مسرحية ( أبو زيد الهلالي سلامة) للدكتور  صلاح عدس

يتناول الدكتور صلاح عدس في مسرحيته (( أبو زيد الهلالي سلامة)) مرحلة مضطربة من التاريخ الإسلامي خلال القرن الخامس الهجري ( الحادي عشر الميلادي)، حين كانت الدولة الفاطمية تعاني من الضعف والتفكك بينما احتدم الصراع بين قبائل بني هلال بقيادة أبي زيد الهلالي والبربر بقيادة ابن زيري ملك تونس .

إلا أن المسرحية لا تقتصر على السرد التاريخي، بل تحمل رؤية نقدية عميقة، تسلط الضوء على التفكك الداخلي

والصراعات القبلية التي أسهمت في انهيار الأمة الإسلامية، مما جعلها فريسة سهلة للأعداء. يُعيد الكاتب قراءة

شخصية “أبي زيد الهلالي”، فبدلا من تقديمه كبطل شعبي ملهم، يصوره كرمز للهزيمة الجماعية، إذ تعكس بطولته

الفردية نكسات الأمة بسبب الانشغال بالمعارك الداخلية والانقسامات العبثية ومن هنا تأتي رسالة المسرحية

واضحة: تمجيد البطولة الفردية دون النظر إلى عواقبها قد يكون أحد أسباب انهيار الأمم.

لا تقتصر المسرحية على استحضار أحداث الماضي، بل تعكس الواقع السياسي المعاصر، حيث يُسقط الكاتب

شخصية “أبي زيد الهلالي” على الزعماء العرب الذين فشلوا في تحقيق نهضة حقيقية، بينما أضفت عليهم الجماهير

أوهام البطولة، ليكتشفوا لاحقا أنهم كانوا يلهثون وراء سراب. وفي النهاية، تدعو المسرحية إلى وحدة الأمة

الإسلامية ونبذ العصبيات القبلية والصراعات الداخلية مؤكدة أن التغيير الحقيقي لا يأتي من الأبطال الفرديين، بل من

وعي الجماهير واتحادها من أجل مستقبل مشترك.