قراءة في مسرحية مأساة (القدس)) د . صلاح عدس

بقلم :  باحث دكتوراة / عثمان فاروق - جامعة العلامة إقبال - باكستان

الدكتور صلاح عدس

تجسّد مسرحية “مأساة القدس” صرخة درامية نابضة بروح الثورة والمقاومة، حيث تتحول القدس من مدينة محتلة

إلى رمز خالد للصمود والتحدي. لا يكتفي الدكتور صلاح عدس بعرض مآسي المدينة الجريحة، بل يجعل منها منارة

توقظ الضمائر وتبعث الأمل  في قلوب الثائرين.  تركز المسرحية على فكرة أساسية، وهي أن تحرير القدس لا يكون

بالمفاوضات العقيمة . بل بالمقاومة والتضحيات. يرفض صلاح عدس الخطاب المستسلم للواقع، ويؤكد أن الحقوق لا

تُستعاد إلا بالقوة، مصداقا للمقولة الشهيرة: “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”، في إشارة واضحة إلى أن الحرية لا

توهب بل تنتزع انتزاعا.

تسير الأحداث في إطار درامي يعكس معاناة أهل القدس تحت الاحتلال، لكن دون الوقوع في فخ الرثاء والانهزام على

العكس، يُبرز الكاتب بطولات الثوار وصمودهم، مؤكدًا أن القدس ستبقى شعلة الحرية التي لن تنطفئ، وأن الطريق

إلى استعادتها مفروش بدماء الفدائيين. وتضحيات الأحرار.

تُختتم المسرحية بمشهد مؤثر، حيث يصدح صوت الأغنية الشهيرة لمحمد عبد الوهاب

أخي جاوز الظالمون المدى/ فحق الجهاد وحق الفدا / وليسوا بغير صليل السيوف/ يجيبون صوتا  لنا أو صدى /

فلسطين تفديك منا الصدور/ فحق الفدائي  والمفتدى .. لتكون خاتمة تلخص جوهر العمل، الجهاد ، الفداء والصمود

حتى تحقيق النصر. وهكذا،  تنتهي المسرحية ليس بوداع، بل بوعد  يتجدد، وأمل لا يخبو بأن القدس ستعود يوما

بأيدي من حملوا أرواحهم على أكفهم ورفضوا الاستسلام أو المساومة على شرف القضية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.