الإعلامي محمود عبد السلام يكتب : ” قصاقيص “

الإعلامي محمود عبد السلام
(١)
المستشفى
كنت مازلت على قيد الحياة ، حين تم نقلى إلى المستشفى المكتظ بالمرضى .. بعد الكشف وجدوا الحالة حرجة ، أدخلوني العناية المركزة وفصلوا عنى الحاضر ، وضعوني على جهاز نقل الماضى ، فتحسنت حالتى.
(٢)
مس الجن
كان يطيل النظر إلى القمر ،، يخبئ القصائد تحت الوسادة ، ويقرأ طويلاً فى كتاب الأحلام ، ، لم يُجْدِ نفعاً علاج الأطباء ولا وصفات العطارين ،، ولا زيارة الأولياء  حتى نَخَسُوا الوريد ،، نَزَفَ الأحلام كلها حلماً حلمَ ، ، ولم يبق الا مِلّْح القاع.
(٣)
الأصدقاء والبحر
“كنا مجموعة من الأصدقاء جمعت بيننا الحياة، تشاركنا الليالي الطويلة والصباحات المشرقة، صرنا إخوة. كنا على شاطئ البحر حين هبت عاصفة، ابتلع الموج اثنين منا، وخرجنا نحن الباقين مثقلين بالجراح، ومضى كلٌ في طريقه. لا تسألني، هكذا هي الأقدار.
(٤)
سعيد مهران
وقف فى حلة زاهية الألوان ، شامخ الأنف ، مرفوع الراس ، مخاطباً جمعاً من الجمهور المحتشد فى الميدان الفسيح ، يتقدمهم المحافظ ورجال الأمن ، انتظر هدوء الحشد وانتهاء الهمهمات ، ثم نظر اليهم طويلا ، ثم نطق قائلاً اخوتى فى الميدان ، لقد اختارني محفوظ لأكون لصاً ، لكنكم اخترتم أن تكونوا كلاباً.
(٥)
المستنصر
تصدر قاعة الطعام المعبأة برائحة الدهن واللحم والثريد فى قصرة المنيف ، حوله وزراءه و رئيسهم ، يهتفون باسمه بأصوات مرتفعة ، حتى يحال بينه وبين أصوات الرعية الجوعى بالخارج ،، تفتق ذهن أحدهم عن فكرة تخمد أصواتهم الى الأبد ، حتى ينعم مولاه ، بالطعام و الجوارى الحسان ،، اذاع بين الناس أن الوطن فى خطر ، والأعداء على الأبواب ، وأن المستنصر الآن يصلى على شاطئ البحر منتظرا الالهام وقرار السماء .
(٦)
الطريق
“قال لي شيخي: ستجد العدو في ثوب الصديق، وتجد الصديق في ثوب العدو، والملاك تابع للشيطان، هذا يا ولدي زمن ملتبس، ما أثقل هذا الجسد، فتحرر منه أولاً حتى ترى النور في الظلام وتعرف الصدق من الزيف. لن يرضى عنك حتى ترضى عنه. ثم حمل كتابه بيمينه ومضى حتى تلاشى في غلالة من نور. وما زلت حتى الآن في الطريق أبحث عنه.
(٧)
وفاء عودة
ظلت تركض عبر الحدود ،،بعد أن قامت بعملية فدائية ضد العدو الصهيونى ، حتى وصلت إلى جبال الألب ، فى الليل تحلم بالوطن وفى الصباح تطعم طيور البحيرة ، فى أحد الشوارع الجانبية ، تربصوا بها ،، اخترقت الرصاصة القلب ، وعندما فتشوا حقيبتها ،،، وجدوا صورة لوطن ، وعلماً ، وبعضاً من حبات قمح .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.