عبد الناصر البنا يكتب: وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ

عبد الناصر البنا

فاجأت إسرائيل إيران بضربات موجعة طالت عمقها الإستراتيجى ومنشآتها النووية وقادتها العسكريين وأحدثت دمارا هائلا فى بنيتها التحتية ، العملية الإسرائيلية جاءت بعد عملية ” إعماء” قامت بها أمريكا رأس الأفعى فى المنطقة بعد جولة سادسة مزعومة من المفاوضان بشان الملف النووى الإيرانى فى العاصمة مسقط كانت كافية لخداع إيران بعدم توقع الضربة المباغتة ، وإن كنت أشك فى عملية مفاجأة إيران كون الموساد مخترق إيران من الداخل وإستطاع تجنيد عملاء له كانوا السبب فى أن تؤتى الضربات ثمارها . والمخجل أن تنشر إسرائيل مقاطع فيديو صادمة لعملية تركيب أنظمة هجومية لمسيرات فى الداخل الإيرانى بأيدى كوماندوز من عملاء الموساد ، وذكر أن عملية زرع أنظمة تكون قادرة على إطلاق صواريخ دقيقة لاستهداف مواقع استراتيجيه ، وإطلاق مسيرات وصواريخ دقيقة بالتزامن مع الهجمات الجوية !!

وأنا أشك أن هدف إسرائيل من وراء ضرباتها كما هو معلن تعطيل برنامج إيران النووى ، إسرائيل وأمريكا تستهدفان ” رأس النظام ” حكم المرشد ، والرغبة فى تحييد إيران تماما ، والدليل إستهدافها للمنشآت النووية وإغتيالها لعدد من كبار القادة العسكريين والعلماء فى المجال النووى ، وبشىء من العقل إن المتأمل للضربة فى طبيعتها وجرأتها يدرك أنها ليست مجرد رساله ردع لـ إيران ، وإنما هدفها تغيير النظام وهذا مايوافق هوى أمريكا !!

بكل تأكيد اليوم لاصوت يعلو على الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران ، للوقوف على من تكون له الغلبة فى هذه الحرب التى تدور رحاها بلاهوادة ، ومامدى إمكانية أن يؤدى ذلك الصراع إلى تأجج الحرب فى منطقة الشرق الأوسط ، ودخول المنطقة فى حرب إقليمية لايعلم مداها إلا الله وحده .

المهم أن أمريكا نفضت يدها من المشاركة فى الهجمات الجوية ضد إيران ، حتى وإن كانت تلك الهجمات نفذت بواسطة مقاتلات صتعت فى أمريكا Made in USA لكن أمريكا تعمل بمبدأ ” إعمل عبيط ” ، لـ يبقى السؤال هل تنكر أمريكا أنها الشريك الأساسى فى صد الهجمات الصاروخية التى وجهتها إيران للداخل الإسرائيلى ؟ الرئيس دونالد ترامب المراقب عن كثب لما يحدث مازال يحلم بعودة إيران إلى طاولة المفاوضات وتقديمها تنازلات وفقا للشروط الأمريكية ويبدو أن هذا هو ماسوف يحدث قريبا .

مايهمنا فى المعركة الدائرة هو أنها جاءت فى وقت شديد الحساسية ، وقت تعانى فيه منطقة الشرق الأوسط من الغليان فوق بركان ساخن ، هناك توترات فى لبنان وسورية واليمن والسودان وغزة ، ومحاولات كسر الحصار المفروض على غزة من قبل ناشطين من دول المغرب العربى يريدوا دخول الأراضى المصرية عنوة ، وإحراج مصر تزامنا مع محاولات دخول عناصر أخرى جوا للإنضمام إلى القافلة المزعومة ، والحمد لله على يقظة السلطات المصرية التى أجهضت كل هذه المخططات بل إلى ماهو ابعد من ذلك للقبض على شبكة تجسس دولية على الحدود المصرية الليبية السودانية .

أوضاع مايعلم بها إلا ربنا ومش عارفين هتقودنا على فين ؟

العملية التى نفذتها إسرائيل فى الداخل الإيرانى مقلقة ، إسرائيل تفرض عربدتها وسيطرتها على المنطقة مدعومة بمدد غير محدود من الجانب الأمريكى بل أنها إستطاعت تحييد دول العالم بالترويج لخطورة إيران على أمن تلك الدول القومى ، والسؤال : ماذا لو لاقدر الله كتبت الغلبة لـ إسرائيل فى هذه الحرب .. هل فى هذه الحالة سوف تتفرغ لجر شكلها مع مصر ؟ .. الله وحده أعلم !!

السؤال الذى يراودنى دوما بعد أن سارعت السعودية ودول الخليج بإدانه الهجمات على إيران .. ماذا لو أنفقت هذه الدول الترليونات التى دفعتها للرئيس دونالد ترامب على مصر .. هل كان الوضع سوف يختلف ؟ نعم على الأقل أنها سوف تبقى فى مأمن لان مصر ” الكبيرة ” لايمكن أن تتخلى عن أى من هذه الدول ، لكن بعد أن وقعت الفأس فى الرأس ، أعتقد أنه لن يفيد الندم عندما يأتى يوم يندم فيه الجميع ويعض أنامل الندم على ما إقترفته أيديهم ، لكن بماذا يفيد الندم !!

مصر ” الكبيرة ” تتعرض للضغوط من كل الجوانب ، قوات الدعم السريع على مرمى حجر من المنطقة الحدودية بين مصر والسودان وليبيا ، ولكنها تعلم جيدا أنها لو إقتربت .. إحترقت ، التوترات تحيط بالحدود الغربية فى ظل تناحر القبائل فى ليبيا والإنقسامات التى يشهدها الداخل الليبى ، وزاد الطين بله قافلة الصمود المزعومة التى تحمل رائحة التنظيم الدولى للإخوان من أجل إشاعة الفوضى فى مصر ، ويبقى السؤال المهم أين كان هؤلاء الأشاوس منذ عام ونصف يعانى فيه أهالى غزة الذل والمهانة ، ولم يجدوا سندا ولانصيرا لهم سوى مصر التى تحمل على أكتافها الهم الفلسطينى ، سواء من خلال المفاوضات أو تقديم المساعدات بما فيها الطبية أو إستقبال الجرحى والمصابين لعلاجهم على مرأى ومسمع من دول العالم ، ويكغى أن مصر وحدها تحملت أكثر من 80 % من إجمالى المساعدات التى دخلت !!

بقى أن أشير إلى ان هناك خيط يربط بين كل هذه الأحداث مع إقتراب موعد 30 يونيو وهو اليوم الذى تحررت فيه مصر من قبضة التنظيم الدولى للإخوان ، وأيضا مع إقتراب موعد إفتتاح المتحف الكبير ” هدية مصر للإسانية ” المزمع افتتاحه يوم 3 يوليو القادم وأكاد أجزم أنه سوف يتم تأجيل افتتاحه نظرا لطبيعة الأحداث التى تشهدها المنطقة .. حفظ الله مصر

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.