الكاتب الصحفي محمد يوسف العزيزي يكتب : من عبور أكتوبر إلي ثورة 30 يونيو : حكاية وطن لا ينكسر !

للمصريين مع الخطر مواقف لا تتغير، وعقيدة لا تتبدل، وإصرار لا يتململ.. ورغبة في مواجهته لا تتراجع خصوصا عندما يكون هذا الخطر له علاقة بتهديد الهوية الوطنية، والمساس بالشخصية المصرية.
في هذه الحالة تحديدا يظهر الشعب المصري علي حقيقته، ويلمع معدنه الأصيل عند استشعار الخطر ليتحول كل مواطن في هذا الوطن وكأنه المسئول الوحيد عن حمايته ولسان حاله يقول ” كله يهون.. إلا الأرض والكرامة ”
في مصر ( الوطن ) حكايات ذات منارات عالية ، وقامات تلامس السماء ..كلها تؤكد أن الشعب المصري لا يقبل الهزيمة وإن طال أمدها، ولا يقبل الانكسار والمهانة مهما كان عنفوان الطوفان الذي يواجهه !
– في عبور أكتوبر كان الهدف استعادة جزء من الأرض ليعود إلي حضن الوطن مرتديا وشاح استرداد الكرامة العسكرية.
– في 30 يونيو كان الهدف استعادة وطن بالكامل تم اختطافه في ظروف مضطربة وتهديد واضح وصريح بحرقه واستباحه شعبه وتغيير هويته ومحو شخصيته التاريخية والحضارية
– في عبور أكتوبر كان البطل جيش وطني مؤتمن عقيدته “الأرض دونها الموت ” وخلفه شعب يؤيد ويدعم ويساند .
– في 30 يونيو كان البطل شعب مصر بكل طوائفه وتنويعاته يرفع شعار ” أذا كان الدم غالي فالوطن أغلي ” وخلفه جيش يحميه ويدعمه يحمل جينات هذا الشعب الذي يستشعر الخطر من بعيد وينتفض كالبركان الهادر إذا دق الخطر بابه.
– في عبور أكتوبر حطم الجيش المصري أسطورة جيش الكيان الذي لا يقهر حتي صرخت جوالدا مائير وأيقظت الرئيس الأمريكي من نومه طالبة الغوث والدعم.. ويتحول يوم العبور العظيم إلي غُصة في حلق الكيان لم يبرأ منها حتي اليوم
– في 30 يونيو أجهضت ثورة الشعب المصري مخطط إسقاط الدولة المصرية وتعطيل مشروع الشرق الأوسط الجديد وشعار الفوضى الخلاقة الذي بدأت محاولات تنفيذه مع غزو العراق لتفكيك الجيوش العربية التي كانت تهدد الكيان وصولا إلي ثورات الربيع العبري الذي استهدف الدولة الوطنية في كل البلاد التي حدثت فيها ، وبروح هذه الثورة استطاع الشعب المصري أن يسقط ويقضي علي تنظيم الإخوان بشعار عبقري هتف به من 4 كلمات فقط ” يسقط يسقط حكم المرشد “ !
هذا الحكم الذي قررت قياداته في تصريحات علنية أنهم سيحكمون مصر لخمسمائة عام قادمة لم يمكثوا منها سوي عام واحد بالتمام والكمال .
– في عبور أكتوبر خرجت روح أطلقنا عليه ” روح أكتوبر ” غيرت الكثير في مفاهيم الحروب التقليدية .. هذه الروح يتم استدعاؤها كلما تعرض الوطن للخطر
– في 30 يونيو خرجت تلك الروح الكامنة في الشعب المصري لتعلن للعالم ولكل طامع أن مصر عصية علي الكسر والتقسيم، والفتنة مهما حاولوا ومهما اختلقوا الأسباب وصنعوا الأكاذيب
في ذكري 30 يونيو تحية واجبة لكل الشهداء في عليين الذين قضوا في كل ميادين الشرف والفداء من أجل مصر، وكل عام ومصر كلها قيادة وجيش وشرطة وشعب في أمن وأمان وسلم وسلام رغم كيد من يكيدون لها ليل نهار في الخارج والداخل لتنكسر ، أو تتحول لدولة فاشلة كغيرها في المنطقة !