عبد الناصر البنا يكتب : حريم الساحل !!

عبد الناصر البنا
من المخجل أن أكتب مقالا يحمل هذا العنوان ، لكن الحقيقة أن الموضوع أصبح السكوت عنه ” جريمة ” أولا فى حق هذا الوطن الذى يجب أن نحمله فوق رؤوسنا قبل أن يكون جريمة فى حقنا نحن عندما ندفن رؤوسنا فى التراب ، تماما كالساكت عن الحق . لأن الأخبار والفيديوهات المتواترة عن هذا الساحل فى مثل هذا التوقيت من كل عام ، وهذا الصيف تحديدا أخبار ” مخجلة ” ولاتبشر بالخير لشعب أنهكته الظروف الاقتصادية .
أنا حاولت أن أمسك نفسى عن الكتابة فى هذا الموضوع المخجل ولكن بعد تكرار المشاهد المخزية التى يتداولها رواد التواصل الاجتماعى ، وحفلات السكر والعرى والمجون ، وزاد الطين بلة أزمة الفنان راغب علامة الأخيرة وقرار السيد نقيب الموسيقيين منعه من الغناء فى مصر ، كان حتما ولابد أن أكتب .
نقيب الموسيقينن حب يعمل action أو تريند أصل مصر بقت بلد ” التريندات ” وليه مانقولش حب يعمل ” دكر ” فمقدرش على .. وإتشطر على .. مثل كلنا عارفينه ، المهم أن سيادة النقيب مع عظيم إحترامى له ولتاريخ مصر العتيد فى الغناء وأساطين التلحين كل معلوماتى عنه ” إشطه يابا .. وأغنية تسلم الأيادى ” وهذ ليس موضوعنا ، وأنا لاشىء بينى وبينه ولا أعرفة ، ولم أكلف نفسى عناء تقفى أخباره ، المسألة عندنا بقت ” زادى حلاط ” وماتعرفش ده مين ؟ وفين ؟ وليه ؟
النقيب الهمام إتشطر على فنان جاى يؤدى عمله ، وعلى أى حال هو مالوش ذنب فى إللى حصل ، راغب إنسان لطيف جدا ومجامل وبشوش ، حتى ردود أفعاله على قرار النقابة جاء يحمل الكثير من الـ ” عقلانية ” ، الراجل محب لهذا البلد الذى أجمع الكل على تسميته ” هوليووود الشرق ” وأى فنان فى العالم العربى لاينكر فضل مصر عليه ، لأن مصر هى التى تعطى لأى فنان تأشيرة الدخول إلى عالم الشهرة والمجد .
أردت أن أضع نفسى مكان النقيب وأسألة سؤال : ماذا كنت تتوقع من رده فعل الفنان راغب علامة حيال هذا الموقف ؟ هل كنت تنتظر أنه ييرزعها قلمين على وشها مثلا ، وبعدها تقوم الدنيا ولا تقعد قومه الشاب المتنطع مع الفنان عمرو دياب مثلا ، ولا كان المفترض أن يجرى منها كما فعل تامر حسنى ؟
داحتى من أقوالنا الشعبية المأثورة ” اللي عنده معزة يلمها أو يربطها “مش هتفرق كتير !!
أجبنى بالله عليك إنت كنت عاوز راغب علامة يعمل إيه ؟
راغب علامة فى لقاء متلفز أقسم بالله إن زاوية التصوير هى إللى أظهرت بوسة البنت كأنها فى بقه وأن هذا لم يحدث ، ياسيدى أنت زعلان أوى كده ليه حتى لو كانت فى بقك ، هى الستات دى يهمها إن كانت فى بقك ولابق إللى جنبك .. مع إن والله عيب الواحد يقول على دول “ستات” ، لأن كلنا عارفين الست المصرية الجدعة بتعمل غيه ، ولكن عموما من الواجب علينا ان نحترم القارىء بدلا من الاشاره عليهم بلقب تانى أكيد كلنا عارفينه ، مشوها “ستات” وإللى محيرنى دى أهلها فين ؟ إن كانت بنت أو زوجة وأنا هنا أسأل عن ” النخوة ــ والرجولة ” ؟
هى الستات دى لو كان لها أهل كانت إتسابت كده دايره على حل شعرها ، دى ناس عندها كبت ، ستات عندها إحتياج عاطفى ، حرمان شديد ، وعلى قدر ماتقدر .. قول ، اللى حصل كأنهم أول مرة يشوفوا راجل زى مايكون فى أزمة رجالة فى البلد ، وهتروح بعيد ليه ، إذا إترقص الراجل وهز كتافة ومؤخرته يرجى منه فائدة !!
قول عليه العوض ومنه العوض ، زمن النخوة ولى وراح ، وأنا مازلت أكتب عن الساحل ، لأن فى المقابل البلد فيها رجالة ، رجالة واقفة وصامدة فى منهم إللى بيحمة ويصون ويدافع ، ومنهم إللى بيكد على لقمة العيش وتحرى الحلال ، فى ناس مطحونه شايله هم الليل والنهار ، وبيوجعها أوى إللى بتشوفه فى مصر ، وفى المقابل فى ناس فى حته تانيه خالص ، حته مش بتاعتنا ، حته للأسف تكسف ، كسوفنا من شارعى الهرم وجامعة الدول العربية زمان ، لكن يبدو أن ميزان العيب إختل !! .
مصطفى كامل أوقف راغب عن الغناء فى مصر . إنت بتتكلم جد ، إنت ماتعرفش أن البلد دى لها نسبه عبارة عن
ضريبه ملاهى على الحفلات دى ، وفى جزء كبير منها بيدخل النقابة علشان تصرف منه على العجزة والمحتاجين ،
ودا مش معناه أننا فاتحينها على البحرى وعاوزينها مدعقه (لا) ، معناه أننا نحكم عقلنا ، ونقول على الصح صح والغلط
غلط ، وندرس قراراتنا كويس ، معناه أننا نعرف مين الغلطان وعلى قدر الغلط يكون العقاب ، معناه أننا نعاقب منطم
الحفل إللى سمح للجمهور أنه يطلع على خشبه المسرح ، وماوفرش الجماية الكافية للفنان ، على الأقل كان منع
عنا تلك المناظر المؤذيه التى أظهرت الستات وكأنها فى حالة ” هياج أو كبت جنسى ” .
هل سيادة النقيب راضى عن ستات الساحل التى تتراقص عريانه وتحتضن الواد الأخنف أبو كرش مدلدل إللى عامل
زى الشوال ، ولا التانى إللى مش عاوز يسترجل ويصر أن يظهر بملابس الحريم ، ولا هو عارف أن كلهم ستات زى
بعض ومفيش منهم خوف ؟ ، أصل ياسيادة النقيب اللى بنشوفه فى الساحل دا عيب ، قد تكون غير مسئول عن
تدنى الاخلاق إنما انت مسئول عن هذا التلوث السمعى الذى يطلق عليه مجازا ” غناء ” أو ما أصطلح على تسميته
أغانى مهرجانات . وأعود مرة ثانية لكى أأكد على أن راغب علامة فنان جميل ، فنان له جمهوره ، وهو بيحب مصر ،
وبيحب الجمهور المصرى ، وأعتقد أنه عبر عن هذا الحب فى مواقف كتيرة ومكانش ناقص غير أنه يحط إيده على
المصحف ، حتى الشياكه فى تعليقه عما حدث تنم طيب أصله وذوقه العالى .
أصلها حكايات ” ماسخه” يرددها الناس كل عام ، وأهو الصيف بيخلص وكله بينسى ، وتبقى المرارة والغصة فى حلق
الناس إللى دمها حامى ، ويبقى دوما السؤال : هى فين النخوة وفين الرجولة ؟ والعجيب فى الأمر أن مفيش حد
بيقول عيب أو إختشوا ، أو حتى خلوا فى عيونكم ” حصوة ملح ” علشان بس مانرجعش ونلوم أنفسنا .. ودائما وأبدا
” تحيا .. مصر ” !!
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.