ناصر النوبي يكتب : الشعب المصرى شعب حكيم

الآية الكريمة “وَمَنْ أُوتِيَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا” تعني أن من وُهِبَ الحكمة، فقد أُعطي خيرًا عظيمًا. الحكمة هنا تشمل الفهم العميق للأمور، والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، والتصرف بحكمة في المواقف المختلفة.
الشعب المصرى شعب حكيم ، والحكمة ارتبطت بالألم،والظروف الصعبة التى يمر بها الأنسان ،وهذه الظروف الصعبة تجعل الإنسان اكثر قوة على التحمل ،
فالحجر الذى يؤلمك يقويك ويجعلك اكثر قدرة على تحمل نوائب الدهر والزمان!
نحن شعب قديم عاش تاريخا طويلا بين المجد والتقدم والحضارة،وتاريخا من الا ضمحلال والضعف ،ومع ذلك لم يستسلم ولم يخنع رغم قسوة الحياة ، واحتفظ بجينات قوية مكنته من مواصلة الحياة ، وقال المصريون:( ياما دقت على الراس طبول ) ! .. والطبول ربما يفهم منها طبول الحرب او طبول المطبلاتية، او طبول الفرح أيضا والازدهار والخروج من براثن عصور الأضمحلال والضعف !
ليست كل الشعوب لها القدرة على ان تخرج من عصور الانحطاط، ولمن لا يعرف ان الحضارة لها قانون وهى قمة الانتاج الانسانى، من جد وجد، ومن زرع حصد ، ولكن هناك قانون مواز وهو قانون التخلف والسقوط، .. فالتاريخ كائن حى وليس صفحات تكتب فى كتب التاريخ وتنتهى، لذا فإن ما عاشه الأجداد يعيشه الأحفاد، لكننا محظوظين، لأن لنا اجداد عاشوا ما نعيشه الآن، وتركوا لنا ميراثا عظيما من الجينات ، مثل طبقات الأرض ، طبقة فوق طبقة تكون كوكب الأرض ، الذى لم ولن يتوقف عن الدوران الإ بإرادة الله ، تدور الأرض لكنك لا تحس بدورانها ،ولو توقفت الأرض لانتهت الحياة وأنتهى هذا العالم الذى نعيش فيه،
لذا فان الدهر دهران ، يوم لك ويوم عليك، وكل هذه الأيام مطبوعة فى الحامض النووى للإنسان ،يستدعيها الأنسان الحكيم كلما تعاقبت،عليه الحياة ، مرة فوق ومرة تحت ،فليس هناك ايام دائمة ،بمعنى ايام نعيش فى النعمة ،التى تستحق الشكر ، وأيام صعبة صعبة تستحق الشكر والصبر والصلاة ،لأن الأنسان ينسى ،والنسيان نعمة عظيمة ،وبينما تنسى هناك انسان يتذكر ، او هناك من قد تعلم من التجربة ، وانسان آخر لن يتعلم من أى شيئ وهذا النوع يؤكد القاعدة
ولهذا فان الذكر اعلى العبادات قدرا ورفعة عند الله ، اذكر الله تجده اتجاهك، فقد يبتليك الله فى إيمانك، وفى علمك ، وفى صحتك فى حريتك ، فماذا انت فاعل ؟
هل تحزن ؟ هل ترضى ؟ هل تشكر ؟ هل تتقرب الى الله ؟ مع انه تقرب اليك من قبل يا عبدي، تقتربت اليكولم تعرفنى ..هذا هو البعد ! (عبد الجبار النفرى كتاب المواقف والمخاطبات موقف القرب )لذا فان الحكمة ارتبطت، بالألم، الحكمة ان تنفخ فى الزبادى احيانا ، وهذا ليس ضعفا او خوفا او جبنا كما يظن بعض الناس !
وعليك أن تعرف ان طريق الحق والعدل ليس سهلا ، بل هو طريق وعر ، لأن شياطين الإنس والجن يقفون للإنسان بالمرصاد ، لأنهم قديما أعلنوا العداوة لكل ما هو ينفع الإنسان ،( انه عدو لكم فاتخذوه عدوا)
فهل ترقص لأعدائك رقصة البجعة أو تقدم لهم القرابين كى تتجنبهم .. ام تعلن عليهم الحرب ،وتنسى أن لكل فعل رد فعل مساو في المقدار ومضاد له فى الاتجاه؟
للأسف الحياة ليست مفروشة بالورود دائما ..ايام بنشرب عسل ، وأيام بنشرب خل ، وهناك فى الورود اشواك يجب ان تلبس لها قفازات حتى لا تجرحك ،ولن تعرف ألم الجروح الإ اذا جربتها! هكذا الحكمة تأتى من المعرفة والتجربة لذا فان الشعوب التى مرت بأزمات كثيرة لها القدرة على البقاء والنهوض من جديد، أما الشعوب البسكويت فانها تذوب فى الماء الساخن او الشاى ،
اذكر الله ففي الذكر خيرا كثيرا !