الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : البطل الذى قال .. لا  !!!

الكاتب الصحفي عصام عمران

أيام قليلة تفصلنا عن الذكرى الثانية عشرة لثورة  ٣٠ يونيو ، ذلك اليوم الذى شهد ملحمة مصرية يصعب تكرارها فى المستقبل القريب ولا حتى البعيد ، حيث خرج أكثر من ثلاثين مليون مصري ملأوا الشوارع والميادين يعلنون رفضهم القاطع لحكم الجماعة الإرهابية ورئيسها الفاشل وكان لهم ما أرادوا وانحاز إليهم أبطال الجيش والشرطة فى مشهد أذهل العالم وأفشل مخططات أهل الشر وأعوانهم فى الداخل والخارج .

وكان في صدارة المشهد الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع حينئذ  ذلك البطل صاحب المواقف الشجاعة ، بل والمصيرية منذ ظهوره على الساحة السياسية في أعقاب اندلاع أحداث ٢٥ يناير  ٢٠١١ وحتى يومنا هذا ، حيث كانت ولاتزال حماية وإنقاذ مصر وشعبها بمثابة الاختيار الأول ولن أبالغ إذا قلت الوحيد عند اتخاذه لأى موقف أو قرار مهما كانت الظروف والمخاطر التى قد يتعرض لها  .

فقبل ١٢ عاما وتحديدا فى الثالث من يوليو ٢٠١٣ وقف البطل عبد الفتاح السيسى متصدرا المشهد كما ذكرت في البداية معلنا انحيازه وأبطالنا فى الجيش والشرطة إلى الملايين من المصريين الذين ملأوا الشوارع والميادين  إبان ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو  ، قائلا لا للهيمنة  الاخوانية  ، لا  لتفتيت المؤسسات الوطنية  ، لا  لطمس هوية الدولة المصرية مؤكدا زوال حكم الجماعة الإرهابية ورئيسها الفاشل ولم ترهبه التهديدات الكثيرة التى أطلقتها الجماعة وأعوانها فى الداخل والخارج .

وعندما تولى مقاليد الحكم فى الثامن من يونيو ٢٠١٤ أكد الرئيس السيسي مجددًا انحيازه لمصر وطنا ومواطنا وواجه كافة التحديات والمخاطر التى كانت تستهدف إسقاط الدولة المصرية وتفتيت مؤسساتها الوطنية،  ولعل في مقدمتها الهجمات الإرهابية الشرسة التي شنتها جماعة الإخوان ضد رجال الجيش والشرطة، بل ضد الشعب المصري كله وخاض أبطالنا المعركة بقوة رادعة حتى كان النصر حليفهم و بالفعل تم القضاء على الإرهاب خاصة فى أرض سيناء الغالية عام ٢٠١٩ ، فى نفس الوقت كانت مصر بقيادة الرئيس السيسي تخوض معركة أخرى لا تقل شراسة عن مواجهة الإرهاب وهي معركة الإصلاح الاقتصادي والبناء والعمران الذى امتد إلى كافة ربوع الوطن.
ورغم تعدد المخاطر والتحديات ولن أبالغ إذا قلت التهديدات والمؤامرات التى كانت ولاتزال تحاك ضد مصر فإن الرئيس السيسي استطاع بحكمة وحنكة قيادة سفينة البلاد إلى بر الأمان حتى فى ظل احتدام جائحة كورونا وتداعياتها التى أصابت اقتصاديات كبريات دول العالم ومن بعدها اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وأخيراً وليس آخرا الأزمة الطاحنة التي ألمت بالمنطقة بسبب اشتعال الأوضاع بين الكيان الصهيوني والاشقاء فى فلسطين وتحديدا غزة والضفة الغربية في أعقاب انطلاق عملية طوفان الأقصى التى نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وما تلاها من مجازر ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ما تسبب حتى الآن فى استشهاد نحو  ٥٥ ألف شخص وإصابة وفقد أكثر من مائة وخمسين ألفا آخرين.

ومع تفاقم الأزمة واحتدام المعارك ظلت مصر على موقفها الثابت منذ اللحظة الأولى بضرورة التوصل إلى حل الدولتين

الفلسطينية والإسرائيلية حتى يتم إنهاء الصراع بشكل قاطع مع رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريا من

أرضهم سواء إلى مصر والأردن أو حتى إلى دول أخرى كما جاء على لسان الرئيس الأمريكي ترامب وتابعه  رئيس

الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وكل يوم تؤكد ” مصر السيسي” مجددًا  تمسكها بموقفها التاريخى حيال القضية الفلسطينية ولم تفلح معها سياسة

” العصا والجزرة ” أو ألاعيب الترغيب والترهيب التي لوح بها الغرب ، لاسيما أمريكا وإسرائيل ، ولعل خير دليل على

المواقف الشجاعة لزعيم مصر ما ذكره في كلمته التاريخية أمام القمة العربية في بغداد مؤخرا ، والتي أكد خلالها أنه

حتى لو استطاعت إسرائيل تطبيع العلاقات مع كافة دول الوطن العربي لن يكون هناك سلام إلا بقيام الدولة

الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو  ١٩٦٧ .

وعلى نفس المنوال تتعامل مصر بقيادة الرئيس السيسي حيال الحرب التى اندلعت مؤخرا بين الكيان الإسرائيلي

وإيران لمحاولة وقف التصعيد والوصول الى حل سياسي حتى لا تتفاقم الأمور ، مؤكدة رفضها الكامل للتصعيد

الإسرائيلي ضد إيران لما يمثله من تهديد لأمن واستقرار المنطقة وربما يؤدى الى اندلاع حرب عالمية ثالثة ،

خاصة بعد الضربة التي وجهتها أمريكا لعدد من المنشآت النووية الإيرانية .

وفي الوقت الذي هرب فيه البعض أو ذهب البعض الآخر وراء مصالحه الخاصة ، ظلت مصر  بقيادة السيسي واقفة

تدعم وتساند، تبني، وتعمر ، وتعمل على حل وإنهاء أزمات متراكمة من عشرات السنين على كافة الجبهات سواء

الداخلية أو الإقليمية ولن ابالغ إذا قلت العالمية

اخيرا وليس آخرا  وكما ذكرت في مقال سابق فإن الرئيس السيسي منذ توليه المسئولية لا يترك فرصة أو مناسبة

إلا ويؤكد أن تراب الوطن خط أحمر لم ولن نسمح لأي كائن من كان المساس به أو حتى الاقتراب منه ، الأمر الذى

يتطلب منا جميعا شعبا وجيشا وقيادة الوقوف على قلب رجل واحد لمواجهة كافة المخاطر أو التهديدات، فمصر فى

وقت الجد تمتلك ١٢٠ مليون مقاتل هم خير أجناد الأرض كما أخبر الصادق الأمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

قبل ١٤٠٠ عام  .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.