الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : شذوذ البحر  !!!

الكاتب الصحفي عصام عمران

شهدت مياه البحر المتوسط خلال الفترة الماضية ظاهرة “احترار ” غير مسبوقة الأمر الذي يؤدي إلى تغير  اتجاه حركة الامواج الطبيعي وسرعتها وارتفاعها ، فهناك مناطق تشهد ارتفاعا كبيرا في الأمواج في حين تكون في مناطق أخرى شبه ساكنة نظرا لأن النظام البحري يقوم بعمل توازن بظاهرة فيزيائية تسمى الدوران الحراري حيث يتم تبادل بين طبقات المياه السطحية والعميقة بسبب اختلاف الضغط ودرجة الحرارة والكثافة فى محاولة لعمل التوازن الحراري من جديد وتبريد مياه البحر السطحية وهو ما يؤثر على التذبذبات المرصودة من البحر .

ووفقا للبيانات الصادرة من مراكز الطقس العالمية الحديثة فإن مياه البحر الأبيض المتوسط تتعرض لموجة حر بحرية تُعد الأشد منذ عقود لمثل هذه الفترة، وتُظهر البيانات أن مساحات واسعة من البحر تتمتع بدرجات حرارة تفوق معدلاتها الموسمية بأكثر من 5 درجات مئوية، وتحديدًا في الجزء الغربي من البحر المتوسط. و وفقًا للتقارير الأوروبية، تعاني التربة من جفاف شديد، وانخفضت مستويات الأنهار والخزانات في العديد من الدول، بما في ذلك دول المشرق وهو ما يطلق عليه ” تطرف أو شذوذ البحر ” وتشير التوقعات إلى استمرار موجات الحر والجفاف حتى أواخر الصيف.

ووفقا لمركز الدراسات البيئية للبحر الأبيض المتوسط (CEAM)، فإن البحر  شهد خلال الفترة الأخيرة ستًا من أعلى عشر حالات شذوذ يومية في حرارة سطح البحر منذ بدء أرشفة البيانات عام 1982..وقد سُجلت أعلى ثلاث حالات شذوذ حراري خلال أيام 20 و21 و22 يونيو الماضي  .

ويرى الخبراء أن استمرار ظاهرة  الحرارة العالية في مياه البحر المُتوسط قد تؤدي إلى عواصف أقوى من المعتاد، إذ يُحتمل أن يشهد الخريف القادم اضطرابا عاليا، مع ازياد فرص تشكّل عواصف متوسطية (medicanes) تشبه الأعاصير المدارية، تغذيها حرارة البحر الشديدة، وبالتالي قد نشهد تباينًا حادًا، فترات من الأمطار الغزيرة جدًا تصل إلى حد السيول في بعض المناطق و مناطق أخرى جفاف.

يأتى ذلك فى الوقت الذي تشهد فيه  أوروبا حاليا موجة حارة غير مسبوقة  ، حيث اقتربت درجات الحرارة في العديد من دول “القارة العجوز” من ٥٠ درجة مئوية لاسيما فى فرنسا وإسبانيا وإيطاليا.

وعلى الرغم من تسجيل تلك البلدان حرارة شديدة على غير العادة، إلا أن الطقس المتطرف لم يعد مفاجئًا، إذ يُجمع العلم على أن تغير المناخ الناجم عن الزيادة المطردة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري كان العامل الرئيسي في الواقع الجديد الحارق الذي يُجبر العالم على التكيف معه، سواءً موجات حر أو فيضانات أو جفاف أو برد قارس ، ويبدو أن تطرف البشر ألقى بظلاله على المناخ برا وبحرا وجوا .

وحول ظاهرة سقوط الامطار الغزيرة على بعض أحياء القاهرة مؤخرا رغم حرارة الجو ، يقول الباحث الدكتور خالد عزب أن هناك ما يسمى بعلم الاثار المناخي الذى يرصد التغيرات المناخية عبر الاف السنين ، حيث كانت مصر منذ اثني عشر الف عاما مليئة بغابات وانهار في الصحراء الشرقية والغربية الي ان حدث الجفاف فانتقل الانسان الي ضفتي وادي النيل ،

ونحن حاليا في نهاية دورة الجفاف وفي أشدها وبداية دورة المناخ المطير وأمطار القاهرة الأخيرة أتت من رياح موسمية من الجنوب الشرقي وليس من البحر المتوسط كما اعتدنا فى السابق وهى ظاهرة يجب التوقف أمامها بالبحث والدراسة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.