلاق الكيان الصهيونى لتدمير قطاع غزة بالكامل واستهداف الحجر والبشر وكافة مقومات الحياة فى القطاع وقتل الأطفال والنساء وتحويل غزة إلى مجرد أطلال تحصى تحتها آلاف المفقودين من الفلسطينيين وبات أكثر من مليونى فلسطينى مشرد دون مأوى أو أمل أو مستقبل.
الحديث عن هذا الترتيب مطروح وموجود لدى بعض الآراء ويسوقون الأدلة والبراهين.. خاصة طبيعة رد الفعل الإسرائيلى فى ممارسة الإجرام والإبادة والقتل والحصار والتجويع وكان يمكن لإسرائيل أن تتوقف بعد فترة قصيرة من عدوانها وتدمير القطاع إذا كان الأمر يتعلق بالثأر من هجوم السابع من أكتوبر.. لكن الأمور تكشفت وظهرت النوايا على السطح فى إعلان رغبة إسرائيل وواشنطن تصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان قطاع غزة ومحاولة توطينهم فى سيناء وهذا ما يتكشف فى أمرين.
الأول: ما طلبه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من مصر والأردن باستقبال الفلسطينيين فى أراضيهما وخاصة سيناء وقوبل هذا الطلب الغريب والعجيب والذى يخالف الأعراف والقوانين ومبادئ السيادة والقانون الدولى بالرفض الحاسم والقاطـع من مصــر وقيادتها الوطنيـة الشريفة.. ومصـر أدركـت المخطـط مبكــراً مع بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وأعلنت بحسم ووضوح لا تصفية.. لا تهجير طوعاً أو قسراً.. لا توطين على حساب الأمن القومى المصرى.. لذلك يطفو على السطح ما علاقة ردة فعل إسرائيل على هجوم السابع من أكتوبر.. بمخطط التهجير.. هل جاء وفقاً لترتيب ومخطط أم صدفة؟.. لذلك هناك من يربط بين الهجوم ومخطط التهجير والذرائع التى خلقتها إسرائيل لنفسها وسوقتها للعالم كحق الدفاع عن النفس.. وهل هذا الربط نتج عن توريط حماس وايقاعها فى الفخ أم بالتنسيق والاتفاق؟.. هذه آراء وتساؤلات لدى البعض لا يمكن تأكيدها أو نفيها.
الأمر الثانى: إن جرائم إسرائيل وعدوانها وحرب الإبادة التى تشنها على سكان القطاع تستهدف الضغط على الفلسطينيين ودفعهم نحو الحدود المصرية وممارسة أقصى أنواع الإجرام والتجويع والحصار وتخطيط إسرائيل بإنشاء مراكز المساعدات.. والمدن الإنسانية التى رفضتها مصر بشكل قاطع بالقرب من الحدود المصرية ووضع الفلسطينيين فى مساحة ضيقة فى رفح الفلسطينية قرب الأراضى المصرية كل ذلك يشير ويفضح نوايا إسرائيل.. وهل كان كل هذا الإجرام وحرب الإبادة للانتقام والقضاء على حماس أم إجبار الفلسطينيين على النزوح فى اتجاه الحدود المصرية؟..
ونعود بالذاكرة إلى سنوات مضت حيث كانت مصر تواجه حرباً شرسة ضد الإرهاب فى سيناء والسؤال مَن كان يشرف ويمول ويدعم الجماعات الإرهابية فى سيناء ومَن هى الجماعة المنفذة لتعليمات الصهاينة ولماذا سيناء بالذات؟.. الحقيقة أن ما يجرى الآن فى قطاع غزة ومَن تسبب فى إجرام إسرائيل وإعلان بدء مخطط التهجير له علاقة بما كان يجرى من إرهاب قبل سنوات فى سيناء لأن المطلوب كان افقاد مصر السيطرة على سيناء وفصلها عن الجسد الوطنى ثم إعلانها دولة ترفع عليها رايات الجماعات والميليشيات الإرهابية وهى صناعة الكيان الصهيو- أمريكى.. ثم تبدأ عملية تهجير الفلسطينيين إلى غزة بموافقة وبمباركة الإخوان المجرمين وهذا واقع كشفت عنه الوثائق والاعترافات وأخرها ما قاله الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن عن موافقة الرئيس المعزول محمد مرسى على التنازل عن جزء من سيناء لصالح توطين الفلسطينيين فيها كوطن بديل لهم عوضاً عن قطاع غزة الذى سيذهب لدولة الاحتلال..
ثم ان ما قاله الإرهابى محمد البلتاجى من تصريحات واعترافات تؤكد أن الإخوان المجرمين هم من كانوا يديرون وينفذون العمليات الإجرامية والإرهابية فى سيناء.. هذا الذى يحدث فى سيناء سيتوقف عندما يعود محمد مرسى إلى الحكم.. هل هناك دليل دامغ على خيانة الإخوان أكثر من ذلك..
لكن قوة وإرادة وصلابة الدولة المصرية وجيشها العظيم وشرطتها الوطنية أجهضت مخطط الشر وقضت على الإرهاب وأيضاً (مصر- السيسى) تقضى على مخطط التهجير.. السؤال المهم أيضاً.. الحرب نتائج وتحقيق للأهداف والمهام طبقاً للحسابات.. ماذا حصدت فلسطين وشعبها من هجوم السابع من أكتوبر وهل استشهاد وإصابة ما يقرب من 200 ألف فلسطينى .
والسـؤال العريـض والمهـم بعــد هـذا العــرض والربــط.. ما هو المطلوب من مصر رغم أنها صاحبة المواقف الشريفة والوحيدة التى تقف فى وجه المخطط الصهيو- أمريكى لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية والوحيدة التى قالت للأمريكان لا.. وهذا واجب وحق للأشقاء الفلسطينيين الـ2.5 مليون مواطن برئ فى قطاع غزة ما يقرب من 80 ٪ من حجم المساعدات والتى تسابق الزمن بجهود سياسية ودبلوماسية ودولية ووساطات من أجل انقاذ الشعب الفلسطينى فى غزة .
تحيا مصر
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.