الكاتب محمد نبيل محمد يكتب : سأظل أحارب بالكتابة عن سيناء… 

"مصر الصغرى" ..ما أقدسها أرض ومعركة ..سيناء الحرب والسلام (4)

محمد نبيل محمد

نستكمل سرد ما بدأءه هنرى كيسنجر رئيس الامن القومى الامريكى “فيما عرف ببداية الدبلوماسية الامنية” وعند لقاءه مع محمود رياض وزير خارجية مصر اثناء وجوده فى نيويورك اكتوبر 1969 دون علم وليام روجرز وزير خارجية امريكا ـ طبقا لشهادة سامى شرف فى كتابه ـ وبعلم من ريتشارد نيكسون فى بادرة تجنيب وزير خارجية امريكا، وطبقا لكتاب “سنوات وايام مع جمال عبد الناصر” لمؤلفه سامى شرف فيقول:” ان هنرى كيسنجر عرض على محمود رياض مفاوضات بين مصر واسرائيل دون علم العرب، وهو الامر الذى رفضته الادارة المصرية بشكل كامل واعتبرته غير مقبول للنقاش من الاساس”.
وكان رد الفعل المصرى ان جاء فى خطاب جمال عبد الناصر فى عيد العمال مايو 1970 طلبا محددا من مصر للولايات المتحدة وهو:” الضغط على اسرائيل للانسحاب من الاراضى العربية التى احتلتها، أو التوقف عن تسليح اسرائيل ، والا تكون الولايات المتحدة شريكا فى احتلال الاراضى العربية باعتبارها داعما للعدوان الاسرائيلى منذ يونيه 1967″
جاء هذا الخطاب بمثابة جرس انذار للولايات المتحدة فى تعديل سياستها مع العرب وبالاخص مع مصر باغتبارها الادارة الحاكمة فعليا فى الاقليم العربى، وعرضت الولايات المتحدة مبادرة وقف اطلاق النار “مبادرة روجرز” التى كانت تلبية لمساعى الدبلوماسية المصرية بعد الانتصارات العسكرية المتتالية فى معارك الاستنزاف، وقبلت اسرائيل مبادرة وقف اطلاق النار، وقبلت مصر المبادرة التى سعت اليها لتفعيل وقفة استراتيجية تستطيع فيها استعادة الاوضاع العسكرية والتنسيق مع الجبهة السورية فى شن حرب لا تتأخر عن ربيع 1971 لاستعادة سيناء والجولان، فقامت مصر بحرب الالف يوم ثم بالسلام وكلاهما بالتبادل لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الوطنية والقومية لمصر والعرب.
ومرت السنوات الثلاثة وتسلح الجيش وتدرب وارتفعت معنوياته واشتدت رغبته فى استعادة الأرض بالحرب “من جديد” انتصر المصريون بالحرب فى استعادة عشرين كيلومتر شرق القناة بما يوازى 15 % من مساحة الأرض المحتلة، وقبل الرئيس السادات مبادرة كلا من الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة لوقف اطلاق النار بقرار مجلس الأمن 338 والذي تم تبنيه في 22 أكتوبر 1973 وكان نص القرار كالتالى:
1- يدعو جميع الأطراف المشتركة في القتال الدائر حالياً إلى وقف اطلاق النار بصورة كاملة، وانهاء جميع الأعمال

العسكرية فوراً في مدة لا تتجاوز 12 ساعة من لحظة اتخاذ هذا القرار، وفي المواقع التي تحتلها الآن.

2- يدعو جميع الأطراف المعنية إلى البدء فوراً بعد وقف اطلاق النار، بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (242) (1967)

بجميع أجزائه.

3- يقرر أن تبدأ فور وقف اطلاق النار وخلاله، مفاوضات بين الأطراف المعنية تحت الإشراف الملائم بهدف إقامة سلام

عادل ودائم في الشرق الأوسط.

وعادت مصر الى السلام بعد الحرب من اجل التركيز فى معركتى الدبلوماسية لاستعادة معظم الارض ثم معركة

القضائية والتوجه للتجكيم الدولى لاستعادة كامل الارض.

فكانت معركة الدبلوماسية وبعد الخطاب الأشهر للسادات يوم السادس عشر من اكتوبر 1973 “خطاب النصر” كان

خطابه عندما اعلن السادات فى مجلس الشعب فى التاسع من نوفمبر 1977 رغبته على السفر الى الكنيست

الاسرائيلى ومناقشة السلام، سلام المنتصر القائم على العدل، ورحب مناحم بيجن رئيس وزراء اسرائيل وارسل

الدعوة الرسمية للرئاسة المصرية من خلال السفير الامريكى بالقاهرة لتكون فى التاسع عشر من نوفمبر 1977 لكن

رئيس الاركان الاسرائيلى – مردخاي غور، وُلد عام 1930 في القدس، وفي سن المراهقة انضم إلى صفوف

“الهاجاناه” وفى فترة ولايته (1974ـ 1978) عمل على إعادة تأهيل الجيش بعد حرب 1973ـ وهو من اعتبر هذا الاعلان

للزيارة بمثابة تغطية على هجوم مصرى وشيك على اسرائيل ، كما جاء فى حديثه عن رد فعله عن تصريح السادات

بالزيارة فى صحيفة يدعوت احرانوت فى الخامس عشر من نوفمبر .

… وربما الرجل كان مازال يعانى من هلع الخداع الاستراتيجى الذى خدع به المصريون الصهاينة والامريكان والعالم(!).

ونستكمل فى القادم ان شاء الله الدبلوماسية المصرية وبناء الجيش المصرى

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.