الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: مصر .. دور لا ينكر وفراغ لا يملأ !!

على مدار العقدين الأخيرين واجهت الدولة المصرية ولا تزال العديد من التحديات الكبيرة في ظل حرب الشائعات التي تتعرض لها للنيل من استقرارها وأمنها القومي من خلال حملة ممنهجة لتشويه مصر والتشكيك في مواقفها وإنجازاتها، فهناك مخططات لنشر شائعات مغرضة وأكاذيب لتشويه الإنجازات التي حققتها وتستهدف هدم مؤسساتها الوطنية وإثارة الإحباط في نفوس المواطنين حتى يفقد المواطن الثقة في بلده وقياداته .
و تزداد هذه الحملات كلما شعروا أن الدولة المصرية صامدة في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والإقليمية، وأن اقتصادها يتعافى والأوضاع تتحسن، فهؤلاء المغرضون والمتربصون لا يهنئون مع استقرار وأمن مصر، إنما يبحثون عن الشماتة والتشفي حتى لو رددوا الكذبة وصدقوها، فلا يتوقفون عن نشر الأكاذيب والمعلومات المغلوطة والمضللة والتقارير والفيديوهات المفبركة.
ولعل خير دليل على ذلك الحملة الشرسة والمغرضة التي يشنها هذه الأيام أهل الشر وأعوانهم فى الداخل والخارج ضد مصر وادعائهم كذبا وبهتانا أنها تتخاذل فى دعم القضية الفلسطينية ، و المؤسف والمحزن فى نفس الوقت أن القيادى الحمساوى خليل الحية ألمح إلى ذلك فى كلمته التى بثها مؤخرا من الغرف المكيفة ، بل وصل بهم الإفك أن يتهموا الدولة المصرية بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإغلاق معبر رفح الحدودي وهو ما لم يحدث مطلقا منذ اندلاع الحرب بين الكيان الإسرائيلي و فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس في السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ وحتى الآن وهذا ما أكده الرئيس السيسي فى كلمته المهمة التى وجهها للمصريين بل وللعالم أجمع مؤكدا دور مصر وموقفها الثابت والشريف تجاه ما يحدث فى غزة طوال ٢١ شهرا .
المؤكد أن هناك مخططات من أعداء الوطن وأبواق الشر وجماعة الإخوان الإرهابية بالتعاون مع أجهزة مخابرات أجنبية تستهدف إثارة الفوضى والفتن وضرب وزعزعة استقرار الدولة المصرية، حيث يتم تحريك لجان إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا والإعلام المعادي لنشر الشائعات والأكاذيب عن الأوضاع في مصر، ونشر ، وتشمل هذه المخططات نشر فيديوهات وأخبار قديمة مفبركة وكما ذكرت في البداية فإن هذه المخططات الشيطانية الخبيثة لم تتوقف على مدار السنوات الماضية لاسيما فى أعقاب ثورة ٣٠ يونيو العظيمة وكل هدفها تشويه وتفكيك مؤسسات الدولة المصرية والنيل من رموزها،
فمخطط إحداث الفوضى الخلاقة الذى أوقفته مصر، ما زال يطل برأسه ويدير حروب الجيلين الرابع والخامس لضرب
تكاتف شعبها مع مؤسساته ووقوفه خلف قيادته السياسية، عن طريق نشر الشائعات والأكاذيب من خلال لجان
إلكترونية ، و يرصدون مليارات الدولارات لتنفيذ هذه المخططات ، ولكن الشعب المصري العظيم بات لديه وعي كبير
بهذه المخططات ولا ينساق وراءها ويقف دائما في صف بلده لأنه يدرك قيمة الوطن وأهمية الحفاظ عليه.
ونحن بدورنا نؤكد أن مواجهة الشائعات التي تستهدف الدولة المصرية أصبحت ضرورة ملحة في ظل الظروف الحالية،
للتصدي بقوة لحرب الأكاذيب والشائعات التي تستند إلى التضليل وإثارة الفوضى ، وهى مسؤلية تضامنية بين
مختلف أجهزة الدولة لاسيما الأسرة ووسائل الإعلام بشتى أنواعها .
و نؤكد أيضا أن الدولة المصرية يقظة وقادرة على حماية أمنها القومي واستقرارها والحفاظ على مقدرات الوطن
والمواطن ، وسيبقى وعى الشعب المصري وتماسكه واصطفافه خلف القيادة السياسية ومؤسسات الدولة هو
الصخرة التي تتحطم عليها مخططات ومحاولات أعداء الوطن وقوى الشر والإرهاب، ولن يستطيعوا النيل من مصر مهما
فعلوا.
ختاما أقولها بصراحة مصر ليست بحاجة للتذكير بدورها التاريخى تجاه قضايا العرب بصفة عامة، والقضية الفلسطينية
على وجه الخصوص، باعتبارها قضية العرب الأولى، فقد خاض الجيش المصري مع الجيوش العربية العديد من
الحروب، لعل أهمها وآخرها حرب السادس من أكتوبر 1973، من أجل فلسطين، هذه الحرب التي عادت فيها الروح
للجسد العربي، و اسقطت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذى لا يُهزم ولا يقهر . ولا يكاد يخلو بيت فى مصر من وجود
شهيد أو مصاب بسبب الحروب التى خاضتها مصر لأجل فلسطين .
ويدرك الأعداء قبل الأصدقاء دور مصر، وأنه لا أمل للعرب في التماسك والتقدم والقوة من دون مصر، وأنها معين لا
ينضب من العطاء الحضاري في مختلف ميادين المعرفة الإنسانية ، وإصرار مصر على استمرار جهودها لوقف الغزو
والعدوان الإسرائيلي على غزة يُعدّ في حد ذاته إنجازا دبلوماسيا لها، رغم الظروف والمخاطر التى تعرضت لها في
أعقاب أحداث يناير ٢٠١١ وحتى الآن.
يأتى ذلك في الوقت الذي تتعرض فيه مؤسسات الدولة المصرية وفى القلب منها القوات المسلحة الباسلة والشرطة
الابية كل فترة الى هجمات من قبل المعادين للدولة المصرية، بل يسعون بين الحين والآخر لمحاولة بث الأكاذيب ،
من خلال حروب الجيلين الرابع والخامس، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض المواقع والقنوات المناهضة للدولة
المصرية، وذلك حول طبيعة عمل الجيش والشرطة لتحقيق الاهداف المرسومة بعناية من قبل أهل الشر و قوى
خارجية مغرضة ، وأعوانهم فى الداخل ، ولهؤلاء نقول هيهات هيهات لن تفلحوا ابدا في النيل من خير اجناد الأرض
الذين كانوا ولا يزالون حائط الصد والملاذ الآمن للمصريين ، بل و للأمتين العربية والإسلامية ضد أى عدوان او خطر
يتهددهم ، وسيظل الجيش بالنسبة لكل أبناء الوطن خطا أحمر ممنوع الاقتراب منه أو التشكيك فى وطنيته أو قدراته.
أخيراً وليس آخرا نؤكد أن دور مصر وثقلها وموقعها في خارطة الصراع لم ولن يستطيع أحد مهما كان تعويضه أو ملأه،
وهذه حقيقة مؤكدة لا ينكرها إلا جاحد أو مغرض .