المستشار عبدالعزيز مكي يكتب: كن أنت السد بنفعك وسيرك.. لا تكن أحدا غيرك

تعلم ثم تعلم وتفانىَ في طلب العلم المعلوم بالضرورة من كل مصدر معتبر موثوق به دون حائل ، ومجالسة العلماء الحكماء العارفون ، ومؤانسة الصمت المتدبر في دقائق الأمور .. ولا تتكلم الكلام السائل المجهول الموصوم الذي ينم بالقطع على أن قائله جاهل شاكي متشاكي يردد ويحاكي ولا يبالي بمغبة ما يقول في تشويه المضمون وقلب الحقائق رأس على عقب ..
فالمتمرد الذي يغرد من خارج السرب بهرطقات مُحرفِة وخزعبلات مقرفة ومن فنون الكذب المكشوف والخداع صنوف وأنواع ..
نحسبه شجاع ثائر ظاهر ونحبه وإن يتظاهر بثوب رث للبطولة والزعامة المزعومة والمعرفة حين يطل وسيطا من أي نافذة مُجَهَزة لمآرب مُجهِزة ملغومة يعتقد واهما بأنه يحمل مشاعل التنوير والتغيير ليثرىَ وينسىَ ويملأ الآفاق شهرة وصيتا ويُعبأ العقول بالنفايات المسمومة ويعبث بكل المقدرات ويسفه الآمال ويبخس محمود الأعمال ويشترط عليك بأن تثور .. ومن حوله قلة متخلفة من الأخدان حملة المزامير ممن يقوضون البنيان الموجود في جحود ولا يقيمون ما يهدمون .. وأنت قابع تتابع كل يوم إن تعترض بِلاءٍ الصمت أو تمتعض أو تَفتُر أو حتى تتفق مع ما يقولون على زعم بالباطل بأن ما أنت فيه بلاءا صادما لا محالة واقع .. فتمسي كمن يقترض من المُفلِس .. فلا يصوم ولا يَفطر ويمكث ساكتا في ركوع بغير سجود لا يذكر ولا يتقدم خطوة للأمام ولا يفكر ..
وهكذا ينفرط عقد الوطن ويضيع وإن ينفرط وتنتهك بكارة الحدود من كل حدب لا يعود ويرقص على جثث الكرام اللئام الأقزام .. فخيانة الأوطان من قطعان العملاء ألد الأعداء ونفر من العميان الأغبياء والجهلاء ذنبا لا يُغتَفَر .. .. ..
فما الذي يضير كل بصير مستنير أن يحترم النظام ويستمسك بعُروة جماعته الوُثقىَ ويتحلى بكل إلتزام من شأنه أن يرقي بالوطن وهل في ذلك خضوع مٌذٍل كما ينعته كل رقيع مُختَل وضيع معدوم الضمير .. .. !! ..
وما الذي يضير إن كنت فردا تعمل بعلم في دأب وأدب ..أو كنت تنتظم وتنسجم حزبا تأتلف إنسيا في نسق مؤسسيا تنطلق من معطيات منسوقة مدروسة تبتغي أهدافا مرموقة وإن تختلف بالكيف المقبول في محطة القيام وفي الوسائل والأدوات .. تلتقي في محطة الوصول وتصل لنبل الغايات المحسومة المجردة من أي ضغينة أو خصومة فليس في عشق الأوطان سِباب ولا طعان ولا لعان ولا بذاءة لسان ..
فعشق الأوطان نقي إحساس وصفاء ووحدة وإيمان وأمان ومودة وكفاءة وجودة وإخلاص ومحبة وسلام .. والسلام على المخلصين الراشدين المهديين