الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : جاءنا البيان التالى !!

الكاتب الصحفي عصام عمران

عفواً عزيزي القارىء فقد يتبادر الى ذهنك عند قراءة عنوان هذا المقال اننى اقصد به الفيلم السينمائي للنجم محمد هنيدي ” شفاه الله وعافاه ” ، ولكن في الحقيقة المقصود من العنوان ذلك البيان المهم الذى اعلنته وزارة الداخلية مؤخرا حول ضبط خلية إرهابية بمحافظة الجيزة قبل أن تنفذ أى عمليات إجرامية ضد الشعب المصري ، سواء من المسؤولين أو حتى المواطنين العاديين.
و كنت قد كتبت منذ ثلاثة أسابيع تقريبا مقالا بعنوان ” وان عدتم عدنا ” تحدثت فيه عن الفيديو الذي بثته حركة حسم الاخوانية نهاية الشهر الماضي تهدد خلاله الدولة المصرية بأنها ستعود لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة لترويع المواطنين ، أشرت فيه إلى أن حركة حسم وغيرها من الكيانات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية لم تع درس ٣٠ يونيو جيدا وان المصريين باتوا يعلمون أكاذيب وإفك هذه الجماعات المتطرفة فكريا وأخلاقيا ودينيا وانهم سيقوفون لهم بالمرصاد جنبا إلى جنب مع أبطال الجيش والشرطة تماما كما حدث خلال الفترة من ٢٠١٣ وحتى ٢٠١٩ حينما استطاع أبطالنا دحر الإرهاب خاصة فى أرض سيناء الغالية .
وبالفعل جاء الرد سريعا وسريعا جدا من أبطال الداخلية عيون مصر الساهرة الذين استطاعوا كشف واحباط “خلية بولاق الدكرور ” الإرهابية قبل تنفيذ أى أعمال تخريبية أو إجرامية وتصفية عدد من عناصرها ، الأمر الذي يؤكد يقظة رجال الأمن المصري واستباقهم لهؤلاء المجرمين بخطوات وهو أمر لو تعلمون عظيم .

ووفقا للبيان المهم الذى اعلنته وزارة الداخلية أنه فى واحدة من أقوى الضربات الأمنية الاستباقية، أعلنت الجهات

المعنية ضبط خلية إرهابية جديدة تابعة لما يُعرف بحركة “حسم” الاخوانية ، كانت تخطط لتنفيذ عمليات نوعية

تستهدف زعزعة استقرار البلاد خاصة فى ذلك التوقيت بالغ الحساسية على المستويين الإقليمى والدولى .

ورغم أهمية القبض على الخلية، فإن أخطر ما كشفته هذه العملية – وفقًا لخبراء الأمن والإدارة – ليس ما تم ضبط من

أسلحة أو كشفه من مخططات، بل فى الجبهة الجديدة التي باتت الجماعات المتطرفة تنشط فيها مؤخرا والتى

تتمثل فى هواتف المراهقين والبسطاء، وكذلك منصات التواصل الاجتماعي ، فالمعركة لم تعد على الحدود، بل

أصبحت تدور في غرف المنازل ، عبر الشاشات، و من خلال محتوى إلكتروني خادع يحاول التسلل إلى وعي الشباب

وإعادة تشكيل أفكاره ومعتقداته ولن ابالغ إذا قلت تسميم العقول قبل الأبدان .

فالإرهاب ليس بالضرورة أن يأتى برصاصة كما كان هو الحال فى الماضي فربما يبدأ من ” لايك ” أو “بوست “، وهو ما

اكدته الدكتورة إيناس عبد العزيز، الخبيرة في علم الإدارة والمستشارة في قضايا الأمن الفكري، مشيرة الى أن

الجماعات المتطرفة أصبحت تعتمد على “حرب تغييب الوعي” بدلًا من المواجهة المسلحة.

و الإرهابى هذه الأيام لم يعد في حاجة الى سلاح تقليدى للاضرار بضحاياه من النشء الصغار أو البسطاء، بل و كثير

من المتعلمين فيكفيه لايك، او بوست، عن حالة إحباط، ليتسلل الى بيتك من موبايل ابنك أو ابنتك و هذه الجماعات

المضللة باتت تستهدف الشباب من خلال محتوى محبط، وسيناريوهات سوداوية أو شائعات مغرضة ، وهو ما يجب ان

نفطن إليه جيدا مواطنون ومسؤولون خاصة فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها المنطقة بل والعالم من حولنا .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.