الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : النيل عنده كتير  !!

الكاتب الصحفي عصام عمران

أدرك المصريون القدماء أن نهر النيل هو رب الحياة التي خلقت حضارتهم، لذا نظروا له بعين القداسة، وخصصوا له عددا من الأرباب أشهرهم الإله ” حابى أو حعبي”، والذي يمثل فيضان النيل سنويا، ومصدر الحياة الأولى عموما “بداية الخلق” ومصدر الحياة الأولى للمصري القديم،

وقد وصف بـ”سيد القرابين” وكان أهم ادواره كمعبود تجسيد فيضان النيل، لذا جاء ذكره كثيرا فيما

يعرف بـ”أناشيد النيل”، وضمن فقرات في “نصوص التوابيت”، كما أُطلق عليه أيضا “سيد الفيضان”

و”رب أزلي” و”خالق” و”رب الأرباب” و”أقدم الأرباب”، كما وصف بـ”سيد الكل”، الذي يحدث التوازن

في الكون.
ولم يقتصر الاهتمام بالنيل على المصريين القدماء فقط فتواصل هذا الاهتمام عبر مختلف الأجيال وعلى مر العصور

وحتى وقتنا هذا حيث تقيم الدولة المصرية عيدا سنويا في شهر أغسطس تطلق عليه ” وفاء النيل ” ويتضمن العديد

والعديد من الاحتفالات والفعاليات.

من هذا المنطلق تنظم وزارة الثقافة سلسلة من الفعاليات والمسابقات الثقافية والتوعوية باهمية النيل وضرورة

الحفاظ عليه تجمع بين التراث والإبداع، وتمتد من الجنوب إلى الشمال بمختلف المحافظات

ووفقا للدكتورأحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، فإن هذه الفعاليات تقدم  ضمن مبادرة “النيل عنده كتير.. لعزة الهوية

المصرية”، بالتعاون مع عدد من الوزارات والمؤسسات الوطنية، خلال شهر اغسطس تزامنًا مع ذكري احتفاء المصريين

“بوفاء النيل؛ لتعكس الدور الحضاري والتاريخي والإنساني للنهر الخالد في وجدان المصريين.

وتشهد الفعاليات مشاركة قطاعات ثقافية وفنية مختلفة، إضافة إلى وزارات وهيئات معنية، بهدف تقديم صورة

متكاملة عن النيل كمصدر للحياة والإبداع، ووسيلة لغرس قيم الانتماء في الأجيال الجديدة، والتأكيد على أن النيل

ليس مجرد نهر، بل هو شريان مصر الأصيل.

ومن المقرر ان تقدم دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور اسامه طلعت برنامجًا ثقافيًا ممتدًا، خلال الفترة من

١٣ حتي ١٥ أغسطس الجارى ، بمشاركة  كافة إداراتها ، حيث تنظم  الإدارة المركزية للمراكز العلمية:من خلال مركز

تاريخ مصر المعاصر ندوة يوم  14 أغسطس حول النيل وأهميته وتاريخه،

كما يعيد المركز طبع كتاب :” نخبة الفكر في تدبير نيل مصر” تأليف على مبارك باشا، تحقيق الدكتورة لطيفة سالم،

والدكتور حسام عبد المعطى و الدكتورة حنان عزوز، تقديم الدكتور يونان لبيب رزق والذي صدر عن المركز عام ۲۰۰٦،

بالإضافة لكتاب :”النيل في التاريخ المصري الحديث والمعاصر”، وهو مجموعة أبحاث بمشاركة الدكاترة إلهام ذهني ،

عبد الرحمن الشرنوبي ، حمادة إسماعيل،  لطيفة محمد سالم، عبد الوهاب بكر ،  يونان لبيب رزق و السيد فليفل،

والذي صدر عن المركز عام ۲۰۰۹ .

و ينظم مركز تحقيق التراث ندوة بعنوان “النيل في تراثنا العربي”، ويقوم مركز توثيق وبحوث أدب الطفل بنشر عدة

أنشطة توعية تم اعدادها خصيصًا لهذا النشاط  من بينها :” نشر مقطع مرئي لورشة عن نهر النيل، رواية قصة للعيد

وأهمية النيل الحياة المصريين”، ويطلق مركز التنمية البشرية مسابقة ثقافية بحثية بعنوان ” النيل بين الماضي

والحاضر والمستقبل”، بالإضافة لنشر مركز الببليوجرافيا والحاسب الآلي إلكترونيا ببليوجرافيا النيل و السد العالي عبر

تطبيق كتابي.
من جانبه يقدم قطاع الفنون التشكيلية برئاسة دكتور وليد قانوش فعالية فنية تحت عنوان “أتيلييه بلكونه النيل”،

والتي تقام في عدد الشرفات المطلة على نهر النيل في كل من قطاع الفنون التشكيلية ومتحف احمد شوقي يومي

13 و 14 أغسطس ، وذلك بهدف تعزيز الهوية الثقافية المصرية وترسيخ الوعي الوطني بقيمة نهر النيل ، مع إتاحة

الفرصة للفنانين التشكيليين والرسامين من مختلف الأعمار والمستويات للمشاركة في رسم المناظر الطبيعية

الخلابة لنهر النيل من قلب الشرفات المطلة عليه، في تجربة تجمع بين الإبداع والتأمل في جمال النهر الخالد .

و تُطلق وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارتي الموارد المائية والري والبيئة، مسابقة “وفاء النيل”،التي ينظمها المركز

القومي لثقافة الطفل التابع للمجلس الأعلي للثقافة للأطفال والشباب من عمر “8 إلى 18 سنة”، لتشجيعهم على

التعبير عن حبهم للنيل من خلال الفن والإبداع.

و ذلك بهدف إعادة النيل إلى قلب المشهد الثقافي، عبر أنشطة تمزج بين التراث والفن المعاصر، بمشاركة قطاعات

متعددة من الثقافة والفنون، لتُبرز النيل كرمز للانتماء والعطاء.

ووفقا لما ذكره الدكتور أشرف العزازي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، فإن المسابقة ستمنح الأطفال والشباب

فرصة مميزة للتعبير عن مواهبهم في عدة مجالات إبداعية، تشمل: كتابة القصة القصيرة، الشعر، الرسم، مع توصية

خاصة باستخدام مواد معاد تدويرها لضمان أن تكون الأعمال صديقة للبيئة، إلى جانب مجال الفيلم القصير من خلال

تصوير مقاطع تتراوح مدتها بين 2 إلى 5 دقائق عن نهر النيل باستخدام الهاتف المحمول.

و تتنوع موضوعات المسابقة ما بين: “جمال نهر النيل ووفائه خلال موسم الفيضان، احتفال المصريين القدماء بعيد وفاء

النيل ، المناظر الخلابة على ضفتي النيل، علاوة على السلوكيات السلبية التي تهدر المياه أو تلوث النهر”

أحمد عبد العليم رئيس المركز القومي لثقافة الطفل كشف أن المسابقة مفتوحة لجميع الأطفال والشباب من

مختلف محافظات الجمهورية، وسيتم تقييم الأعمال من خلال لجنة تحكيم تضم نخبة من الأساتذة المتخصصين في

ثقافة الطفل إلى جانب إخصائي التوعية بالإدارة العامة للثقافة البيئية بوزارة البيئة ، ويُمنح الفائزون جوائز مالية

وعينية، بالإضافة إلى شهادات تقدير مقدمة من وزارة البيئة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.